رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تعرّض للتعذيب حتى الموت.. تعرّف إلى الوزير الذى تحدّى عبادة الأوثان فى الإسكندرية

29-7-2021 | 18:34


صورة ارشيفية للقديس مكاريوس

حازم رفعت

واجهت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مر العصور شدائد وتحديات عديدة، إلا إنها ما تزال الحصن المنيع للدفاع عن الهوية القبطية والديانة المسيحية التي ظهرت في فجر القرن الأول الميلادي علي يد القديس مارقس الرسول، كاروز الديار المصرية، عندما كانت مصر تواجه حربا لمحوا ثقافتها الفرعونية من قبل أمم تحاول احتلالها فكريًا وثقافيًا، فمصر آنذلك كانت بها تعدد أديان منها الديانة الفرعونية بجانب الديانة اليهودية.

وبعد أن انتصر المصريون بالحفاظ على هويتهم، ففي القرن الثالث الميلادي وفي حُكم الإمبراطور الروماني دقلديانوس والذي كان ملكًا جاحدًا يعتنق الديانة الوثنية، كانت مصر بالكامل تعتنق الديانة المسيحية، إلا أن الشيطان ملأ قلب هذا الإمبراطور ليريد محو تلك الديانة مرة أخرى وينشر العبادات الوثنية؛ تلك الديانة الشيطانية، فأصدر فرمانا بمنع اعتناق المسيحية وقتل كل من يؤمن بها وهدم جميع الكنائس المصرية، وتسبب ذلك في استشهاد المئات من المسيحيين الذين رفضوا هذا القرار المشين، وبعد انتهاء هذا العصر الدموي وانتصار المصريين واصرارهم بالحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية، حيث قررت الكنيسة القبطية إحياء تقويم جديد وهو تقويم لتتذكر به عصر الاضطهاد التي شاهدته علي يد هذا الامبراطور الروماني وهو يوافق التقويم الفرعوني القديم لتصبح السنة القبطية أو ما يعرف بعام الشهداء.

وبحسب كتاب التاريخ الكنسي "السنكسار" وهو كتاب ترصد فيه الكنيسة سير الشهداء الذين استشهدوا في عصر الامبراطور الروماني دقلديانوس، حيث تحتفل  الكنيسة، اليوم الخميس، بتذكار أحد شهداء هذا العصر وهو إستشهاد القديس مكاريوس بن واسيليدس، والذي استشهد في   سنة 20 للشهداء الموافق 304م، وتُعيد الكنيسة تذكاره في 22 أبيب من كل عام قبطي ويوافق 29 يوليو ميلادي.

الوزير الذي يرفض السجود لعبادة الاصنام

القديس مكاريوس بن واسيليدس وهو كان وزيرًا في الامبراطورية الرومانية بأنطاكية ( دمشق حاليًا)، وبحسب المراجع، عقب إصدار الإمبراطور الروماني دقلديانوس أوامره بمنع العبادة المسيحية في مصر، وإجبار المسيحيين على السجود للأوثان، الآلهة الرومانية إنذاك، كان من بينهم مكاريوس الذي رفض الخضوع لعبادة الحجارة، متشبثًا بإيمانه المسيحي، فأصدر ضده أمر ضبط.

مكاريوس يتحدي الامبراطور برؤية إلهية

وفي رؤية، جاء له السيد المسيح، وأعلمه بما ينتظره من إضطهاد، وأنه سيقويه لتحمل الآلام، وسيصنع على يده عجائب ومعجزات؛ فوقف مكاريوس أمام والي الإسكندرية الروماني، "أرمانيوس"، وأعلن إيمانه بالمسيح، موضحًا له اللامنطقية في التعبد لتماثيل حجرية لا تقدر على حماية نفسها حال سقوطها وتكسيرها، ولما كان الوالي يعلم أن والده هو الوزير باسيليدس، تجاوز كلامه المسيء للآلهة الرومانية، وبدأ يلاطفه لعل يخدعه ويغير رأية، ولكن فشلت محاولاته، مما أثار غضبه.

يتعرض لعذبات شديدة

بدأ الوالي الروماني  بتعذيب الوزير مكاريوس أشد العذابات، حيث بتروا أصابعه، ووضعوا عليها خلًا، ودحرجوه على مسامير حديد محماة بالنار، وصبوا فوق رأسه قارًا مغليًا، فسقط أرضا فاقدا الوعي، حينها ظهر له السيد المسيح مرة أخرى، وأقامه معافى تماما دون أي إصابات.

يقوم من الموت

صنع الله على يدي هذا القديس معجزات باهرة؛ منها أن قومًا اجتازوا به حاملين ميتاً لهم؛ فطلب من السيد المسيح أن يُظهر مجده، فقام الميت لوقته واعلم الحاضرين بما رأى في الجحيم، وأن المسيح هو رب الكل؛ فآمن الجميع وقُطعت رؤوسهم ونالوا أكاليل الشهادة.

قطع رأسه

اتفق حضور أريانوس والي أنصنا، فأخذ القديس معه عند عودته؛ وعندما وصلوا إلى شطانوف وهي  تتبع مركز أشمون بمحافظة المنوفية، تعطل القارب عن الإبحار، فأمر الوالي الجند فأصعدوه إلى الشاطىء حيث قطعوا رأسه المقدسة؛ فنال إكليل الشهادة، وعندما ملك قسطنطين، ظهر هذا القديس في رؤيا الليل للأمير أولوجيوس وأعلمه بمكان جسده فأخذه وبنى عليه كنيسة؛ وقد شرفه الله بظهور آيات من جسده الطاهر.