رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عاملات المنازل

19-5-2017 | 15:27


بقلم : إيمان الدربي

حكايتي عن بهية المصرية التي تعمل عاملة بالمنازل.. فمع الضغوط الاقتصادية ازدادت أعداد النساء اللائي يمتهن هذه المهنة ولم يعد الأمر يقتصر على النساء الأميات وصاحبات التعليم الابتدائي فقط بل تعدى ذلك في بعض الأحيان إلى حاملات الشهادات الجامعية .

والواقع يؤكد أنه في كثير من الأحيان تلجأ النساء للعمل المنزلي لسد فجوة غياب رب الأسرة الذي يكون في كثير من الأحيان الحاضر الغائب, فهو موجود ولكنه لا يصرف على بيته فيضطررن للنزول لسوق العمل .

وللأسف مشاكل هذه الفئة من العمالة كثيرة فهم يحتاجون إلى توجيه وعناية ورعاية.. خاصة وأن كثيرا منهم من النساء والأطفال .

بداية المشاكل بين عاملات المنازل عدم وجود رصد حقيقي لحجم العمالة من النساء في القطاع غير الرسمي وبالقطع أدى هذا لغياب هذه الفئة عن القوانين والتشريعات فهذه الفئة خارج نطاق الحماية القانونية حيث نص قانون العمل المصري رقم 12 لسنة 2003 في مادته رقم 4 على أن "أحكام هذا القانون لا تسري على عمال الخدمة المنزلية ومن هم في حكمهم".

أدى هذا إلى عدم وجود جهة أو مؤسسة يمكن لعاملات المنازل اللجوء إليها للشكوى أو الاستنجاد بها في حالات الضرورة .

وأدى لتعرض البعض منهن في بعض الأحيان لسوء المعاملة والتعدي على حقوقهن المالية أو التعرض للاغتصاب أو التحرش الجنسي, وخاصة وأن كثيرات منهن ليس لديهن فكرة بأن لهن حقوق وأولى هذه الحقوق أن توجد لهن تنظيمات مؤسسية أو قوانين ترعى هذه الحقوق وتشملهن بالرعاية .

ونحن في عام المرأة نتمنى أن يكون هناك جهة فصل تفصل بين عاملات المنازل ومخدوميهم اللائي قد يكون منهن المخطئات بالقطع في بعض الأحيان .

أيضا نتمنى وجود نص في القانون يعمل علي وجود معاش للتقاعد يحمي هذه الفئة عندما تصبح غير قادرة على العمل وأن تكون هناك آليات للحماية والتأمين الاجتماعي بما فيه التأمين الصحي والتأمين من البطالة والتأمين من الحوادث .

أما الأهم وجود نص آخر في القانون ينظم الأجور وساعات العمل والأجازات ويحدد بنود عقد يتم إبرامه بين العاملات وصاحب العمل ويتم توثيقه حتى تصبح له صفة رسمية .

أما ما يضمن لهؤلاء العاملات الحد الأدنى من الكرامة هو وجود تنظيم نقابي خاص بالعمالة المنزلية لمراعاة تحصيل حصصهن التأمينية ويكون من مهامها إعطاء العاملات ترخيص للعمل .

بعض الأصوات تنادي أن يبقى الوضع على ما هو عليه خصوصا وأن بعض العاملات من هذه الفئة لديهن الكثير من السلبيات والمشاكل التي يعاني منها أصحاب المنازل، ولكنني أرى أن الارتفاع بقيمة العمل المنزلي بوجود مؤسسات لتدريبهن ليصبح هناك تخصصات في رعاية المسنين ورعاية الأطفال وتنظيف المنازل وغيرها مع ضمان حقوق العاملات وتأمينهن وتوعيتهن بحقوقهن وواجباتهن هو الأفضل لكلا الطرفين .