قال القس دوماديوس عوض، راعي كنيسة القديسة العذراء مريم بإيبارشية البلينا للأقباط الأرثوذكس، إن صوم القديسة العذراء مريم بدأ في عصر الرسل، موضحًا أن عقب نياحتها (رحيلها) وإصعاد جسدها إلي السماء كان القديس توما الرسول يُبشر بالديانة المسيحية في الهند وكان غير موجود في أورشليم بفلسطين؛ فأخذته سحابة سمائية ورأي جسد القديسة العذراء مريم تحمله الملائكة فتقدم أحد الملائكة وقال له: " تقدم لتأخذ بركة جسد القديسة مريم؛ فتقدم واخذ البركة"، وحينها سقط الزنار الذي كان للعذراء فأخذه وعاد به إلي أورشليم فقصوا له قصة نياحتها، فقال لهم : "أنا لا أصدق حتي أرى جسدها؛ فأخذوه إلي الموضع الذي دفنت فيه وكانت المفاجئة أن جسدها غير موجود؛ فقال لهم : "أنا شاهدت جسد العذراء وهو صاعد إلي السماء لان التي حملت الاله لا يمكن أن يسكن جسدها التراب"، ثم أراهم الزنار فصاموا خمسة عشر يومًا لكي ما تظهر لهم، وفي نهاية هذه المدة ظهرت لهم وباركتهم، لافتًا إلى أن الكنيسة القبطية تقرر هذا الصوم كما صام الآباء الرسل الأولين.

وأضاف أن الكنيسة تستمر صلوات النهضات والتسابيح الروحية طوال فترة الصوم الذي يستمر لمدة 21 يومًا مع زفة أيقونة القديسة العذراء داخل الكنيسة.

وأكد أن هناك بعض الأشخاص بينهم أخواتنا المسلمين من محبتهم الشديدة للقديسة العذراء مريم تنذر بأن تصوم قبل بدء الصوم لأجل أمر ما، مؤكدًا أن الكنيسة ليس لديها هناك ما يمنع من نذر الصوم ولكن بمشورة أب الاعتراف، أما الناس التي تتقشف في صوم العذراء فهذا يرجع إلي الأشخاص الذين ينذرون ذلك.

وأكد أن صوم العذراء مريم  في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو من الدرجة الثانية، لافتًا إلى أن هناك درجات في الأصوام؛ ومعني ذلك أنه يجوز فيه تناول المأكولات البحرية مثل صوم الرسل.

وعن مشاركة المسلمين إخواتهم الأقباط في الاحتفال في صوم القديسة العذراء، أوضح كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم بالبلينا، أن محبة إخوتنا المسلمين للقديسة العذراء حدث ولا حرج، مضيفًا أن هناك من يصوم في صوم العذراء ومن يشارك في احتفالات العذراء ومن يأتي إلي الكنيسة لكي ما يقدم التقدمات والتبرعات من شموع وزيت وغيره نظرًا لمحبتهم الكبيرة لها والمعجزات التي تصنعها معهم.