طه إسماعيل يكتب: كوبـــر «كــــوتش كبير» .. وأصــــبح مع الفــــراعنة «عبقـــرى محظــــــوظ»
يعتبر الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى لمننتخب مصر رجل المواقف الصعبة، حيث إن الجميع يلقبونه بالعبقرى غير المحظوظ فى أوربا، فهو يعرف كيف يلاعب منافسيه، ويمكن أن نطلق عليه لقب «الكوتش»، لأن القيادة فى علم التدريب الحديث لا ترتبط فيها كرة القدم، بالأحمال البدنية أكثر من الشغل التكتيكى فى الملعب، لذلك فله طريقة جادة فى إدارة المباريات.
وأعتقد أنها المرة الأولى فى تاريخ البطولة يستطيع فريق الوصول إلى الدور قبل النهائى بدون أن يدخل مرماه أية أهداف، ويكون سجله ناصع البياض، وعندما واجه المغرب كان لديه الرؤية الجيدة فى الملعب، ولم يفقد الأمل فى إمكانية الفوز حتى فى الدقائق الأخيرة، رغم شعورى بقدرته على «جر» اللقاء إلى التعادل السلبي، ثم الوقت الإضافي، ومنها إلى ركلات الترجيح، وأعتقد أن عصام الحضرى لديه القدرة على التصدى لضربات الجزاء من خلال مشاهدتى له فى مباريات الدورى المحلى، وهو ما اعتمد عليه كوبر من البداية حتى النهاية.
كما أن غياب محمد الننى إن كان مصاباً حقاً، أو غير مصاب، صب فى مصلحة الفريق ككل، فالفريق لم يعتمد على نجم بعينه، ولكنه اعتمد على المجموعة المنصهرة معاً، حيث إننا فوجئنا بمستوى متميز لخط الوسط فى غياب الننى، عندما لعب طارق حامد صاحب المجهود الوافر، ومن جانبه بقية زملائه فى الوسط الدفاعى أو الهجومى للمعاونة الدائمة.
التشكيل الذى لعب به هيكتور كوبر أمام المغرب أكد أنه لا يرغب فى المفاجآت، حيث حرص على التأمين الدفاعى بشكل جيد من عمق الملعب، من خلال وجود كل من طارق حامد، وأحمد فتحى، والأخير نزل إلى وسط الملعب بدلاً من اللعب على الأطراف، على أمل أن يتم غلق كل المساحات أمام اختراقات لاعبي المغرب، لاسيما وأن قدرات أحمد فتحى الدفاعية تؤهله للقيام بواجبات قطع الكرة ونقل الكرة من الخلف إلى الأمام بكل سهولة، كما كان لعبد الله السعيد الدور الهجومى بالكامل، أثناء امتلاك منتخبنا للكرة.