رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«دنقل والأبنودي».. صداقة بدأت بشجار.. ومن حمل السلاح إلى القصيدة

30-7-2021 | 14:15


دنقل والأبنودي

بيمن خليل

في اليوم العالمي للصداقة، نستعرض إليكم أهم علاقات الصداقة التي جمعت بين الشعراء، في ظروف وترتيبات غريبة واستثنائية، وكيف اكتملت، وكيف قادهم إلى النجاح على المستوى المهني أيضًا، وكانت دافع لهم في موهبتهم، ولعلنا نتذكر الصداقة التي جمعت أمل دنقل بالأبنودي.

كيف بدأت العلاقة؟

بدأت العلاقة القوية بين الشاعر أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي وهما مازالا في المدرسة بالمرحلة الثانوية "زملاء دراسة" فقد التقى الأبنودي لأول مرة بدنقل أثناء شجاره ببعض الزملاء، فتدخل عبد الرحمن الأبنودي لإنقاذ صديقه برغم أنه لم يكن يعرفه من قبل، ولكن بتصرف رجولي وبشهامة كبيرة كما هي أخلاق الصعايدة، التي عرف بها الأبنودي خلال مشوار حياته الأدبي والفني،  وقد مرت الواقعة ولكنها لم تنتهي، فقد أثمرت عن صداقة قوية ذات رباط لا يقوى أحد عليه، ولم يفترقا منذ ذلك الوقت، وصارا أشهر صديقين في مدرستهم، إلى غير أنهم اشتركا معًا في فريق التمثيل الخاص بالمدرسة.

وكان الأبنودي يلاحظ أداء أمل دنقل في فريق التمثيل يؤدي بحماسة شديدة ومن قوة إندماجه كان أوقات يصل بنا الأمر إلى الضحك، وأتى ذلك الحدث في مداعبة صغيرة تحدث عنها الأبنودي في إحدى حواراته.

وأعلنت المدرسة في ذلك الوقت أنها ستقوم بالتعاون مع الجيش على تدريب الطلاب على حمل السلاح وكيفية استخدامه، حتى يمدوا يدى العون لمساندة جيش بلادهم في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في حينذاك، وكان أول من بادروا للانضمام إلى هذا التدريب الأبنودي وصديقه أمل دنقل.

وبدأ التدريب بالفعل في ساحة المدرسة، وبعد مرور وقت تمكنا الشاعران بأن يجيدا استخدام السلاح والتعامل معه، ولكن حدث موقف أحزنهما كثيرًا أن بعد انقضاء التدريب تم إبلاغهما أنهما سينضما إلى الدفاع المدني.

السلاح والقصيدة

فتأثرا الشاعران بهذا الموقف وتسبب لهم في كبت نفسي شديد، فتحدث واحدة من أغرب الأمور أن كل واحد يتجه منهم إلى كتابة قصيدة حتى يبوح بما داخله جراء ذلك الموقف، دون أن يعلم الآخر، وفي النهاية أن كل واحد منهم كتب قصيدة، وقرأ كل واحد منهم للآخر القصيدة التي كتبها ونظمها، وكانت باللغة العربية الفصحى، وكانت أول مرة يكتشف الإثنان أن لديهما هذه الموهبة معًا وفي وقتٍ واحد، وفي الظروف نفسها ولنفس السبب الذي دفعهما إلى كتابتها، وقد قطعا الإثنان وعدًا:  "أنه طالما أبعدوا عنا السلاح فسنحارب بالقصيدة"، ليصير كل واحد منهم بعد ذلك شاعر عظيم ترك أثرًا كبيرًا وتاريخًا لا يختلف إثنين عليه، لتكون المسببات بداية صداقة في أمور غريبة، بدأت ونمت وازدهرت وأثمرت مواهب نابغة حتى صارا الإثنين رمزًا من رموز الشعر في الوطن العربي والعالم.