"الفول" وجبة رئيسية للمصريين ولا يقتصر وجودها على موائد الإفطار فقط بل يمكن استخدامه بأشكال وطرق مختلفة في الوجبات الثلاث، ولذا فإن معدل استهلاكه مرتفع.
حيث أكدت الإحصائيات المختلفة أن المصريين يستهلكون نحو 500 ألف طن فول سنويا بنحو 4.6 مليار جنيه، وهو ما يؤكده الدكتور حامد عبدالدايم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، الذي قال إن المصريين يستهلكون 480 ألف طن فول سنويا، نستورد منه 290 ألف طن من الخارج، بإجمالي 125 مليون دولار سنويا أي بنحو 2.3 مليار جنيه، فيما يبلغ قيمة الاستهلاك المحلي 2.3 مليار جنيه، أيضا ليصل إجمالي قيمة ما يستهلكه المصريون من الفول سنويا بنحو 4.6 مليار جنيه.
وحول اتجاه مصر للاستيراد بعد أن كانت تحقق فيه اكتفاءً ذاتيا من الفول عام 1992، قال عبدالدايم إن هناك استحالة تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية، لزيادة عدد السكان حوالي 2.5 مليون سنويا".
وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن مصر زرعت هذا العام 125 ألف فدان فول، بطاقة إجمالية 187 ألف طن"، مؤكدا أنه خلال العام المقبل سيتم زيادة زراعة محصول الفول إلى 175 ألف فدان.
الآفات ونقص الأسمدة تهاجم محصول الفول
من جانبه، قال الدكتور قاسم زكي، أستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة المنيا، إن مصر كانت تحقق الاكتفاء الذاتي قبل عام 1992، إلا أنه حدث زيادة الفجوة نتيجة عدة أسباب، من أهمها الاهتمام بالمساحات المزروعة من محاصيل القمح والبرسيم علي حساب الفول.
وأضاف زكي، في ورقة بحثيه بجامعة المنيا، أن محصول الفول واجه التحدى الأكبر وهو انتشار حشيشة الهالوك، التي قضت على مزارع الفول في كثير من قرى مصر، وفي 1992 أصيب محصول الفول بفيروس تبرقش الفول البلدي، ولم ينتج عنه محصول في غالبية محافظات الوجه القبلي وخاصة مصر الوسطى.
وتابع: “بعد إصابة المحاصيل بهذا الفيرس عزف المزارعون عن زراعته، لتكتمل المأساة بعدم توافر الأسمدة المعدنية”، مشيرا إلى أن المزارعين القريبين من المناطق الحضرية لجأوا إلى بيع الفول كمحصول أخضر.
وأشار إلى أن الدولة قامت بالإتجاه إلى زيادة الواردات من الفول الجاف، حيث زادت الكميات المستوردة من 314 ألف طن بقيمة تقدر بحوالي 93.9 مليون دولار عام 2004 إلى حوالي 459.3 ألف طن بقيمة تقدر بحوالي 117.7 مليون دولار عام 2006، لسد الفجوة الغذائية، ما كان له أثره على زيادة العجز في الميزان التجاري.
بعد انخفاض الإنتاج الفول الصيني والاسترالي يكتسح
وأوضح الدكتور قاسم زكي، عضو اللجنة القومية لتقييم مبادرات النهوض بالمحاصيل البقولية، أن مصر تستورد الفول من الصين وأستراليا وإنجلترا وفرنسا وروسيا رغم أن جودته أقل من الفول المصري، لسد احتياجات المصريين.
حقائق زراعة الفول المصري
تناقصت مساحة زراعة الفول خلال الـ15 عاما الماضية (2001 – 2015) بنسبة 70% و معدل الاكتفاء الذاتي تراجع من 99% إلى 30% فقط.
فكانت مساحة الفول الزراعية 322 ألف فدان في موسم 2001/2002م (و الإنتاج 405 ألف طن)، ثم أخذت في الانخفاض حتى وصلت إلى أدناها في موسم 2011/2012م (98 ألف فدان فقط)، لتصعد قليلا في موسم 2014/2015م الماضي و الموسم الذي سبقة.
وفيما يتعلق باسعار الفول الذي يعاني من نقص في الإنتاج المحلي وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتية من المزروع منه، قال الباشا إدريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك استقرارا في أسعار الفول خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن الفول يتراوح سعره من 9 جنيهات حتى 12 جنيها، حسب جودته.
وأضاف، في تصريحات خاصة، أن ليس هناك أي نية لزيادة أسعار الفول خلال شهر رمضان، مؤكدا أنه لا يوجد عجز في المعروض منه حاليا.