رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أربع قصائد

20-5-2017 | 13:01


جمال نصاري - شاعر إيراني

ممرضتي الفارسية

علی السرير

کنت مستلقياً

والبياض يحاصرني من کل مکان

اقتربت مني وجسّت نبض اللغة

وقالت:

عربيٌ

شيزوفرينيٌ

مزدوج الشخصية

نزلت الدمعة

وأجابت عيني

خذيني بين ذراعيک شعراً

فَفَصيلة دمي

أطفال حرام يَبيعونَ عمرهم

في الشارع

في المقهی

علی الرصيفِ

في حضرة الفقيه

کم تَحتاجين من الوقتِ

لکي تَنتشلي من جَسدي

ذرات الغبار

صمت النهارِ

بوح الليلِ

«حديثُ»

قبلةٌ واحدةٌ

تَکفي لکي أستعيدَ عافيتي

هل بالغَ هذا المريض في الطلبِ؟

أم رَمی عقله في سلة المهملاتِ؟

ضَعي أناملکِ علی شفتي حزناً

فالجراح

حبر نبيٍ جفّ قلمه في تفاصيل جسدک

«حديثُ»

سأرافقکِ حتی آخر محطةٍ في عينيکِ

هل ستمنحينَ النهدَ متسعاً من الصمتِ

ليصلي رکعته الأخيرة؟

أنتِ للماء صفةٌ

وأنا الخرافة التي نثرتها

الصورة

والسيرة

والقهوة الفرنسية

***

كل شيء محض مصادفة

 كل شيء محض مصادفة

يا غريب

هنا

لأن الخبز يخاف

نجوع

ويتبرأ جسدي من ثيابه

هل أنا شاعرٌ آيروسي

أم الخبز يخاف؟

يا حبيبي

كل شيء محض مصادفة

أسوار طروادة

الحصان الخشبي

السهم الذي رماه «باريس»

القبلة التي أهدتني إياها براسيوس ذات ليلةٍ

محض مصادفة

هل سأندم علی ماتبقی من جسدي في عبادان؟

أيّها الغرباء

لذنوبي كبرياءٌ

وللماءِ سيدةٌ

تَرش عطرها في الكنيسة

حباً بشهوتها الأخيرة

سأسأل اللهَ

هل سيمنحني وقتاً

لأرتكبَ ما لم ترتكبه الآلهة

أيقظني منبه الساعة

وبقي حواري ناقصاً مع الرب

كل شيء محض مصادفة

***

کرديةٌ بيضاء

کلمتني عن ما بعد الحداثة

فرأيتها في شارع الثورة والحداثة

کرديةٌ بيضاء

حاصرت اصفراري

ونادتني أيها العربي

کم بقی من العمر لقتل المرايا؟

أخذ الصمت يتغلغل بي

و دَمي يتجمد

تحرّکت معها ساکناً

وهي تمشي تاريخ ثقافتها

وجمال ابتسامتها

بين حين و آخر

تسألني سؤالا فلسفيا

حتی وصلنا إلی نهاية الزمن

 وبداية القصيدة

فقلت لها: سيدتي

لم يبق من العمر شيء

لقتل المسافات

أحبيني کما تحب امرأةً

المرآة

فانفتحت الممرات في النص

واحتفلت سوزان سونتاج

بولادتها في عبّادان

***

سيدتي لا توقظيني صباحا

سيدتي

لا توقظيني صباحاً

في فضاءات

مدينتي العاهرة

الصبح هنا

يسجد للخبائثِ

و رجالٌ

ينسونَ الضمائرَ علی سجادة الفجرِ

قطاراتٌ تسافر إلی المجهول

روايةٌ بطلها مقتول

أنا لا أمتلک الأنا

في صباحٍ مشبوه

سيدتي

لا توقظيني صباحاً

کم هو الليل جميل

عندما نرحل في النومِ

مع هابيل

إلی مدينة قابيل

 سيدتي

لا توقظيني...

لا أريد الصبح

الذي يأخذ مني المسيح

لا أريد الصبح

الذي يحرق القرآن الکريم

لا أريد الصبح

الذي يکفر عمر

باسم أمير المؤمنين

لا أريد الصبح

الذي يسترخي علی جسد الحسين

لکم صباحکم

و لي ليلي البهيج