سفير فنزويلا: هكذا انتصرنا على كورونا والقوى العظمى.. وإرادة الشعوب تنتصر دائما في النهاية (حوار)
التحدي هو عنوان تقدم الدول ونهضتها، فلولا التحدي ما قامت نهضة وحضارة الأمم، وفي إطار حرص مؤسسة "دار الهلال" على سرد قوة وتحدي الشعوب المعاصرة والصديقة أجرت البوابة حواراً هاماً مع السفير الفنزويلي في القاهرة ويلمر بارينتوس ليحكي لنا تحدي شعبه وحكومته لجائحة كورونا في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها بلاده.
وفي هذا الصدد قال ويلمر بارينتوس سفير فنزويلا بالقاهرة "إننا نجد صعوبة في الحصول على المنتجات الغذائية والمستلزمات الطبية وأهمها الفاكسين الذي يستخدم في تصنيع لقاح كورونا بسبب الحصار الذي فرضته علينا القوى العظمى، لكن الحكومة تجتهد من أجل التغلب على هذه المعاناة".
ولفت السفير الفنزويلي إلى أن بلاده تختلف اليوم عن عامين مضيا، مضيفا "لقد أصبح لدينا منتجات غذائية متنوعة وتوجد أيضا منتجات الرفاهية بالأسواق ولكننا نعاني من ارتفاع سعر الدولار أمام العملة مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه بفعل الهجوم الممنهج ضد فنزويلا"
وأشار إلى أنه مع كل ذلك نجد المواطن الفنزويلي متكيفا مع هذا الوضع ويستطيع أن يواجه جميع التحديات وكان أكبر تحدي هو مواجهة فيروس كورونا.
وأضاف ويلمر خلال حواره مع "دار الهلال "، بأن الدول العظمى التي تزعم أنها تريد أن تقدم يد العون للشعب الفنزويلي لم نجد منها إلا بعض الشعارات والدليل على هذا أنها تعمدت تجويع الشعب الفنزويلي ومنعوا عنه الفاكسين الذى يقلل نسب الإصابة بفيروس كورونا".
وشرح السفير ويلمر كيف للشعب الفنزويلي الغني بثرواته، استطاعت القوى الطامعة التغلب عليه، قائلا "إن معمل تكرير البترول لدى فنزويلا صنعته أمريكا وبريطانيا، وتوقفوا عن إمدادنا بقطع الغيار اللازمة لاستمرار عمليات التنقيب"، لافتاً إلى أن حدوث أي مشكلة في آلة أو نقص قطع غيار للمعدات في ظل الحصار أدى إلى انخفاض معدل إنتاج البترول والغاز.
واستكمل السفير الفنزويلي حديثه قائلا "وبالرغم من كل هذا التحدي فقد فتح لنا مجال لإعمال العقل ومزيد من التفكير الإبداعي حيث توجه مهندسو فنزويلا لخلق حلول، وقاموا بالفعل بتصنيع بعض قطع الغيار الناقصة وبهذه الطريقة عاد إنتاجنا للبترول مرة أخرى".
وتابع السفير ويلمر "هذه الأزمة جعلتنا نتوجه إلى ضرورة استغلال واستخدام باقي مواردنا وعدم الاعتماد على البترول فقط، فقد توجهنا بالفعل إلى مجال الزراعة وصارت هي همنا الأكبر وذلك بهدف تصنيع الموارد الخام لتنوع الإنتاج ، كما توجهنا أيضا للصناعة لكي يكون لدينا منتجات متنوعة".
واستطرد ويلمر قائلاً "نحن شعب يعاني من الحصار منذ 10 سنوات وشعب فنزويلا استطاع أن يتعلم من هذا الحصار أن يواجه كافة التحديات ويتخطى العقبات كما تعلم من تجربة الحصار الكثير وعرف الشعب الفنزويلي من هم أعدائه، مشيراً إلى أنه بالرغم من انقطاع الخدمات المتكرر وأهمها الكهرباء ولكن الشعب تحمل ذلك وكان على وعي تام بالمؤامرة التي تواجه بلاده وأن إرادة الشعب هي التي ستنتصر في النهاية".
وأردف قائلاً "استطاعت أمريكا أن تطبق علينا خطة كيسنجر وهى طرق السيطرة على الشعوب بطريقة التجويع وذلك بفعل الحصار ولكن حكومة فنزويلا تبذل قصاري جهدها لحماية الفقراء والمستضعفين من أبناء الشعب وعملت الحكومة برنامجاً لتوزيع الطعام على الفقراء من الشعب بكافة ألوانه".
وأختتم السفير الفنزويلي حديثه المتعلق بهذا الأمر، قائلا "إن مصادرنا المالية من البترول ساهمت في ارتفاع الدخل أكثر من ستة أضعاف ورغم توقف كل هذا إلا أن الحكومة حرصت على مجانية الصحة من خلال إمكانية تلقي لقاح كورونا وأيضاً مجانية التعليم حيث لا يزال مجانيا ولم تتوقف الدولة عن تقديم خدماتها المجانية للشعب ولذلك نجد الشعب يقف تحت مظلة الرئيس ويثق في جميع قراراته.. فدائما ما تخلق المعاناة من الشعوب قوة تستطيع أن تتحدى ولا تنهزم أبداً".