رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خشبة "الطليعة" تستقبل العرض المسرحي "سيدة الفجر"

8-8-2021 | 12:14


سيدة الفجر

دار الهلال

استقبلت خشبة مسرح الطليعة العرض المسرحي "سيدة الفجر" من تأليف أليخاندرو كاسونا، موسيقى هاني شنودة، ديكور عمرو الأشرف، أزياء شيماء محمود، إعداد وإخراج الدكتور أسامة رؤوف.

وسيدة الفجر أو سيدة الموت هي مسرحية "ميلودراما" للكاتب الإسباني أليخاندرو كاسونا والذي يعتبر باعث روح المسرح الإسباني الحديث، حيث كتبها عام 1944، وفي هذا النص يتجسد الموت في شخصية امرأة جميلة جذابة وغامضة للغاية، شخصية تتفاعل مع الشخصيات الأخرى وتؤثر في مجرى الأحداث وتتأثر بها.

وتدور الأحداث حول زائرة غريبة تصل إلى القرية الواقعة على أحد الأنهار والتي تدور فيها أحداث المسرحية وتضفي جوا غامضا حولها أينما حلت، وتدخل الزائرة إلى بيت تألم بشدة لفقدان أحد أفراده، وهي البنت الأكبر لهذه العائلة "انجليكا"، والتي ماتت بعد أيام من عرسها على زوجها الفارس "مارتن".

وتتصاعد الأحداث عندما يعتقد أهل القرية أن انجليكا ماتت غرقا في النهر حين وجدوا شالها بعد عمليات بحث مضنية ولم يجدوا لها أثرا، وظلت الأم تبكي بحرقة طوال تلك السنوات حزناً على ابنتها وفرضت حدادا دائما رغم محاولات الجميع التعايش مع الأمر وخصوصا الجد، ولم يدر بخلد أحد من العائلة أو أهل القرية أن الفتاة لم تغرق في النهر ولكنها فرت مع عشيق لها.

لكن الزوج الفارس "مارتن" والذي رآها بعينه أثناء هروبها مع ذلك العشيق لم يفضحها وظل كاتما وحافظا للسر إلى الأبد في موقف يعكس نبل الفارس وأخلاقه الكريمة. وذلك كي لا يشوه صورتها أمام عائلتها وأمام أهل القرية، وفى إحدى جولات "مارتن" فوجئ بفتاة تلقي بنفسها في النهر وسرعان ما أنقذها وذهب بها إلى بيت العائلة، الفتاة المعذبة والتي لم تر يوما سعيدا في حياتها أصبحت أيقونة للسعادة لكل أفراد العائلة الحزينة.

سيدة الموت والتي أتت في فجر ذلك اليوم إلى البيت لتعبر بأحد أفراد هذه العائلة إلى الوجه الآخر من الحياة كانت في حيرة من أمرها حين لم تجد الذي سوف ترافقه إلى الضفة الأخرى، وبعد أن هجرها العشيق قررت انجليكا العودة إلى بيت عائلتها وحين عادت لم تجد في البيت أيا من عائلتها لأنهم كانوا مشغولين في احتفال ديني شعبي يستمر حتى الفجر وتصادف وجود الزائرة "سيدة الموت" التي نصحتها بعدم تشويه الصورة الجميلة التي شكلها الأهالي عنها بعودتها هذه. وبعد تردد لم يدم طويلا أخذت الفتاة قرارها وألقت بنفسها في النهر، وحين وجدها أهالي القرية هتفوا ونسجوا حولها الأساطير، القديسة التي عاد جسدها في هذا اليوم المقدس بعد عدة سنوات بنفس حرارة الجسد وترسخت صورتها في الذاكرة الشعبية.

شخصية سيدة الفجر والتي اختار المخرج ان يبدأ بواحدة ثم بمرور الوقت نجدهم ثلاث سيدات ثم في نهاية العرض نجدهم ست سيدات فتح بابا للتأويل حول ماهية تعدد شخصية الزائرة أو الهدف وذلك يحسب للمخرج الذي اشتهر بالعمق وتمكنه من أدواته.

مي رضا والتي قامت بدور سيدة الفجر أعادت اكتشاف نفسها من خلال هذا الدور وقدمت الدور ببساطة وسلاسة رغم ان الشخصية صعبة ومركبة، نشوى إسماعيل تفوقت على نفسها بأدائها دور الأم والبنت بإجادة تامة، وكذلك مجدي شكري في دور الجد قدم أداءَ مميزا، وأيضا جميع الممثلين أدوا أدوارهم بكفاءة.

ديكور عمرو الأشرف المعبر بعمق عن بيئة العمل رغم محدودية القاعة، والإضاءة التي تم توظيفها بشكل أضفى على المسرح جوا سحريا عجيبا. وملابس شيماء محمود التي كانت عاملا مهما من عوامل نجاح العمل وخصوصا الوشاح الأبيض لسيدات الفجر الذي اعطى انطباعا بالسكينة والأمان وعدم الخوف من الموت وكأن الموت شيئا جميلا، وموسيقى الروح التي ألفها هاني شنودة أضفت على المسرح روحانية من نوع خاص.