رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد إفتتاح مدينة «سايلو فودز».. كيف تساهم فى تطوير الإنتاج وتوفير فرص العمل

3-8-2021 | 20:50


المدينة الصناعية الغذائية سايلو فودز

ردينه خطاب

افتتح اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز" بمدينة السادات بمحافظة المنوفية والتي تقع على مساحة 135 فدانا، وتشمل المرحلة الأولى منها 102 فدان بنسبة بنائية 50%، وتضم عددا من المصانع تم تنفيذها كمرحلة أولى منها مطحن الدقيق، ويضم صوامع القمح بإجمالي 14 صومعة بطاقة إنتاجية 230 ألف طن، ومصنع البسكويت بطاقة 68 ألف طن سنويا، ومصنع المكرونة بطاقة 151 ألف طن سنويا، ومصنع المخبوزات بطاقة 9 آلاف طن لإنتاج جميع أنواع المخبوزات، فضلا عن مصنع الروتو بطاقة إنتاجية 8 آلاف طن سنويا، ومصنع للدوبلكس لإنتاج جميع أنواع العلب بطاقة إنتاجية 6 آلاف طن.

وفي هذا الإطار تحدث خبراء الاقتصاد إلى "دار الهلال" حول المدن الصناعية المتخصصة و أهميتها في توفير فرص العمل وتطوير الصناعة:

 

قالت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية والمصرفية، إن الفكر الاقتصادي الجديد أصبح يتجه إلى فكرة المدن المتخصصة، حيث أن التخصص يرفع من مستوي الجودة ويساعد علي التسويق والتدريب المناسب، وذلك لما تتمتع به من مميزات عديدة مثل تركيزها علي صناعة واحدة بكافة المنتجات التي تنتج منها، وبالتالي ستحتوي على مراكز تدريب متخصصة وأسواق ومعارض متخصصة بشكل دوري تحتوي علي المشروعات من "متناهية الصغر" إلى المتوسطة إلى الكبيرة" وأيضا ستحتوي على معاهد ومراكز تدريب متخصصة وبالتالي بنوك متخصصة، ولذلك تعد مدن متكاملة بشكل فائق.

وأضحت في تصريحات خاصة لـ "دار الهلال" أن المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز" والتي تقع في مدينة السادات بمحافظة المنوفية وتم افتتاحها اليوم، تعد نقلة كبيرة في الصناعات الغذائية المصرية بشكل خاص وفي الصناعة المصرية بشكل عام، حيث أن مثل هذه المدن المتخصصة تزيد من كفاءة المنتجات بشكل كبير، كما أنها توسع من دائرة المنتجات وتنوعها مما يؤدي إلى الاكتفاء وزيادة الإنتاج وبالتالي زيادة الاتجاه إلى التصدير، فمثلا البلح يخرج منه حوالى 35 منتجا والدجاجة يخرج منها حوالي 21 منتجا، وبالتالي فإن التخصصية تزيد عجلة الإنتاج بشكل كبير.

وأشارت إلى أن مدينة "سايلو فودز" تتميز بموقع ممتاز حيث أنها تقع في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، والمعروفة بكونها منطقة زراعية تحتوي العديد من المزارع ، وبالتالي استخدام المحاصيل الزراعية بالشكل المناسب، فمثل هذه المدن حين يتم إنشائها، تتم علي أسس وهي إنتاج نوع محدد من الصناعات وبمواد خام محلية، وذلك علي عكس المدن الصناعية القديمة والتي كانت تعتمد علي التنوع في الصناعات و لكنها تفتقد معايير مهمة مثل الجودة و التنوع وفي المنتجات .

كما أضافت "فهمي"، أنه في ظل وجود أزمة "التغير المناخي"، والتالي تعد كارثة عالمية ضخمة نتجت عن طرق التصنيع و المصانع التي أدت إلى تلوث الكرة الأرضية بسبب سوء طرق الصناعة، وأدت أزمة المناخ إلى كارثتين وهما عجز الأغذية أي أن الأمن الغذائي العالمي أصبح تحت التهديد وزيادة نسبة الجوع والفقر، والأزمة الثانية هي الجفاف والتي مع زيادتها ستقل مياه الشرب بشكل كبير، أصبح من الهام الاتجاه إلي صناعات غير ملوثة للبيئة وهي "الاقتصاد الطبيعي" والذي يتمثل في الاقتصاد الأخضر وهو كل ما يخرج من الأرض و يمكن تصنيعه و الاقتصاد الأزرق و هو كل ما يخرج من البحر و يمكن تصنيعه، وهذان النوعان من الاقتصاد لا يؤديان أبدا إلى أي تلوث أو أمراض، وبالتالي فإن المدن المتخصصة والصناعات الغذائية هي أنسب حل لمواجهة هذه الأزمة، وهذا ما تسعى له مصر حاليا.

