أجازة الأبناء .. للترفيه وتواصل الآباء
بقلم : إيمان حمزة
أخيرا تبدأ الأجازة مع انتهاء امتحانات الكثير من الأبناء فى المراحل الدراسية المختلفة لننعم بأجازة نهاية العام نريح معها الأعصاب المجهدة كأمهات وآباء وأبناء بعد عام دراسى أصبح طويلا علينا مع أعبائه الدراسية ومصاريف وطلبات المدارس التى لا تنتهى, والدروس الخصوصية التى أتت على الأخضر واليابس لكل مدخرات بيوتنا ولم يرحم معها أباطرتها الأهالى مع هذا الغلاء المتزايد, ما أحوجنا إلى أجازة نريح معها نفوسنا وأبداننا المجهدة, فالأجازة أصبحت ضرورة حتمية حتى نستعيد الحيوية والنشاط بعيدا عن ضغوط الحياة, نرتاح قليلا من كل هذه الأعباء والمسئوليات المتزاحمة لنستمتع مع أولادنا وبناتنا بأوقات سعيدة خالية من الشد والجذب من أجل الاستذكار وقلق الامتحانات وانتظار النتائج, صحيح أننا ما زلنا لم ننته من امتحانات الأبناء بالشهادات المختلفة من الثانوية العامة وما يعادلها وامتحانات الجامعات, وهى معادلة صعبة ومشكلة تحتاج منا لحل, فكيف سيكون اجتماع الصغار بكل طاقاتهم الزائدة وما زال الإخوة الأكبر يحتاجون إلى الهدوء والتركيز فى امتحاناتهم المصيرية ورغم أن العبء الأكبر يقع دائما على كل أم, ولكن تستطيع بذكائها أن تشرك كل الأبناء معا فى طرق ترفيهية لتستغل كل ما لديهم من طاقات زائدة لتحولها إلى أمور ممتعة ومفيدة بعيدا عن الضجيج.
فلنجعل الأجازة فرصة للانطلاق نرفه فيها عن أبنائنا خاج المنزل لممارسة الألعاب الرياضية المحببة إليهم ولتعلم الرياضات الدفاعية عن النفس, وبهذا تنمو أجسامهم فى لياقة ليكون العقل السليم فى الجسم السليم ونغرس فيهم حب التنافس الرياضى الشريف, الذى أصبحت أجيالنا تفتقده للأسف الشديد, أيضا الأجازة فرصة للانطلاق إلى الطبيعة بعيدا عن الزحام وعوادم السيارت والبيوت المغلقة وهى ضرورة لنتخلص من توتر الأعصاب الدائم الذى جعل الكثير منا أصبح لا يتحمل من حوله ويثور لأبسط الأسباب فتشتعل المشاحنات داخل بيوتنا, وحتى نحل هذه الاشتباكات الأسرية لابد من أجازة صغيرة نتنفس فيها الهواء النظيف بين خضرة الريف ومتنزهات المدن أو الاستمتاع بهواء البحر وشواطئنا الممتدة نلقى بهمومنا مع أمواجه ونملأ نفوسنا بهوائه المنعش لنزيد من مناعة أجسامنا ضد أمراض العصر المتزايدة, وهى أيضا فرصة للتواصل بين الأجيال بلقاء الأحفاد بالأجداد والجدات والأقارب لاستعادة العلاقات العائلية من جديد بعد أن باعدت دراسة الأبناء ومسئوليات العمل والحياة بين الجميع فيتعلم الأبناء القيم الجميلة والأصيلة التى تربينا عليها وندخل الفرحة على قلوب من أفنوا العمرمن أجلنا فننعم برضائهم ودعواتهم إلينا ونعلم أبناءنا كيف يكون التواصل وصلة الرحم التى أوصى بها الله عباده بعيدا عن الجفوة وعقوق الوالدين.
والأجازة فرصة لمد جسور من الحب والتفاهم بين الأبناء والآباء والأمهات ليمتد الحوار بينهم يعبرون عما يدور بداخلهم لتكون فرصة ننمى معنى الحرية المسئولة, نعلمهم ونوعيهم كيفية حماية أنفسهم من ذوى النفوس الضعيفة, نمد أيدينا إليهم لننقذهم مما قد يحيطهم من أخطار قبل أن تمتد إليهم أيادى أصدقاء السوء.
ولتكن الأجازة فرصة لاكتشاف قدرات ومواهب أبنائنا الإبداعية من حب الفن والموسيقى والأدب وحب الاكتشافات والاختراعات والخيال العلمى, وأيضا من يعشقون البرمجيات والتصميمات الإلكترونية من خلال الكمبيوتر وأصحاب الميول للتمثيل والإخراج والتأليف, وهى نواة تنطلق من خلالها كل قدراتهم لنوجهها وننميها داخل البيت وبالاستعانة بما تقدمه قصور الثقافة من أنشطة مختلفة ومكتبات الأطفال.
ولا ننسى متعة القراءة من خلال ما يحب كل منهم ويختار من مجالات الثقافة والمعرفة بالقصص والموسوعات المصورة ولنتعاون جميعا لإعداد مكتبة صغيرة نشجع صغارنا على حب القراءة ومن خلال النت الذى يجذب إليه الأبناء لنجتمع كأسرة واحدة على أوقات سعيدة فى الأجازة.