«توثيق الخطوبة».. علماء: غير جائز شرعا.. والشباب: «بتصعبوا الحلال ليه»
أثار اقتراح النائبة عبلة الهوارى بضرورة توثيق الخطوبة ومعاقبة الفاسخ من الطرفين، حالة من السخرية في المجتمع المصري، ولم يستقبله الكثير بصدر رحب.
وتعتبر فترة الخطوبة من الاتفاقات العرفية، وعادة قديمة للمصريين، فهي علاقة أسمية للفترة التي تسبق الزواج، والتي يتسنى فيها للطرفين التعرف على بعضهما البعض، واتخاذ قرار الزواج من عدمه.
فالخطبة في نظر القانون لا يترتب عليها حقوق وواجبات فهي فترة للتعارف، وفي الغالب لا تحتاج لفترة طويلة ويفضل ألَّا تطول، لأنها تكون بلا غطاء قانوني يحفظ للفتاة حقوقها في حالة تراجع الشاب عن رأيه فيها.
والخطبة في الإسلام: طلب يد المرأة للزواج من أهلها، ولها واجب واحد، وهو عدم جواز الخطبة على الخطبة، أي لا يجوز أن يتقدم رجل لخطبة امرأة وهي مخطوبة لشخص آخر، لقول الرسول صلى عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده: «المؤمن أخو المؤمن، فلا يَحِلُّ له أن يبتاعَ على بيع أخيه، ولا يَخْطِب على خطبة أخيه حتى يذر»، أي حتى يعدل عن الخطبة.
◄ «بتصعبوا الحلال ليه»
تقول "شيماء محمد"، 22 سنة، "ازاى نوثق الخطوبة انا اتخطبت مرتين ومحصلش نصيب هوثق الاتنين، وازاى يعاقبونى، افرضوا الانسان ده مش كويس، وانا مقدرتش اكمل معاه ازاى اتعاقب؟ يعني القانون ده لو اتطبق هيبقي ظالم جدا، لأن فترة الخطوبة دي عشان نعرف اذا كنا مناسبين لبعض أو لا ولو مكملناش خلاص عادي".
"بيصعبوا الحلال ليه؟"، جمله عبر بها "حسن شكري، 45 سنة، عن استيائه، وسخطه، مضيفًا، "حرام عليهم اللي بيعملوه فى الشباب ده انا ابني لسه سايب خطيبته عشان متوفقوش يبقى كده يتعاقب ويتعاقب ليه ده نصيب ارحموا الشباب شوية".
ولكن "عبد الهادي سيد"، 30 سنة، كان له رأي آخر فقال، "هو قانون كويس، انا خطيبتى الاولى هي اللي فسخت الخطوبة، واخدت الشبكة، ورفضت تديهالى مع انها المفروض من حقي، ياريت يطبقوا القانون ده و يرجعولي الشبكه بتاعتى ويلغوا القانون تاني".
كما قالت "أسماء خالد"، "لما نوثق الخطوبة هنستفيد ايه والعقوبة هتبقي ايه السجن مثلا؟ طب ما الزواج موثق وبتحصل حالات طلاق كتير جدا، المشكلة مش انه متوثق او لا، احيانا فيه طرف بينصب على التاني حرفيا؛ عشان ياخد الشبكه ونسيوا ان ده حرام".
وقال "عبدالرحمن أحمد"، 26 سنة، "انا مش مؤيد للاقتراح ده خالص و لو طبقوه فعلا الشعب المصرى كله هيتعاقب، وده نصيب سواء كملوا الخطوبة أو لا انا كنت بفكر اخطب و لو فعلا طبقوه مش هخطب خالص".
◄ لو كان خيرًا لأوصانا به الرسول
من جانبه قال الدكتور أحمد سلامة، مدرس الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، "فترة الخطوبة أقرها الشرع ليتم التعارف بين الطرفين، وبناءً عليه يدرس كل طرف سلوك الآخر وأخلاقه، فإذا تم التفاهم بينهما يتم الزواج، لكن توثيق الخطوبة ما هو إلا قانون، إن تم تطبيقه سيصبح كالقشة التي قصمت ظهر البعير، فهو بمثابة تعجيز للشباب، ووضع عقبات أمام الحلال، فلن نتعجب إذا زادت نسبة العنوسة أكثر من النسبة الحالية بمراحل، وتعاليم الإسلام خصت قواعد لسلامة الخطوبة منها، عدم خطبة شاب على خطبة أخيه، وعدم الانفراد بالخطيبة وخلافه من الأمور، وتوثيق الخطوبة إن كان خيرا لأوصانا بها الرسول الكريم.
◄ العقاب يزيد نسبة العنوسة
كما قالت الدكتورة سلوى عبد العال أستاذ علم الاجتماع، "كلما زادت العقبات أمام الشباب سنجد ارتفاعًا في نسبة العنوسة، واتجاه الكثير من الشباب للعلاقات غير الشرعية، وأرى أن توثيق الخطوبة يمكن أن يتم كنوع من الإشهار لا أكثر، ولكن معاقبة الفاسخ ليست حلًا على الإطلاق، فالخطوبة اتفاق عرفي بين طرفين كنوع من إعطاء الفرصة للتعارف بين الطرفين، ووجود شروط تقيده وعقوبة سيجعل الكثير يعزف عنه، فحالات فسخ الخطوبة تتم كل دقيقه تقريبا، وهذا ليس عارا على أي من الطرفين أو ذنب ليتم العقاب عليه.