رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصور.. مشوار عم "عبدالفتاح" فى تصليح بواجير الجاز

1-2-2017 | 15:08


يجلس داخل دكان عتيق بالقرب من مسجد السيدة زينب، يرص حوله عدد من بواجير لمبات الجاز لإصلاحها، ملامحه السبعينية تنم عن أصالته فى تلك المهنة الموروثة والعتيقة، ممسكاً أدواته بيده المشحومة ليعيد الحياة لتلك البواجيرواللمبات القديمة لتنير محال وبيوت محدودى الدخل، رغم انقراض مهنته إلا أنه لايزال متمسكاً بها حتى الرمق الأخير لكونها مهنته التى رافقته طلية عمره.

مهنة موروثة

يتكئ "عبد الفتاح محمد" ذو السبعين عاماً على كرسيه شارداً فى ظروف الحياة، والذى حدثنا قائلا "العبد لله بيشتغل فى مهنة تصليح بواجير ولمض الجاز من 50 سنة، ورثتها عن جدودى وتعودت من صغرى انى اشتغلها لحد ما بقيت صنايعى يعتمد عليه، بس للأسف المهنة ماتت من زمن ومحدش بقى يشتغل فيها خالص"، لافتا الى انه منذ ظهور البوتجازات اصبحت تلك المهنة فى اندثار لقلة مستخدمى بواجير الجاز كما كان فى السابق.

بواجير الغلابة

ويضيف "الحال بقى عدم وقليل جدا اللى بيصلح لمض او بواجير جاز، لأن اغلب الناس بتستخدم البوتجازات الحديثة، الموضوع ده داخل على 25 سنة، وبنحاول نسترزق لأن فى ناس غلابة كتير ولسه بيستخدموا البواجير"، موضحا انه يستخدم البشبورى وأمبوبة غاز للحام بواجير الجاز، وتكلفة الإصلاح تتراوح ما بين 10 الى 25 جنيه وذلك حسب مقدار اللحام وحالة الباجور.

الحالة عدم

ويتابع "زمان كان اجدع باجور جاز بيتصلح بـ3 جنيه، دلوقتى مش اقل من 10 جنيه، لأن الخامات غالية وبدفع ايجار 400 جنيه غير فاتورة الكهرباء اللى بتوصل 200 جنيه فى الشهر، والواحد يوم ما يصلح باجور بيبوس ايديه وش وضهر لأن الحالة بقت عدم، وبقالى اسبوع مصلحتش حتى بنكلة"، مشيراً الى ان حالته الصحية تأثرت نتيجة عمله لاستخدامه المستمر للجاز والقصدير الذى يؤثر على جهازه التنفسى حتى اصيب بحساسية فى الصدر، علاوة على كبر سنه وعدم قدرته على العمل كالسابق.

المرض والانقراض

ويستطرد عبد الفتاح كلامه متنهداً "انا صحتى بقت على القد وصدرى الجاز بوظه ونفسى باخده بالعافية، وعبء المصاريف زاد مش عارف اجيب حتى الدوا لنفسى، كله رايح على مصاريف البيت ومحدش بيوقف معايا فى الدكانة لأنها مهنة مش بتكسب وماتت من زمن"، مطالبا الحكومة بالاهتمام به ومساعدته لكبر سنه ولعدم وجود مصدر دخل آخر من تلك المهنة المنقرضة على حد قوله، متمنياً ان يلقى العون حتى تنتهى حياته وهو مستور دون الحاجة لأحد.