هند رستم.. «هنومة» بدأت رحلتها من كومبارس إلى «مارلين مونرو الشرق»
ملامح أجنبية وشعر أشقر، لا تخطئها عين، خطفت القلوب بجمالها، رفعت شعار الموهبة وحدها تكفي، تربعت على قمة الشهرة والنجومية، هي صاحبة كل الأدوار، "هنومة" في "باب الحديد" و"نرجس" في "صراع في النيل" هي مارلين مونرو الشرق، وأيقونة الجمال المصرية و"ملكة الإغراء الفنانة هند رستم.
اسمها الحقيقي "ناريمان حسين مراد" ولدت في حي محرم بك بالإسكندرية، في 12 نوفمبر 1931 لعائلة أرستقراطية لأب ضابط من أصل تركي بينما كانت والدتها مصرية النشأة، عرفت المشاكل طريقها إلى البيت الهادىء أنتهت بإنفصال والديها، وتقرر "هند" الفرار إلى الإسكندرية حيث يعيش الأب، ولكنها عانت من معاملة قاسية من زوجة الأب، انتقلت إلى القاهرة في 1946 ودرست في مدرسة "سان فانسان دي بول" ولكنها لم تكمل تعليمها وعملت في الفن وهي في عمر الـ 15 عاما، وألقت بها الصدفة في طريق الفن، إذ ذهبت إلي مكتب شركة الأفلام المتحدة، لكي تبدأ مسيرتها الفنية بمشهدين في فيلم "أزهار وأشواك".
وبدأت مشوارها كومبارس في عدة أفلام وأدوار ثانوية في عدد من الأفلام منها "بابا أمين، التضحية الكبرى، رسالة غرام، قلوب الناس، حب جنون"، حتي جاءت لها الفرصة على يد المخرج حسن الإمام ليقدمها في فيلم "الملاك الظالم" 1954مع فاتن حمامة، وبعدها كتب لها "الإمام" فيلم "بنات الليل"، من إخراجه وقدمها في فيلم "الجسد"، وبالرغم من أن أول أدوار البطولة التي قامت بها كانت إغراء في فيلمها الشهير "الجسد"، إلا أنها لم تقف عند تلك المحطة في مشوارها الفني بل أدت العديد من الأدوار المختلفة و المتميزة منها الكوميدي في فيلم "حب في حب" و فيلم "إبن حميدو"، وتألقت أيضا في أدوار رغم مساحة دورها القصيرة، ولكن لها تأثير كبير في حياتها مثل فيلم "كلمة شرف".
وعلي الرغم من طفولتها البائسة المشتتة إلا أنها نجحت نجاحا باهرا في مشوارها الفني الفني وبلغ رصيدها 74 فيلما، وأيضا هند رستم لها 5 أعمال سينيمائية شاركت فيهم وهم من ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينيما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام 1996، والأفلام هي "غزل البنات، رد قلبي، بين السما والأرض، باب الحديد، صراع في النيل".
وقدمت دورًا مهما في فيلم "بين السما والأرض" المأخوذ من قصة نجيب محفوظ، وجسدت شخصية الممثلة السينمائية "ناهد شكري"، والذي وضع اسمها بين نجمات الصفوف الأولى، حيث جسدت شخصية "هنومة" في فيلم "باب الحديد" للمخرج يوسف شاهين، وقدّمت دور كانت بائعة زجاجات المياه الغازية، وفيلم "صراع في النيل" مع رشدي أباظة الذي يعد طفرة في حياة الفنانة هند رستم، حيث جسدت شخصية "الراقصة نرجس" التي دفعتها عصابة لإغواء الفنان عمر الشريف الذي جسد شخصية "محسب"، لسرقة أموال الصندل، وقدمت واحدا من أجمل أفلامها "شفيقة القبطية".
تم تكريم هند رستم عدة مرات عن أعمالها حيث منحت شهادة تقدير عن فيلم "نساء في حياتي" من مهرجان فينيسيا عام1957، وحصلت علي جائزة النقاد عن فيلم "الجبان والحب"، وتم تكريمها من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1993 تقديرا لأعمالها المتميزة في السينما.
تزوجت من المخرج حسن رضا التي إلتقت به في مسيرتها الفنية وإستمرا سويا حوالي 5 سنوات، وأنجبت منه إبنتها الوحيدة "بسنت"،ثم إنفصلت عنه وظلت 7 سنوات دون زواج، ثم تزوجت أيضا بالدكتور المعروف محمد فياض وتعلقت بزوجها الطبيب تعلقا شديدا.
وكانت أقرب الألقاب إلي قلبها لقب "مدام فياض"، وعاشت معه أجمل سنوات عمرها وبعد وفاته 2009، أصيبت بحالة إكتئاب، وظل تأثير وفاته مستمرا معها وحتي وفاتها في 8 أغسطس 2011 عن عمر يناهز79 بعد صراع قصير مع المرض لم يدم أكثر من يومين ، حيث داهمتها أزمة قلبية نقلت علي أثرها للعلاج في مركز الأطباء بالمهندسين، رحلت "هند" الجميلة وتركت خلفها أعمالا شاهدة على موهبتها.