محلل سياسي: لبنان يتجه إلى فترة فراغ حكومى جديدة.. وتصريحات الرئيس تشعل الأزمة (خاص)
انتقد المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون، عن التدابير التي اتخذت بشان انفجار مرفأ بيروت، لافتا إلى إلى أنها تضمنت الكثير من العواطف والبكاء على الأطلال والقليل من التدابير .
وأوضح المحلل السياسي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أنه من المعروف أن من أبسط واجبات الدولة حينما تحل بها كارثة كالتي وقعت في مرفأ بيروت واعتبرت ثالث أكبر انفجار يعرفه العالم وأدى إلى سقوط 200 قتيل و6 آلاف جريح وتهجير ربع مليون إنسان من مساكنهم ، بتدبيرين اثنين سريعين أولهما تعويض أهالي الضحايا ورعاية الجرحى واحتضان المهجرين وثانيهما التعجيل بالتحقيقات لجلاء كل ملابسات الحادث ومعاقبة المرتكبين والمهملين والمقصرين على حد سواء .
وتابع:" فلا التعويضات تمت والمبالغ التي قررتها الحكومة ومقدارها 1500 مليار ليرة لبنانية لم يصرف منها سوى 10 بالمئة بعد عام كامل ولم تشرف الدولة حتى على توزيع المساعدات العربية والدولية وبرزت في هذا المجال عمليات تهريب ومتاجرة وسوء تخزين لهذه المساعدات ، لافتاً إلي أنه على صعيد التحقيقات فالكل يتهرب منها بأقنعة طائفية ومذهبية ومصلحية والاختباء وراء حصانات نيابية ووزارية إضافة إلى إدخال جريمة تفجير المرفأ في البازار الانتخابي من حيث تبادل الاتهامات والإحراجات المتضادة .
وأشار "الرز" إلي أنه حين لا تتحقق هذه التدابير الإنسانية والعدلية القانونية، فلا يكن بمقدورنا إطلاق العواطف والتضامن مع المنكوبين الذين يريدون طحينا ولا يريدون طنينا.
ولفت المحلل السياسي اللبناني إلي موعد مرور عام على انفجار المرفأ يتوافق مع المساعي القائمة لتشكيل حكومة جديدة التي سوف تشرف على الانتخابات المقبلة بعد حوالي سبعة أشهر، ولذلك رأينا من رئيس الجمهورية وتياره إمعاناً في التمسك بوزارة الداخلية، وكذلك وزارة العدل اللتان ستشرفان على الانتخابات مما يعيد الأمور إلى نقطة الصفر في حال استمر هذا التعقيد وبالتالي دفع الأوضاع في لبنان إلى فراغ حكومي يستفاد منه بتأجيل الانتخابات والتمديد للطبقة الحاكمة من رأس الهرم حتى قاعدته وهذا يشكل عملية انتحارية لمقومات الدولة يتوجب منعه من كل القوى اللبنانية الوطنية والمستقلة مدعومة بضغط عربي فاعل لاسترداد لبنان إلى أبنائه والى أمته العربية.
يذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون قال اليوم الثلاثاء بأنه يبذل قصارى جهده لتذليل أي عقبة أمام تشكيل الحكومة جاء ذلك في خطاب ألقاه عون في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثرمن 200 شخص ودمر مناطق واسعة من المدينة.
وأوضح عون بأن "شهداؤنا يستصرخون الضمير، وعيون العالم شاخِصة إلينا، والتحدّي الذي يواجهه المحقق العدلي ومعه القضاء لاحقاً، هو كشف الحقيقة وإجراء المحاكمة وإصدار الحُكم العادل في فترة زمنية مقبولة، لأن العدالة المتأخرة، ليست عدالة".