بعد احتجاجات بيلاروسيا.. بدء محاكمة شخصيات المعارضة
بدأت محاكمة اثنين من أبرز الشخصيات المعارضة في دولة بيلاروسيا خلف أبواب مغلقة أمام محكمة في العاصمة مينسك.
السيدة كوليسنيكوفا والسيد زناك ، وكلاهما يبلغ من العمر 39 عامًا، عضوان في مجلس التنسيق الوطني، الذي أنشأته زعيمة المعارضة المنفية سفيتلانا تيخانوفسكايا عقب نتيجة الانتخابات الرئاسية.
ووجهت إلى منظمة الإحتجاج "ماريا كوليسنيكوفا" ومحامي المعارضة "مكسيم زناك" اتهامات في سبتمبر بالتحريض على تقويض الأمن القومي، وذلك في حالة إدانتهما، يمكن أن يواجه كل منهما ما يصل إلى 12 عامًا في السجن.
وشهدت بيلاروسيا احتجاجات حاشدة العام الماضي، فجرتها انتخابات يعتقد على نطاق واسع أنها زورت لصالح الرئيس الحالي لدولة بيلاروسيا "ألكسندر لوكاشينكو".
واستمرت مظاهرات الشوارع لأسابيع بعد التصويت المتنازع عليه في 9 أغسطس، والذي رفضه الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإعتباره غير حر ولا نزيه، وكثيرًا ما تم تفريق الإحتجاجات بوحشية من قبل الشرطة، واعتقل آلاف الأشخاص.
وقام لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة منذ عام 1994، بشن حملة صارمة ضد خصومه.
وابتسمت كوليسنيكوفا التي كانت تحضر المحكمة خلف حاجز زجاجي في العاصمة يوم الأربعاء وبدا أنها ترقص، ورفعت الناشطة المعارضة، وهي واحدة من ثلاث نساء قواهن لتحدي لوكاشينكو في تصويت أغسطس، إبهامها وصنع شكل قلب بأصابعها وهي لفتة أصبحت رمزًا للاحتجاجات.
وفي عشية المحاكمة، قال ألكسندر والد السيدة كوليسنيكوفا لموقع "بي بي سي" إنه لم يسمح له برؤية ابنته منذ اعتقالها، لكنها كانت تراسله كل يوم.
وقال: "أعلم أن ابنتي غير مذنبة"، مضيفًا: "أخبرتني مهما كانت الجملة التي أتلقى، فأنا مستعد لذلك".
كما يتهم ممثلو إدعاء المجلس بمحاولة القيام بإحتجاج، وقالت السلطات البيلاروسية إن المتهمين متهمان بالإضرار بالأمن القومي وزعزعة استقرار البلاد.
ووجهت إليهم تهمة "التآمر أو أفعال أخرى بهدف الاستيلاء على السلطة"، وتهديد الأمن القومي و إنشاء جماعة متطرفة.
أين تقع بيلاروسيا؟
لها حليفتها روسيا من الشرق وأوكرانيا من الجنوب، وإلى الشمال والغرب تقع أعضاء الإتحاد الأوروبي والناتو لاتفيا وليتوانيا وبولندا.
ما الذي يحدث هناك؟
هناك حركة معارضة ضخمة تطالب بقيادة ديمقراطية جديدة وإصلاح اقتصادي، وتقول حركة المعارضة والحكومات الغربية إن الرئيس لوكاشينكو زور انتخابات 9 أغسطس، رسميا فاز بأغلبية ساحقة،و أدت حملة قمع ضخمة للشرطة إلى كبح جماح الإحتجاجات في الشوارع ودفع قادة المعارضة إلى السجن أو المنفى.
وقاومت السيدة كوليسنيكوفا العام الماضي محاولات السلطات طردها إلى أوكرانيا وقيل إنها مزقت جواز سفرها.
وأضرب المحامي زناك عن الطعام لفترة وجيزة بعد أن سجن في سبتمبر، وقال لمحاميه في ذلك الوقت إنه يشعر أنه ليس لديه طريقة أخرى لمحاربة الظلم والأعمال التعسفية أثناء الاحتجاز.
وقالت تيخانوفسكايا، التي وقفت ضد لوكاشينكو في أغسطس الماضي، إنها فازت في الانتخابات، و أُجبرت على الفرار إلى ليتوانيا بعد ذلك بوقت قصير.