رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد موتها في القرن الثالث الميلادي.. تعرف على الأميرة المسيحية وسر بقاء كفها دون تحلل

30-7-2021 | 18:43


كف الشهيدة مارينا

حازم رفعت

الكنيسة القبطية هي الأم التى تنجب ومازالت تنجب شهداء وقديسين علي مر العصور، قدمت هذه المؤسسة الدينية العريقة دماء الكثير من الشهداء لأجل الوطن والهاوية الدينية، من بداية الاضطهاد الروماني والمعروف بعصر الاستشهاد، إذ أقربها قدمت 21 شهيدا من شهداء الإيمان والمعروفين بشهداء أقباط ليبيا، الذين قدموا نفسهم تحت سكين الغدر علي يد جماعة داعش المتطرفة بهدف هويتهم الدينية  في 15 فبراير عام 2015.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، بتذكار عيد استشهاد القديسة مارينا الشهيدة في  23 أبيب من كل عام قبطي والذي يوافق ٣٠ يوليو، وتستعرض " بوابة دار الهلال"، أهم المعلومات عن قصة حياة القديسة مارينا ولماذا تحتفل بها الكنيسة القبطية.

 

من هي مارينا

 

وبحسب كتاب التاريخ الكنسي( السنكسار)، القديسة مارينا هي أميرة نسب لعائلات أكابر إنطاكية وكان والداها يعبدان الأصنام فعندما ماتت أمها أرسلها والدها إلى مربية لتربيها؛ وكانت هذه المربية مؤمنة بالمسيح ففي بعض الأيام سمعت مربيتها تذكر سير الشهداء وما ينالونه في الملكوت الأبدي فاشتاقت أن تكون شهيدة علي اسم السيد المسيح

 

استشهادها

 

ذكر كتاب السنكسار الكنسي أن القديسة تم استشهادها في عام  307ميلادي بعد أن نالت عذابات عديدة علي يد الامبراطور الروماني دقلديانوس الذ امر بسجود جمع من يتبع تحت ظل مملكته للالة الوثنية الرومانية إلا إنها رفضة للسجود صارخة في وجه بأن هذه الالة اصنام وانها تعبد السيد المسيح وتؤمن بالديانة المسيحية .

 

حكاية "كف" القديسة مارينا

 

وبحسب المخطوطات الموجودة حاليًا في كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، أن أحد الجنود خلال حصار العدو للمدينة؛ وجد الكف في أحد الأديرة بجبل الكرمل ببلاد فلسطين؛ وكان مغطي بالفضة؛ فباعه لأحد تجار المعادن الثمينة وكان مصري الجنسية سافر إلى بلاد فلسطين خصيصًا لشراء بعض الفضة، وعاد بها إلى مصر وكان ذلك عام 1013 للشهداء أي ما يعادل 1297 للميلاد في عهد البابا الراحل ثيؤدوسيوس الثاني البطريرك الـ 79 في أيام خلافة الناصر محمد بن المنصور بن قلاوون.

 

عودة الكف الى مصر

عندما عاد الرجل المصري بالفضة إلى مصر وضعها في منزله حتى يتسني له بيعها؛وحدث أنه مرض مرضًا شديدًا جدًا وأوشك على الوفاة؛ وذات ليلة وبينما كان يزوره أحد الأصدقاء شاهد الكنز فطلب منه أن يفتحه؛ وعندما فتحه وجد أسما مكتوبا بالحروف اليونانية تحت الفضة؛ فقال له يا أخي الحبيب أن هذه الفضة بداخلها عضو من أعضاء القديسين؛ وأعضاء القديسين لا يليق بها أن تحفظ في البيوت بل يجب أن تودع في أحدي الكنائس، إذ ذكر له أن المرض الذي أصابه بسبب وجود هذا الكف في منزله؛ له أنه بمجرد إيداع هذا العضو المقدس في الكنيسة سوف يبرأ من مرضه.

 

ايداع الكف للكنيسة في حارة الروم

 

أهدى هذا العضو إلى كنيسة الملاك ميخائيل بالفهادين (وهي اليوم حارة الجوانية عند باب النصر شمال القاهرة الفاطمية؛ واندثرت هذه الكنيسة حاليا) وللوقت أحس التاجر بتحسن كبير واسترد صحته وعافيته، وعندما اندثرت الكنيسة تم نقل الكف والساعد الأيمن للقديسة الشهيدة مارينا إلى أقرب كنيسة لها وهي كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم؛ ومازال الكف والساعد الأيمن محفوظا في هذه الكنيسة حتى الآن.

 

 

 وهو يعرض على جميع الشعب في مناسبتين ؛المناسبة الأولي هي 23 أبيب الموافق 30 يوليو عيد استشهادها؛ أما المناسبة الثانية فهي 23 هاتور الموافق 2 ديسمبر عيد تكريس أول كنيسة على اسمها في مدينة أنطاكية وتستمر الاحتفالات لمدة أسبوع تقريبا. ويتم في هاتين المناسبتين صب الحنوط والأطياب على الكف مع بعض الألحان والتماجيد المناسبة باللغات القبطية والعربية؛ ويحضرها الألوف من الشعب مسلمين وأقباطا؛ بل من جميع أنحاء أوروبا وأمريكا خصوصا النساء العواقر للتبرك من الكف؛ ويتشفع بها الجميع معتقدين في قوة صلواتها للبركة والشفاء.