رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"مدد يا أم النور".. الأقباط يبدأون صوم العذراء والمسلمون يشاركون

1-8-2021 | 21:10


محجبات يتبركن بصور العذراء

حازم رفعت

لُقبت بعدة القاب، ذات طبيعة خاصة، وتحظى باحترام وتقديس أتباع جميع الأديان السماوية، إنها السيدة العذراء مريم البتول، أطهر نساء العالمين. 

اجتمع المسيحيون والمسلمون علي حُب "العذراء"، فيتفاخر بها الأقباط في الكنائس، والمزارات، يذهبون إليها ليتبركوا بها، ويشعلون الشموع أمام أيقونتها، ويرفعون أعينهم إليها أملا في أن تستجاب دعواتهم ببركتها.

 

أما المسلمون فيضعونها في مكانة خاصة، يعرفون قيمتها ويقدسون سيرتها، ويشاركون في إحياء الذكريات المتربطة بها، فهي أم النور، بل ويشارك عدد منهم في المناسبات الاحتفالية بها، مثل: ذكرى مولدها، وذكرى حضورها إلى مصر.

ويستعد الأقباط هذه الأيام، لبدء صوم القديسة العذراء مريم، والاحتفال بالنهضات الروحية اليومية، داخل الكنائس والأديرة التي تحمل اسم القديسة العذراء مريم، طوال فترة الصوم، التي تستمر 21 يومًا، يبدأ في السادس من أغسطس الجاري، وينتهي في الثاني والعشرين منه.

إجراءات احترازية

وصرح الأنبا باخوم، نائب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في مصر والمتحدث الرسمي بإسمها، في تصريحات خاصة لـ " دار الهلال" أن كنائس الكاثوليك قررت الاحتفالات بحضور شعبي عام بدون حجز مع ضرورة الأخذ بالإجراءات الاحترازية للحد من إنتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، فيما قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن تحتفل بالنهضات اليومية خلال الصوم بحضور شعبي بنظام الحجز المسبق وبحسب الأعداد التي يتطلب لكل كنيسة ومساحتها بحسب تعداد السكان التابع لها، مع ضرورة الالتزام بضرورة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات واستعمال المطهرات.  

ودير القديسة العذراء مريم بجبل أسيوط، أحد الأديرة الأثرية في الصعيد والتي زارتها العائلة المقدسة، إذ تحرص علي إقامة الإحتفالات يوميًا بنهضة الصوم، حيث صرح الأنبا يؤانس، أسقف إيبارشية أسيوط للأقباط الأرثوذكس ورئيس الدير، في تصريحات إلى دار الهلال، أن الإحتفال سيكون بحضور عامة الشعب عن طريق حجز مسبق للراغبين في الإقامة داخل الغرف الخاصة بالدير مع ضرورة الأخذ بالاحترازات الوقائية وارتداء الكمامة، وأن يكون الحضور يوميًا لحضور النهضات.

المصريون في رحاب العذراء

ويشهد دير العذراء بدرنكة، كل عام، حضورا شعبيا من كل طوائف الشعب المصري، مسلمين ومسيحيين، حيث يقف السيدات المحجبات، يتبركن بالقديسة العذراء، داخل المغارة التي أقامت بها، رافعين الطلبات والتبرعات والنذور.

وفي موسم الاحتفالات السنوية، بصوم القديسة العذراء، يذهب المسيحيون، وبعض المسلمين إلى الكنائس التي تحمل اسم القديسة العذراء مريم، وأبرزها كنيسة العذراء مريم بمنطقة مُسطرد في القليوبية، حاملين أوجاعهم وهمومهم، لإلقائها على أعتابها القديسة.

ألقاب العذراء

والقديسة العذراء مريم لها القاب عديدة في التاريخ المسيحي، وهي ألقاب ترتبط بمفاهيم لاهوتية أو قادمة كرموز في العهد القديم (التوراة)، ومن الألقاب ما يعبر عن اعتقاد المسيحيين بأن إكرام العذراء هو إكرام ليسوع نفسه، فعند وصفها بأم النور إنما يشير المصطلح أيضًا إلى كون يسوع نور العالم.

ويصف الأنبا موسى، أسقف إيبارشية الأقباط الأرثوذكس، القديسة العذراء مريم أنها لها قيمة كبيرة جدًا في الكنيسة القبطية دون الإقلال بكرامتها.

وأوضح " موسى" لبوابة الهلال، أن الكنيسة تكرم القديسة العذراء مريم تكريم لائق دون مبالغة في شأنها وتسميها بـ لثيؤطوكوس، وهي كلمة يونانية تعني والدة الإله وليست والدة السيد المسيح.

ويصف الكتاب المقدس القديسة العذراء مريم في العهد الجديد بالممتلئة نعمة، إذ تحدث عنها البابا الراحل شنودة الثالث في إحدى عظاته وقال عنها إن المعجزات بدأت في حياة القديسة مريم  بدأت قبل ولادتها واستمرت بعد وفاتها، فالحبل بها حدث بمعجزة من أبوين عاقرين وببشرى من الملاك، ثم حملت بالمسيح أيضًا بمعجزة دون أن يمسسها بشر، مؤكدًا أن النعمة تملأها كلها بعدما وهبتها أمها لخدمة الله منذ كان عمرها ثلاث سنوات، واصفًا أن غذائها صلوات وتسابيح وشرابها كلمات الله وهوائها رائحة البخور فعاشت العذراء طاهرة الجسد ونقية الفكر ومقدسة الحواس.