رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الحــزام والطريــق شراكـــة صينيـــة مــع ٧٠ دولــــة

18-5-2017 | 12:23


 

رسالة بكين : هالة حلمي- عزة صبحى

لا حديث الآن فى الصين إلا عن مبادرة الحزام والطريق، التى يعتبره مشروع الصين القومى تضع الصين على هذه المبادرة، آمالا عريضة، وتؤكد أنها السبيل الوحيد لإنقاذ العالم من حالة الركود الاقتصادى، التى استمرت ما يقرب من عشر سنوات، ويمهد للسلام العالمى من خلال مشاريع التنمية الاقتصادية والمجتمعية المشتركة..

كان من اللافت للنظر منذ وصولنا إلى العاصمة الصينية بكين الاهتمام الرسمى والإعلامى والشعبى بمبادرة الحزام والطريق وبأعمال المنتدى، الذى استضافته بكين فى يومى ١٤ و١٥ مايو وحضره ٢٨ رئيس دولة وحكومة وممثلو ٦١ منظمة دولية.

بمثل هذا المنتدى أهم خطوة فى تنفيذ المبادرة، التى أطلقها الرئيس الصينى تشى جينبنج فى عام ٢٠١٣ لإحياء طريق الحرير القديم، تقوم هذه المبادرة على إنشاء منصة للتعاون المتعدد والعمل يدًا بيد مع البلدان الشريكة والمؤسسات والهيئات الاجتماعية والمنظمات الشعبية سعياً إلى إجراء تعاون متبادل المنفعة ومتنوع الأشكال وسعى الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق لبناء ستة ممرات كبرى للتعاون الاقتصادى الدولى وإنشاء الكثير من مناطق المجمعات الصناعية ومناطق للتعاون الاقتصادى والتجارى، وقعت الصين حتى الآن اتفاقات للتعاون مع أكثر من ثلاثين دولة للمشاركة فى بناء الحزام والطريق.

كما أسست صين بالاشتراك مع ١٧ دولة طرق تمتد من الصين مرورًا ببكستان وميمار ومنقوليا وطاجستان، وعدد من الدول العربية من أهمها مصر والسعودية ثم تركيا وصولًا إلى أوربا - ٤٦ منطقة تعاون اقتصادى، واستثمرت المؤسسات الصينية حتى الآن ما يقرب من أربعة عشر مليار دولار أمريكى حتى الآن وفرت خلالها ستين ألف فرصة عمل، كما بدأ رسميا تشغيل البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، الذى تشارك منه ٥٧ دولة، أنشأت الصين أيضًا صندوق طريق الحرير، وخصصت له أربعين مليار دولار أمريكى لتقديم دعم تمويلى للبلدان المشاركة فى المبادرة لتنفيذ مشاريع تشمل بناء البنية التحتية واستثمار الموارد والتعاون الصناعى والمالى، كما تقدم الصين كل عام دعمًا ماليًا لعشرين ألف طالب من دول مبادرة الحزام والطريق للدراسة والتدريب فى الصين، ليكون هؤلاء جسرًا للتواصل من الصين تقدمه لدول مبادرة الحزام والطريق، حيث إن الجانب الثقافى والتواصل بين الحضارات أحد أهم دعائم هذه المبادرة.

كما تربط الصين مبادرة الحزام والطريق بمبادرات ومشاريع قومية أخرى فى دول المبادرة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس ورؤية ٢٠٣٠ فى السعودية، ويقول ووسى كه المبعوث الصينى الخاص السابق لقضية الشرق الأوسط، إن الصين تسعى لأفضل استثمار للفائض المالى الكبير، الذى تملكه، الذى بلغ ٩٦.٤ مليار دولار، وبعد أن حققت معدلات نمو تفوق حاجتها ٦٫٧٪ وتهدف الآن إلى خفضها ٦.٥ ٪، ويقول «وو سيكه» إن الصين تولى اهتماما؟ بالجانب العربى ولمصرى بصفة خاصة فى هذه المبادرة، وأكد على أهمية مشروعى تنمية محور قناة السويس فى مصر ورؤية ٢٠٣٠ فى السعودية، الذى تشارك فيها استثمارات صينية، ويعود الاهتمام الصينى إلى عمق العلاقات التاريخية بين الصين والمنطقة العربية، التى كانت من أهم مناطق التبادل التجارى فى طريق الحرير القديم يذكر أن هذا الطريق كان يمتد لآلاف الكيلو مترات من الطرق، التى تستخدمها القوافل لنقل السلع والبضائع من الصين ودول آسيا الصغرى والوسطى وبلاد العرب والفرس وإفريقيا وأروبا، ويقول «تشانغ هونغ» الأستاذ فى كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين أن الدول العربية هى محور أساسى فى مبادرة الحزام والطريق فهى تشمل ثلث مجموع دول المبادرة، التى تضم سبعة دول.

تعهد الرئيس الصينى بتقديم ١١٣ مليار دولار كتمويل إضافى للمبادرة ودعا لتعاون أوثق مع آسيا وأوربا على عدة أصعدة بدءًا من محاربة الإرهاب إلى الاستثمارات فى لقائه مع قادة ٢٩ دولة ودعمًا لمبادرته الحرام والطريق التى يمكن أن تعزز النفوذ والتأثير الصينى العالمى.

المبادرة تقوم على أساس بناء موانئ وخطوط سكك حديدية ومنشآت فى عدد من الدول ٦٥ دولة، وبينما ترحب دول عديدة بالمبادرة تشعر حكومات أخرى بالقلق مثل واشنطن وموسكو ودلهى. خوفًا من المد السياسى الصينى.

وأمام ضيوفه ومن بينهم فلاديمير بوتين قال الرئيس الصينى ليس لدينا رغبة فى فرض إرادتنا على الآخرين وإنما دعا للتكامل الاقتصادى والتعاون فى مجال القوانين المالية ومكافحة الإرهاب والأمن، حيث الصين هى الاقتصاد الثانى فى العالم مما يجعلها لاعبًا هامًا.

ويتفق عدد كبير من الدول المشاركة مع رؤية جيبينج بأن التنمية الاقتصادية تدعم الاستقرار السياسى وتقلل تأييد الجماعات المتطرفة.

وتعهد جيبينج بتقديم مساعدات للدول النامية والمنظمات الدولية بمقدار ٨.٧ مليار دولار، وعلى مدى المنتدى الذى دام يومين أعلنت الصين عن استثمارات واتفاقيات جديدة للتعاون مع شركاء المبادرة.