«شخبط شخابيط».. الرسم ينقذ منة جميل من الاكتئاب بعد فشلها فى الالتحاق بـ«الفنون الجميلة»
فتاة لم تكمل عقدها الثاني بعد، تدرس بقسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية، ولدت في مدينة العامرية، ولكنها نشأت وترعرعت في مدينة العجمي في محافظة الإسكندرية.
كانت تحب الرسم منذ نعومة أظافرها، تجيد الرسم بطرق وأنواع مختلفة، تقول منة جميل لـ"دار الهلال" إنها رسمت مانديلا، كما تجيد الرسم التشكيلي، والرسم على طريقة 3D، ورسم بورتريه طبيعة صامتة، وفي تلك الرسومات استخدمت الفنانة الشابة ألوان خشب وألوان مائية وألوان زيت وأقلام فحم وأقلام رصاص وحبر وجاف.
ومن أجل تنمية موهبتها، حرصت "منة" على الرسم من حين لآخر لتثبت موهبتها، ومن بداية دخولها مرحلة الإعدادي واكتمال نضجها بعض الشيء حلمت الفنانة الشابة بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وبعد التحاقها بالمرحلة الثانوية توقفت منه عن الرسم نتيجة بعض الظروف التي مرت بها، والتي كانت نتيجتها انعدم شغفها لكل الأشياء التي تحبها وتجيدها.
وبعد انتهاء تلك الظروف عادت "منه" لترسم من جديد، بدأت ببعض الرسومات العشوائية إلى أن تحسنت أحوالها من جديد، لتخضع لامتحان القدرات الخاصة بكلية الفنون الجميلة، ولكن يلعب التنسيق دوره معها حالها كحال أغلب الشباب ليخذلها مجموعها من الالتحاق بالكلية بعدما رسمت لنفسها طريقها أثناء دراستها بالكلية.
لتبدأ بمرحلة جديدة من فقد الشغف بل وصل الأمر لكرهها موهوبتها الرسم، ومن ثم انقطعت عن الرسم ومزقت كل رسوماتها، لتدخل بعدها مرحلة اكتئاب والتي طالت مدتها، ونتيجة تكرار عدة ظروف شبيهة بالتي مرت بها في بداية حياتها والتي صعبت من ممارستها لحياتها بشكلها الطبيعي، لم تجد منه مفرًا سوى اللجوء لما تعشقه وتجيده وبدأت الرسم من جديد، لأنه المنقذ الوحيد الذي يستطيع إخراجها مما هي فيه ـ على حد قولها.
البداية من خلال الرسم على ورق رسومات عادية، ولكن نتيجة كل رسمة بعد الانتهاء منها كانت تبهرها.
وفيما يخص الدعم الذي تلقته منه، أكدت أنه كان من أهلها في المقام الأول، وعلى رأسهم أمها صاحبة الفضل الكبير عليها، وأنها لم تتلقى أية دعم من المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بتنمية المواهب برغم كونها من الإسكندرية الشهيرة بانتشار هذا النوع من الفن، ولكنها قالت إن الدعم قد لم يصل إليها لأنها بدأت الرسم بالشخبطة من شهرين فقط، ولكنها تأمل في دعم المعنيين لها
وفي تلك الفترة لم يكن لـ"منة" أصحاب خاصة التي انقطعت فيها عن الرسم إلى أن قابلت نوعا من الفن جديد عليها، وهو الرسم بالشخبطة، والذي بدأت في تعلمه بنفسها دون أخذ أية دورات تدريبية وإنما اكتفت ببعض الحلقات على موقع اليوتيوب، وأثناء اندماجها بتعلم الفن الجديد أصبح لديها أصدقاء يشجعونها ويدعمونها، مشيرة إلى أن أكثر من دعمها من أصدقائها الجدد كان عبدالرحمن الحسيني فنان في نفس المجال.
وعن رسالتها من خلال الرسم بالشخبطة، أوضحت الفنانة الشابة أن الرسم والشغف لشيء محبب لشخص هو بمثابة منفذ له من أي اكتئاب، وتمنت منه وصول رسوماتها لكل الناس وتعرف من خلال قصتها القديمة، وأنها ستسعى لذلك من خلال المشاركة مسابقات الإبداع، ومن خلال عرض لوحاتها في إحدى المعارض حال تسنح لها الفرصة.
وعن أهم رسوماتها، أشارت الفنانة الشابة، إلى أنها رسمت الممثل أحمد حاتم، كما رسمت المشاهير من مغنيين الراب، وكانوا دائما ما يشجعوعها من خلال نشر رسوماتها لهم على مواقع التواصل الخاصة بهم.
وعن العقبات التي قابلتها طوال حياتها، أضافت أنها كانت تتمثل في أشخاص وفي نقدهم الهدّام، ولكني تفوقت عليها من خلال البُعد عن أولئك لأشخاص الذين من المفترض أن يكونوا أصحابها المقربين.
وعن التوفيق بين دراستها وموهبتها، قالت "منه" أنها تهتم بدراستها جيدا وفى الوقت ذاته تستطيع ممارسة موهبتها دون التعارض مع دراستها، من خلال الرسم في وقت الفراغ، حتى إن إحدى رسوماتها رسمتها ليلة امتحان.
واختتمت منة جمال، أنها أحبت دراستها مؤخرًا، نظرًأ لكونها ممتعة، بجانب أن دراستها بقسم الجغرافيا عمل على تثقيفها في أشياء كانت في غفلة عنها.