رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


هل‭ ‬أغش‭ ‬أعز‭ ‬أصدقائى؟!‬ (2)

19-5-2017 | 15:25


بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى حكيت لك الأسبوع الماضى أن الحاج حسين وهو من جيرانى الطيبين كان قد فقد زوجته الحاجة سميرة منذ قرابة ثلاث سنوات وكان أصغر أبنائها سامر متعلقا بها تعلقا شديداً وكان يحكي لها كل شيء عن يومه وعن عمله ولقاءاته, وكانت الأم دائما تشجعه على الصلاة وتقول له إنه سوف يقابل من تحبه ويحبها مثل أخته الكبيرة التى تزوجت وأنجبت طفلين جميلين, وأخاه الذى التحق بوزارة الخارجية بعد امتحان عسير وتزوج وسافر للعمل بالخارج, وقال الحاج حسين إنه بالرغم من أنه له أشقاء من الجنسين إلا أن له صديق واحد هو توأمه وسنده فى الحياة وهو الحاج أحمد زميله فى العمل الحكومى, وصديقه له ثلاث بنات تزوجت إحداهن, وقال الحاج حسين أن سامر أصيب بشبه اكتئاب وانعزال عن العالم بعد وفاة والدته, وأنه دبر لقاء مع أسرة صديقه لعله يختار واحدة من بناته, وكانت فرحته غامرة عندما أعجب سامر بالبنت الصغرى وألح على والده أن يتم خطبتهما, وكان الصديقان فى غاية الفرحة والسعادة عندما تمت خطبة سامر وحنان وبدأت إجراءات تأثيث الشقة لكن كانت المفاجأة التى جعلت دموع الحاج حسين تنهال مدرارا!

***

 واستطرد الحاج حسين.. كنت أنا والحاج أحمد توأم عمرى وسندى وصديقى الوحيد فى هذه الدنيا فى غاية الفرح والسعادة بتلك المصاهرة, فأنا أعطى عيناى وروحى لابنى وابنة صديقى عن طيب خاطر, وكان ابنى يبدو ضاحكا مسرورا مرحبا بالزواج الذى رأيت ورأى كل الناس معى أنه سوف يعوضه عن فقد أمه التى كانت كل شيء فى حياته, وفجأة يا سيدتى علمت من ابن أحد أصدقائى أن سامر قد أدمن الحبوب المخدرة والحقن وأنه منذ وفاة أمه يتناولها يوميا, وكدت أقع من طولى لأن هذا الابن متدين وناجح فى عمله ولطيف ورقيق وغير عدوانى بالمرة واحترت ماذا أفعل هل أواجهه بما عرفته أم ماذا؟ 

***

 

واستطرد الحاج حسين.. وواجهته بما سمعت ولم ينكر, وقررنا أنا وهو أن يأخذ أجازة دون مرتب من عمله وأن يلتحق بمصحة لعلاج الإدمان بعيدة عن القاهرة وأن يكون الأمر سرا حتى لا يعرف به أحد! وكانت الكارثة التى دمرتنى هل أغش صديق عمرى الذى وقف إلى جوارى فى كل المحن وكان خير من واسانى وساعدنى على عبور كارثة وفاة زوجتى الحاجة سميرة, وكان لا يتركنى دقيقة واحدة حتى تخطيت أزمتى وعدت إلى طبيعتى؟ بل كان يقوم بعملى بالإضافة إلى عمله, ولم يكن بيننا ذات يوم مصلحة مالية أو أية مشروعات بل كانت صداقتنا وإخلاصنا محبة فى الله والدين وراحة وضعها الله فى قلبى وقلبه ؟ هل أغش صديقى وأقول له كما اتفقت مع ابنى إن سامر سافر فى دورة تدريبية تابعة لعمله؟ وكيف أنام وأنا أكذب على صديق العمر؟ وماذا تقول عنه خطيبته؟ هل تتزوج من كذاب ومدمن؟

***

واستطرد الحاج حسين.. نعم كاذب لأنه قال لها إنه مسافر تبعا لعمل فى دورة تدريبية ولم يقل لها الحقيقة أنا حائر ولا أستطع أن أنام وأنا أغش الرجل الوحيد الذى أثق فيه أكثر من نفسى؟

***

يا حاج حسين.. الموضوع أبسط مما تظن فالمدمن الذى يريد أن يشفى من الإدمان بمحض إرادته وبعزيمة قوية يمكنه أن يبرأ وأن ينقى دمه من المخدر السام خلال ثلاثة أو أربعة أشهر على الأكثر حسب كلام كل الأطباء الكبار الذين سألتهم المشورة, أقول لك رأيى ولا تحزن صارح صديقك بالحقيقة واترك له ولعروس ابنك الخيار وربما ولأن البنت تحب عريسها سوف تقف إلى جواره وتشجعه على الشفاء من الإدمان وتراقبه حتى لا ينتكس ولا يعود للمخدر.. صارح صديقك وابنته والله المستعان.