الفنان جورج بهجورى فى عيده الـ٨٥ : أحب الناس وأصادقهم وأرسم وجوههم وملامحهم وشخصياتهم
حوار : أمانى عبد الحميد
فى منتصف ديسمبر الماضى أكمل عامه الـ٨٤، لكن مجرد مرور العام وقبول عام جديد، أصبح يشعر بأن عامه الـ ٨٥ قد حان, لذا جاء معرضه الاستعادى ليكشف عن قناعاته الفنية التى تقوم على الغوص فى ملامح البشر من حوله، وفى كل مكان, تلمس شخصياتهم بما تحمله من مشاعر صدق ونقاء, كان عليه أن يعبر إلى مرحلة جديدة من العمر عبر جسر من اللوحات التى تكشف عن مدى تمكنه من أدواته كفنان, كما عبر من قبل ذلك الجسر الصغير فوق ضفاف نيل الصعيد الذى يربط بلدته «بهجورة» بنجع حمادى، وكان وسيلته للعبور إلى عالم المدينة ومنه إلى عالم الفن الواسع, ظل هذا الجسر الخشبى معبره إلى العوالم الأخرى، يعبره كلما أراد تخطى مرحلة جديدة فى حياته, تلك عوالم الفنان جورج بهجورى كما رسمها فى معرضه الاستعادى وتلك كانت كلماته ولوحاته,,
كيف شكلت طفولتك وعى الفنان داخلك؟
بعد ولادتى بشهور قليلة فقدت أمي, فراقها ملأ قلبى بالحزن منذ نعومة أظافرى دون أن أعلم معنى الحزن أو الموت, عشت مع خالتى ومن بعدها عمتى لأقضى طفولتى بين ثلاث أمهات, وعندما قررت البحث عن زوجة وجدتنى أبحث عن المرأة التى تصلح لتكون أمي, وبالفعل تعرفت على زوجتى لاكتشف أنها أمى التى لم أتمتع بوجودها, فتحول الحزن داخلى إلى إبداع.
متى بدأت تتلمس ملامح الحزن وتدرك تأثيره داخلك؟ وما الدور الذى لعبه أبوك فى حياتك؟
كنت أسجل كل شىء من حولى, أحفظ داخلى كل لقطة أراها داخلى, من حب وحزن وكل أنواع المشاعر, حتى تحولت إلى فنون, لم يكن لوالدى دور فى حياتى بالرغم أنه كان ظريفا, وبعد وفاة والدتى تزوج من امرأة أخرى ونسى والدتى وأهملنى وأخوتي, كان والدى مدرسا أستاذا للغة الإنجليزية خلال أيام سيطرة الإنجليزعلى مصر, كان معجبا بالروائى “مون فليت”، وكان أبطاله يحملون أسماء جورج وجون وجيمى وجورجيت فأسمانى وأخوتى على نفس أسماء أبطال الرواية, طاف أقاليم مصر للتدريس, فعشت ثلاث سنوات فى “بهجورة” ثم فى “منوف» حتى سن عشر سنوات ثم وصلنا إلى القاهرة وعشنا فى منطقة الروضة.
متى بدأت علاقتك بالفنون والرسم؟
بدأت أرسم بشكل مستمر خلال مرحلة ثانوى بالمدرسة, كنت أرسم طوال الوقت, أملأ كراسات المواد الدراسية بالرسم, أرسم كل ما أراه من حولى. وجوها وبشرا, حتى التحقت بكلية الفنون الجميلة, شجعنى ابن خالتى وقال لى : “يا واد أنت عندك فن..”, دخلت الكلية فى عام ١٩٥٠ ومرت أعوامها سريعا بعدما اكتشفت أن الفن شىء رائع وجميل, وكان أساتذتى وقتها عبد الهادى الجزار وحامد ندا وحسين فوزى وأقربهم إلى روحى كان بيكار. وأذكر أن أستاذى حسين فوزى قالى لى :” إلعب يا أبنى بالقلم..» فاستمررت فى اللعب بالفن حتى وقتنا هذا.
هل نصيحة الفنان حسين فوزى باللعب بالقلم جعلتك تتبنى أسلوب العفوية فى رسمك؟
تعلمت منه التلقائية والعفوية بالفعل, لذا بدأت بالكاركاتير, رسمت زملائى بشكل مضحك جدا بمن فيهم أساتذتى ومنهم الفنان “بيكار” كانت ملامحه جامدة، وأنفه كبيرا ووجه يبدو وكأنه «قرفان», فقاموا بتعليقها على الحائط كأنها معرض, ولدى دخول “بيكار” المكان شعرت بأنه هيضربنى أو يعاقبنى, سأل الطلبة من قام برسم تلك الرسومات فأشار الطلبة إلى, وجدنى صغير الحجم وقصيرا, فقال لى:»ستأتى معى إلى الفنان صاروخان ورخا..» فأخذنى بعربيته إليهم وهنا قال لهم « الولد دا عنده عين غريبة..» وبعدها بدأت رحلتى مع رسوم الكاركاتير.
تابع التفاصيل في العدد الجديد في المصور الموجود حالياً في الأسواق .