رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزير الأوقاف يدعو إلى التأهيل المستمر للخطباء والوعاظ وأمناء الفتوى

2-8-2021 | 14:49


وزير الأوقاف

دار الهلال

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أهمية دعم وتقوية مؤسسات الدولة الوطنية تعليمية كانت أم دعوية أم إفتائية، كلّ في المهام الموكلة إليه، مع سن القوانين التي تحول دون افتئات أي شخص أو جماعة أو جمعية أو تنظيم على حق الدولة في تنظيم شئونها وخاصة الشأن الديني، لما يترتب على الفوضى فيه من خطر داهم على الدين والدولة.

وشدد وزير الأوقاف - في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للإفتاء (مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون)، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والامانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- على حتمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية ولاسيما المتناظرة تعليمية كانت أم دعوية أم إفتائية لنشر الفكر الوسطي المستنير وتضييق الفضاء الواقعي والإلكتروني على جماعات التطرف وأبواقها العميلة المأجورة.

ودعا إلى التدريب والتأهيل المستمر لجميع العاملين في مجال الشأن الديني من الخطباء والوعاظ وأمناء الفتوى، بما يمكنهم من فهم الواقع وقضاياه ومستجداته والتسلح بأدوات العصر، ولا سيما ما يتصل بعصر الرقمنة واستخدام مختلف أدوات ووسائل التواصل الحديثة.

وأوضح وزير الأوقاف أن إطلاق كلمة عالم على شخص لم يستوف مقومات العلم ولَم يمتلك أدواته شيء خطير، يصل إلى حد الجناية على العلم، فالعالم عالم، والفقيه فقيه، والواعظ واعظ، وقد ظهر على مدار تاريخنا الطويل طوائف من الوعاظ والقصاص والحكائين والبكائين، وميز عصورهم أن ظل العالم عالمًا، والفقيه فقيهًا، والواعظ واعظًا، والكاتب كاتبًا، والمنشد منشدًا، لم يتقمص أحد منهم شخصية الآخر، ولَم يحاول أن يغتصب دوره، وعرف الناس قدر هذا وذاك، وطلب كل إنسان ما يحب من العلوم والفنون، فمن أراد العلم لزم مجالس العلماء، ومن استهواه الوعظ صار خلف الوعاظ والحكائين، ومن أطربه الإنشاد ارتاد حلقات المنشدين.

وأضاف: "غير أن مقام الإفتاء ظل بعيد المنال، مرفوع الراية، له أهله ورجاله، حتى ظهرت جماعات التطرّف والإرهاب فادعى أدعياؤها كل شيء، بل حاولوا احتكار كل شيء، يحاولون تشويه كل الرموز الدينية والوطنية عدا رموز عصابتهم، ويعملون على استقطاب ضعاف النفوس الذين يستطيعون شراء ذممهم من جهة، ويجندون عناصرهم من أشباه أو أشباح طلاب العلم من جهة أخرى، محاولين تسويقهم على أنهم العلماء الربانيون أو الدعاة الجدد أو "المودرن"، ولا أدري ما مفهوم الربانية عندهم ومن الذي أفردهم أو اختصهم بهذه الربانية، كما لا أدري ما يعنون بوصفهم الدعاة الجدد، أيعنون شكل ونوع الثياب واللباس والمظهر أم يعنون الخروج عن العربية إلى العامية، أم يعنون شيئا آخر لا نعلمه ولا نعرفه من أسرار هذا الوصف، وكأنه لغز من الألغاز.

وأكد وزير الأوقاف ضرورة العمل بقوة على أمرين، الأول بناء إمام عالم ومفكر مستنير مدرك لواقعه ملم بأدواته ممتلك لناصية التعامل معه، والآخر ملء الفضاء الإلكتروني بالعلم النافع وتضييق الخناق فيه على جماعات التشدد والتطرف والفكر الإرهابي، مشيدا بما يقدمه الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وأعضاء الأمانة العامة في هذا المجال من خطوات جادة على هذا الطريق القويم.

وأشار إلى أن الوزارة بدأت أمس في اختيار أكثر النماذج المؤهلة من الأئمة لبرنامج الإمام المفكر الذي نعده ليكون أهم برنامج تدريبي لبناء شخصية الإمام العالم المفكر، آملين أن يسهم ذلك في صنع جيل من الأئمة العلماء المفكرين، مضيفا أنه حضر هذه المقابلات بعض المشاركين من ضيوف هذا المؤتمر ورأوا بأعينهم المستوى العلمي الذي وصل إليه الأئمة المرشحون لهذا البرنامج.

وتابع وزير الأوقاف أنه يسعدنا استضافةُ من ترشحون للتدريب بأكاديمية الأوقاف الدولية وبرامجنا الأكثر تقدمًا على مختلف مستويات التدريب، مع إمكانية قبول عدد محدود من الأئمة الأكثر تميزًا في برنامج الإمام المفكر نظرًا لقوة وعمق هذا البرنامج ومستواه الأكثر تقدمًا.