غالى محمد يكتب: الرئيس والأشهر الستة.. ومصر الفقيرة
للمرة الثانية، يطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، الشعب المصرى بالصبر ستة أشهر وتحمل الأوضاع الاقتصادية بما فى ذلك ارتفاع الأسعار واتخاذ أية إجراءات استثنائية.
وبينما جاءت دعوة الرئيس فى المؤتمر الثانى للشباب، الذى عقد بأسوان، فإن الأغلبية من المصريين يتساءلون.. ولماذا حدد الرئيس فترة الصبر بستة أشهر، وتجاوزت الأسئلة ذلك إلى ما إذا كان سيحدث تحسن اقتصادى بعد الأشهر الستة وهل ستنخفض الأسعار، ويحدث انفراج فى توفير فرص العمل، حيث من المنتظر أن تظهر ثمار المشروعات القومية التى ينفذها الرئيس.
وليكن معلومًا أن الأشهر الستة التى حددها الرئيس، سوف تنتهى مع نهاية العام الثالث من فترة حكم الرئيس السيسى، وبداية السنة الرابعة والأخيرة من هذه الفترة الرئاسية.
فهل، هذا يعنى أن السنة الرابعة من حكم الرئيس السيسى وقبل انتخابات فترة الرئاسة الثانية، سوف تكون أحسن حالًا بالنسبة للمصريين، وينخفض الدولار وتتراجع الأسعار.
المهم أن المصريين يتساءلون ولم تحاول الحكومة الإجابة عن هذا السؤال، لماذا حدد الرئيس فترة الصبر القادمة بستة أشهر، علمًا بأنهم تحملوا أكثر من ذلك فى الفترة الأخيرة وبالتحديد بعد تعويم سعر الجنية.
والمثير، أنه بينما يقصد أن يتحمل المصريون خلال الأشهر الستة القادمة، فهناك من يحاول استغلال ذلك بنشر الفوضى فى الأسعار والمزيد من ارتفاع الأسعار حتى لو لم يزد الدولار، وكل هذا يحدث جهارًا دون أى تحرك حكومى لمواجهة فوضى الأسواق ورفع الأسعار دون أسباب دافعة لذلك.
وبينما يتساءل المصريون عن فترة الأشهر الستة، فإذا بالرئيس يقول فى مؤتمر الشباب الثانى بأسوان «إن مصر دولة فقيرة... . فقيرة جدًا” وقد أثار هذا غضب الكثير من المصريين، ويرون أن الرئيس وهو يقود معركة كبيرة فى تنفيذ المشروعات القومية، أنفق عليها المليارات.. فكيف تكون مصر إذن دولة فقيرة.
بل تساءل البعض... كيف يقول الرئيس مصر دولة فقيرة... وسبق أن قال إنها ستكون «أد الدنيا” وكيف تكون دولة فقيرة، ولديها قوات مسلحة باسلة، بل أهم قوات فى المنطقة، بل وكيف تكون مصر دولة فقيرة، والرئيس يؤكد دائمًا أن مصر لن تركع إلا لله.
لا يختلف أحد مع الرئيس على ضرورة أن يتحمل المصريون ولكن السؤال ما هى حدود هذا التحمل؟ والأمر المؤكد أن الرئيس يعلم مدى تحمل المصريين، وسبق أن أشار إلى ذلك كثيرًا، لكن المخاوف أن تطول فترة الأشهر الستة واتخاذ إجراءات استثنائية أو قرارات صعبة تؤدى إلى مزيد من ارتفاع الأسعار وزيادة أعباء المعيشة على المصريين خاصة الفقراء ومحدودى الدخل، بينما لا تقترب الحكومة من الأغنياء.