اليوم.. الإيرانيون يختارون بين الحريات والتطرف
كتبت: ميادة محمد
اهتمت صحيفة التليجراف البريطانية بمتابعة الانتخابات الإيرانية التي تنطلق اليوم، موضحة أن الناخبين الإيرانيين على موعد لتحديد مصير الرئيس المعتدل حسن روحاني، وسياسته التي اعتمدت على الانخراط مع الغرب، بينما ينافيه بقوة رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي.
وأشارت التليجراف إلى إن روحاني قضى أربع سنوات في محاولة لإخراج إيران من عزلتها العالمية، ووصل إلى اتفاق عام 2015. مع القوى العالمية التي خفضت بعض العقوبات المفروضة على بلاده مقابل فرض قيود على برنامج طهران النووي.
ومع وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أصبح هناك تهديد بإنهاء هذه الاتفاق، كما أن زيارة الرئيس الأمريكي لمنافس إيران الإقليمي المملكة السعودية، تعني أيضا أن سياسة الانفتاح التي اتبعها روحاني ستكون أكثر عرضة للخطر.
وفي المقابل أكد رئيسي في إحدى مقابلاته التليفزيونية إنه: “ لا ينبغي أن نعرض أي تنازلات للعدو”.
وذكرت الصحيفة أن هذه الانتخابات هي الأولى منذ إبرام الاتفاق النووي، وأصبحت فيها المنافسة بين روحاني ورئيسي بعد أن انسحب رئيس بلدية طهران محمد باقر جالباف، يوم الإثنين الماضي وأعلن دعمه لرئيسي.
وانسحب يوم الثلاثاء نائب الرئيس الإصلاحي اسحاق جاهانجير، معربا عن تأييده للرئيس الحالي.
ووفقا للصحيفة فقد حاول روحاني البالغ من العمر 68 عاما، وضع الانتخابات كخيار ببن الحريات المدنية الكبرى والتطرف، وحتى الآن وفقا للاستطلاعات الرسمية هو الأقرب للفوز بالانتخابات رغم أنه واجه حملة أشد صرامة مما يتوقعه أي شخص قبل شهرين فقط، وهاجم المتشددون برنامجه الاقتصادي، مؤكدين أن جهوده الدبلوماسية لم تفعل شيئا يشكر لمعالجة الفقر والبطالة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير سابق رفض الكشف عن هويته أن رئيسي لديه فرصة جيدة للفوز ولكن لاتزال النتيجة تعتمد على قرار الزعيم خامنئي
وحتى الآن لم يدع خامنئي لتأييد أي من المرشحين، ولكنه طالب الناخبين فقط بالإقبال الكبير ،قائلا إن أعداء إيران يسعون إلى استخدام الانتخابات لاختراق هيكل السلطة، والإقبال الكبير من شأنه أن يثبت شرعية النظام.
ورأت الصحيفة أن ارتفاع نسبة الإقبال يمكن أن يعزز فرص روحاني،الذي جاء للسلطة منذ أربعة أعوام، ووعد بالحد من عزلة إيران الدولية ومنح المزيد من الحريات في الداخل، ويبقى التهديد الأكبر له هو عزوف الناخبين الذين يشعرون بخيبة أمل منه، الذين لم يشعروا بأنه حقق الإنجازات التي كانوا يأملون بها.
وأشارت الصحيفة إلى أن استطلاعات الرأي الصادرة حتى الآن تشير إلى أن روحاني سيفوز بنسبة ٥٥٪ من الأصوات رغم أن هذا الأمر لا يعطي دلالة واضحة على التنبؤ بنتائج الانتخابات الإيرانية.
وأوضحت أنه في حالة عدم فوز أي مرشح بأكثر من ٥٠٪. من الأصوات سوف تكون هناك جولة أخرى بوم ٢٦ مايو الجاري.
وتوقعت الصحيفة أن تكون نتيجة هذه الانتخابات أقرب إلى السابقة قبل أربعة سنوات، عندما فاز روحاني بأكثر من ثلاثة أضعاف الأصوات عن أقرب منافسيه وفاز من الجولة الأولى، ورأت أن السبب في ذلك سيكون التفاف المحافظين في الأغلب حول رئيسي.
كما أوضحت أن عادة الانتخابات الإيرانية منذ عام ١٩٨١ هي فوز كل رئيس بفترة ولاية ثانية.