الانتخابات الـ22 في إيران.. حلقة في سلسلة طاعة المرشد
يصطف الإيرانيون اليوم حول صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم من بين 6 مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي والمرشح الإصلاحي حسن روحاني، في مقابلة رجل الدين والقضاء إبراهيم رئيسي، إلي جانب 4 مرشحين آخرين بعضهم أعلن تأييده لمرشحين الرئيسين والآخر انسحب قبل ساعات قليلة من بدء التصويت وهم المرشح محمد باقر قاليباف، ومصطفي مير سليم، إسحاق جهانجيري، إلي جانبهم مصطفى هاشمي طبا.
شروط يجب توافرها في المرشح الرئاسي في إيران:
ويضع الدستور الإيراني عدة شروط يجب توافرها في المرشح الرئاسي، ومنها أن يكون المرشح إيراني الجنسية، وأن يكون حسن السير والسلوك ولم يسبق الحكم عليه، ويشترط أيضا أن يكون ذو حكمة وتدبير، إلي جانب إيمان المرشح بالأسس التى تقوم عليها الجمهورية الإيرانية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة، ويفوز المرشح للرئاسة بعد حصوله علي أغلبية مطلقة بنسبة 50%+1، وإذا لم يحصل علي تلك النسبة تعاد الانتخابات يوم الجمعة من الأسبوع اللاحق.
الانتخابات تحدد علاقة طهران المستقبلية بالشرق الأوسط وأوروبا :
وتكتسب الانتخابات الإيرانية أهمية كبري ليس علي مستوى الداخلي فقط بل خارجيا أيضا، لأنها تنتج رئيسا ينتمي لأحد التيارين المحافظ أو الإصلاحي، في الوقت الذى ترتفع فيه شعبية اليمين المتطرف في أوروبا، الأمر الذى سيحدد اتجاه المتغيرات الإقليمية والمحلية، في الوقت الذى تتجدد فيه التجاذبات والتفاعلات السياسية والداخلية والمؤثرات الخارجية حول مستقبل العلاقة بين إيران ودول الشرق الأوسط والقوى الغربية.
وتعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحالية هي الـ12 منذ تأسيس النظام الجديد بإيران عام 1979بعد الإطاحة بحكم الشاه، وتجرى الانتخابات الإيرانية هذه المرة في أجواء اقتصادية وسياسية مختلفة عن سابقيها، وبخاصة بعد توقيع الاتفاقية النووية بين إيران والقوى الغربية في يوليو 2015، التى رفعت سقف توقعات الإيرانيين بحدوث نمو اقتصادي غير مسبوق، إلا أنه بنهاية ولاية روحاني فوجئوا بأنه لم يتغير الوضع كثيرا.
النظام الإيراني تكاملي في طاعة المرشد:
ويختلف النظام الإيراني قليلا عن نظيره في الدول المحيطة، حيث يتميز بالتكامل في عملية اتخاذ القرار، فمثلا الرئيس الممثل للسلطة التنفيذية، والمؤسسات التشريعية والقضائية لها دور في اتخاذ القرار، ولكن القرار الاستراتيجي فيصدر بموافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الإسلامية وفقا للدستور الإيراني.
روحاني تاريخ من دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة:
ويعد الرئيس المنتهية صلاحيته حسن روحاني أقرب مثال على ذلك، فبينما يوصف روحاني بالـ "المعتدل" و"الإصلاحي"، فإن حكومته قدمت أكبر دعم على الإطلاق للجماعات الإرهابية في الخارج وحولت نزاعات في العراق وسوريا إلى حروب طائفية، كما عملت تهريب الأسلحة إلى الدول المجاورة ودعم المتمردين في اليمن.
أما في الداخل، فلم تختلف فترة حكم روحاني عن سابقه محمود أحمدي نجاد وهو محسوب على ما يعرف بالمحافظين، ولم يتغير شيء على صعيد الحريات المعدومة، بل تنامت نبرة العداء للأقليات، مثل عرب الأحواز، والأكراد.