ماري باي باي.. من السجن إلى السينما ومشهد وحيد جمعها بالزعيم
دفعها حبها للفن أن تترك عملها في سجن النساء وتعمل في السينما التي عشقتها، ملامحها جعلت المخرجين يحصروها في دور السيدة التي لا تتمتع بالجمال، ولكن لم يكن عائقا أمامها ورسمت البسمة على وجوه الجميع وباتت أشهر كومبارس في السينما المصرية هي "ماري باي باي".
ولدت بهيجة محمد علي في 29 يوليو 1917، أحبت التمثيل ولكن دفعها القدر لتعمل "سجانة" في سجن النساء، وهناك لقبت ب"ماري" وتزوجت من زميل لها يعمل "سجان" حتى وقعت بينهما عدة مشكلات بسبب رغبتها في العمل بالفن.
كانت دائما ما تترك عملها وتذهب إلي كازينو بديعة مصابني، وعندما يكتشفون غيابها ويسألون عنها يخبرهم زملائها في العمل بـ"ماري باي باي" بمعنى أنها تركت العمل ليلتصق بها الاسم، ساقها حظها أن تقابل الفنان الكبير يوسف وهبي في إحدى الأيام وتطلب منه أن تعمل في السينما وهو ما تحقق وأسند لها دورا معه في فيلم "المهرج الكبير"، وضمها إلى "فرقة رمسيس"، ثم انتقلت للعمل في فرقة "ثلاثي أضواء المسرح".
بالرغم من عملها "سجانة" في الحقيقة إلا أنها قدمت في السينما دور "مسجونة" في فيلم "حياة حائرة" 1948 مع فاتن حمامة، وعملت "كومبارس" في عدة أفلام لعل أبرزها "الحب في خطر، النمر، في الهوا سوا، لسانك حصانك، جعلوني مجرما، المحتال، نهارك سعيد".
رغم موهبتها الكبيرة لم يكن يسند لها المخرجين سوى بعض المشاهد القليلة في أفلامهم وحصروها في دور الفتاة غير الجميلة، منتصف الخمسينيات نالت دورا ليس بالقليل عندما جسدت دور زوجة "عباس الزفر" محمود المليجي في فيلم "إسماعيل ياسين في الأسطول" وبعده شاركت مع "ياسين" في فيلم "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، ومشهد وحيد مع عادل إمام في فيلم "البحث عن فضيحة".
في فترة الستينيات، قدمت عدة أفلام لكن أبرزها فيلم "مطاردة غرامية" إذ جمعها مشهد مع عبدالمنعم مدبولي "الدكتور خشبة" الذي يقع في غرام الجميلات اللاتي يرتدين أحذية أنيقة مثل مريضه فؤاد المهندس، وما إن يرى "الدكتور خشبة" سيدة تسير في الشارع يمسك بحذائها من أسفل دون النظر إليها ويلقي عليها كلمات الغزل "مدام بوز جزمتك بيدل على أنوثة طاغية وكعبها بيدل على رقة قلبك وحنانك" وعندما يرى وجهها ويكتشف أنها ليست جميلة يتركها ويجري وهو يقول لها "متشكر آوي يا خالتي".
توالت أعمالها في عدة أفلام في السبعينيات منها"عفريت مراتي، ريش على مفيش بالألوان، أهلا يا كابتن"، وفي الثمانينات قدمت فيلم وحيد هو "أذكياء لكن أغبياء" وفي التسعينيات 3 أفلام هي "الراية حمرا، حب من ثلاثة أطراف، الغيبوبة"، ورحلت عن عالمنا في 5 أكتوبر 1997 عن عمر ناهر 80 عاما.
روى الفنان الراحل سمير غانم موقفا طريفا ل ماري باي باي خلال لقاءه مع ببرنامج "صالون أنوشكا" أنه كان يقدم إحدى المسرحيات على مسرح "الهوسابير" وكانت من 3 فصول وبعد الفصل الأول تلقوا اتصال بقطع الكهرباء في المكان فاقترح على صديقه جورج سيدهم بأن يلغوا الفصل الثاني من المسرحية ويقدموا الفصل الثالث وكانت تشارك معهم ماري باي باي بدور في الفصل الثاني الذي تم إلغاؤه.
يقول سمير غانم كان كف يدها كبير جدا ولا يجرأ أحد على اخبارها بإلغاء الفصل الذي سوف تؤدي به دورها وبينما كانت تجلس في انتظار الدور الذي استعدت له ووضعت المكياج مريت من أمامها فسألتني "هو ده الفصل الكام؟" فأخبرتها أنه الفصل الثالث فردت بطريقة كوميدية "أومال التاني فين"، ووصفها "غانم" بأنها كانت أسطورة.