 

وفي نفس السياق قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، إن الصناعات الغذائية لها دور مهم للغاية في الحفاظ على الأمن الغذائي للمجتمع في ظل وجود تخوف عالمي من أزمة غذاء قد يعاني منها العالم ، كما أن هذه المدينة تساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل للشباب والحد من البطالة، ويأتي افتتاح مدينة الصناعات الغذائية "سايلو فودز" بمدينة السادات ليساهم في تحقيق ذلك بشكل فعال.

 

وأوضح جاب الله، في تصريحات خاصة لـ "دار الهلال" أن بجانب دور مدينة الصناعات الغذائية "سايلو فودز" في تحقيق أمن غذائي والحد من البطالة، فإن لها دور كبير في توفير بدائل غذائية بأسعار معقولة في الأسواق المحلية، يساعد ضخها في السوق على وضع سقف لمبالغة التجار في التسعير، حيث إن التنوع في المنتجات وتوفير بديل أرخص يمنعهم من رفع الأسعار بصورة كبيرة.

وأكد أن مدينة "سايلوفودز" للصناعات الغذائية تعد نموذجا حقيقيا للمدينة المتكاملة، حيث إنها تضم كل الصناعات اللازمة لتقديم منتج نهائي متكامل، مما يعد نموذجا لتعميق الصناعات وإثبات على حرص الدولة في تحقيق التطور في كافة المجالات، وزيادة كافة المنتج المصري بما يتناسب مع حاجة السوق المحلي والمعايير الصناعية الدولية، وهذا ما تسهم في حدوثه المدن الصناعية المتخصصة.

وأشار إلى أن اختيار موقعها في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، جاء بناء على أن تكون قريبة من الكثافات السكانية في محافظة المنوفية ومحافظات الدلتا كثيفة الاستهلاك الغذائي، والغنية بالأراضي الزراعية وتنوع المحاصيل، كما أن هذه المدينة تعد امتدادا للمدن الصناعية المتخصصة التي تتمتع بها مصر، مثل مدينة دمياط للأثاث ومدينة الدواء ومدينة الذهب وغيرها، ويعكس ذلك اهتمام الدولة بمجال الصناعات وسيرها نحو التوسع الصناعي وتعميق الصناعات وزيادة تنافسيتها.

وقالت الدكتورة حنان رمسيس تادرس، خبيرة الاقتصاد وأسواق المال، إن افتتاح مدينة الصناعات الغذائية "سايلو فودز"، اليوم، دليل على انتعاش الصناعات المصرية، واهتمام الدولة بتطوير طرق التصنيع، حيث أن هذه الخطوة جاءت بعد حدوث الوفرة الملحوظة في الحاصلات الزراعية، وأبرزها القمح والخضار والفاكهة.

وأضافت في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أنها جاءت أيضا بعد عدد من المشروعات مثل "مشروع مليون ونصف فدان ومشروعات الصوب وإنتاج أفضل وأجود المنتجات ومشروع البتلو والأغنام والأبقار والألبان"، والذين أدوا إلى حدوث الوفرة في تصنيع وتعليب الحاصلات والمنتجات الزراعية ومشتقات الألبان، بجانب تنمية الثروة السمكية والداجنة.

 وأوضحت أن المنتج المصري استطاع اختراق الأسواق العالمية في صوره الطازجة، وهذا ما أعطى الحافز والثقة في القدرة على المنافسة داخليا وخارجيا في مجال تصنيع الأغذية، وهذا ما جعل الدولة تهتم بإنشاء مدينة متخصصة في الصناعات الغذائية فقط، وحرصت الدولة خلال التخطيط لهذه المدينة على معايير محددة؛ أهمها الاعتماد بشكل أساسي على المواد الخام المحلية ولا يتم استخدام أي مواد أخرى، وهذا يعد خطوة واضحة وهامة نحو الاتجاه للتنافسية الدولية والإقليمية.

وأشارت "رمسيس" إلى أن عوائد هذه المدن الصناعية المتخصصة على الاقتصاد تتمثل في استغلال المحاصيل والثروات الزراعية بطريقة ذات كفاءة عالية، فيؤدي ذلك إلى ضبط الأسعار وتوفير المنتجات على مدار العام، بجانب تشغيل العمالة ورفع كفاءتها، وتعظيم الإنتاج، بجانب إضافة مورد جديد للعملة الأجنبية وقنوات جديدة للإنتاج والتصدير.

وأضافت أنه بجانب ذلك يتم تعظيم القيمة المضافة وخلق بيئة تنافسية لجودة الإنتاج، وبجانب استغلال الإمكانيات المعطلة، ما يحقق رخاء اقتصاديا؛ فالدولة التي تملك قوتها وغذائها تستطيع اتخاذ قرارتها ودعم ريادتها واستقلالها وفرض سيادتها.