رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كنوز تاريخية| «تونة الجبل».. أبرز مظاهر التزاوج الفني بين مصر واليونان

30-7-2021 | 14:18


تونة الجبل

أبانوب أنور

تقع منطقة تونة الجبل على بعد حوالي 7 كيلو مترات من الأشمونين وتتبع مركز ملوي، وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، و جبانتها هي الجبانة المتأخرة لمدينة الأشمونين.

اشتق اسمها من الكلمة المصرية القديمة "تاحني" أي البحيرة؛ إشارة إلى بحيرة كانت تتكون في المنطقة نتيجة لفيضان النيل، وأصبحت في اليونانية "تاونس"، ثم "تونة" في العربية، وأضيفت إليها كلمة الجبل نظرًا لوقوعها في منطقة جبلية.

 

وتمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة لأنها تبرز مظاهر التزاوج الفني بين الفن المصري القديم والفن اليوناني، وتضم المنطقة الآثار التالية: إحدي لوحات حدود مدينة أخناتون، وسراديب تونة الجبل وهي عبارة عن مجموعة ضخمة من الممرات المنقورة في الصخر لدفن طيور أبو منجل المقدسة والقردة بعد تحنيطها، ومقبرة "بيتوزيرس" الكاهن الأكبرومقبرة ايزادورا.

 

من أهم المعالم الأثرية الموجودة بالمدينة مقبرة بيتوزيرس ويرجع تاريخ المقبرة لعام 300 قبل الميلاد وكان صاحبها بيتوزيرس يشغل وظيفة كبير كهنة الإله تحوت ويشبه هذا القبر فى مظهره الخارجى دور العبادة المصرية التى بنيت فى العهد البطلمى، وتميز هذه المقبرة بتداخل الفنين الهيلينى والمصرى خاصة فى المقصورة الأمامية، حيث رسمت مظاهر الحية اليومية والصناعات، أما الحجرة الثانية فقد نقشت به رسوم أغلب الآله المصرية القديمة، وكان بالمقبرة تابوت بيتوزيرس الذى نقل إلى المتحف المصرى كأحد المقتنيات المهمة به وهى مقبرة أسرية حيث خصصت له ولوالده ولأخيه.

 

و يوجد بها مقبرة ازادورا وهذه المقبرة من عصر الإمبراطور هاديريان وهى لفتاة يونانية كانت تسكن الضفة الغربية للنيل، وكان والدها حاكم الإقليم، عشقت ضابط مصرى تعرفت عليه فى حفل عرس فى مدينة الأشمونين، ودارت بينهما أجمل وأروع قصة حب عرفها التاريخ القديم، فلم عرف والدها منعها عن حبيبها فقررت الانتحار دون علم حبيبها.

 

كما توجد جبانة دفن الإله تحوت، وهى ممتدة تحت الأرض لمسافة كبيرة وكانت مخصصة لدفن الآله تحوت (القرد والطائر أبو منجل) إله الحكمة والمعرفة وقد أنشئ فى أحد السراديب متحفا يضم بعض المقتنيات التى وجدت فى هذه السراديب الممتدة منها بعض قرده البابون المحنطة وطائر أبو منجل المحنط، والساقية الرومانية ترجع إلى العصر الرومانى وقد بنيت من الطوب الصلب الأحمر لتطهير الطائر المقدس أيبس أو القرد ولها سلالم تؤدى إلى أسفل ويبلغ عمقها حوالى 200 قدم.