رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«دراسة»: الزرافات اجتماعية وتتبنى نظام أمومة تعاونى

4-8-2021 | 18:37


الزرافات البرية- صورة أرشيفية.

داليا شافعي

تُعد الزرافات من بين الحيوانات الأكثر شعبية التي يحب البشر زيارتها ومشاهدتها، في البراري وحدائق الحيوانات. ورغم الشعبية التي تحظ بها الزرافات الإفريقية فإن العلماء يقولون إن القليل من الأبحاث أُحريت على البناء الاجتماعي لهذه الحيوانات المحبوبة.

ووجدت دراسة جديدة أن الزراف لديهم نظام اجتماعي أكثر تعقيدًا مما كان يظن الجميع، حيث قال باحثون في جامعة بريستول، إن الزراف في الحقيقة يطور بناء اجتماعي مشابه لذلك الموجود لدى الأفيال. وحتى الآن ظن العلماء أن الزرافات لديها نظام اجتماعي ضئيل بعد الولادة.

وأظهرت الدراسة الجديدة أن الزرافات، خاصة الإناث منها، يمكنهم قضاء وقت طويل من حياتهم وهم يعتنون بأطفالهم وحتى أحفادهم كذلك. وقال أحد مؤلفي الدراسة، زوي موللر، إن الزراف يقضي 30% من حياتهم في حالة "ما بعد الإنجاب".

ومقارنة بباقي الأنواع في البرّية فإن الحيوانات التي لديها نظام اجتماعي معقد مثل الفيلّة والحيتان القاتلة تقضي ما بين 23 و35% من حياتهم في نفس الدور. ويؤمن الباحثون أن الزرافات خلال هذا الوقت بعد انقطاع الطمث تساعد في زيادة فرص نجاة ذريتهم والأجيال اللاحقة.

ويقول موللر إن الكثير من الثدييات، ومنها البشر، يتبعون من يطلق عليه العلماء "فرضية الجدّة" وتفترض هذه النظرية انخراط الإناث المسنين في التربية الوالدية التعاونية من خلال المساعدة في تنشئة الأجيال المتعددة من نسلهم. وتساعد هذه النظرية في ضمان بقاء واستمرار جيناتهم. ويعتقد مؤلفو الدراسة أن الزرافات من المحتمل أن تشارك في نفس الأنشطة خلال فترة ما بعد الإنجاب.

ونقل موقع "ستادي فيندس" قول مولر في بيان جامعي: "بالنسبة لي من المحير إغفال دراسة الكائنات الرمزية الكبرى الرائعة مثل الزرافات الإفريقية، وهذه الدراسة تجمع الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الزرافات نوع اجتماعي شديد التعقيد ولديها أنظمة معقدة وعالية الأداء ويمكن مقارنتها بالفيلة والحيتان والشمبانزي".

ويكمل موللر: "لدي أمل في أن ترسم هذه الدراسة خطوطًا على الرمل لتكون نقطة انطلاق للنظر إلى الزرافات باعتبارهم جماعات أكثر ذكاءًا وأنهم من الثدييات التي طورت مجتمعات ناجحة للغاية ومعقدة، مما سهل عليهم النجاة في الأوقات الصعبة وفي النظم البيئية المليئة بالحيوانات المفترسة".

وأكد أن معرفة النظام الاجتماعي التعاوني المعقد الذي تعيش فيه الزرافات ومجتمعاتهم الأمومية سيعزز من فهم البشر لبيئتها السلوكية واحتياجاتها المحافظة.