ملامح أجنبية وشعر أشقر، لا تخطئها عين، خطفت القلوب بجمالها، ورفعت شعار الموهبة وحدها تكفي، تربعت على قمة الشهرة والنجومية، هي صاحبة كل الأدوار، "هنومة" في "باب الحديد" و"نرجس" في "صراع في النيل" هي مارلين مونرو الشرق، وأيقونة الجمال المصرية و"ملكة الإغراء، الفنانة هند رستم.

تربعت هند رستم على عرش النجومية على الرغم من أن الطريق لم يكن مفروشا أمامها بالورود وعانت في بداية حياتها من إنفصال والديها وقسوة زوجة الأب، كانت حياتها مليئة بالمواقف الصعبة والطريفة وأيضا مواقف إنسانية، في بداية مشوارها الفني نركت دراستها وهي في 15 عاما وعملت في الفن، وبعدها إستعانت بمدرس لغة فرنسية ليعلمها في بيتها، وعملت كومبارس في عدة أفلام وكانت تتقاضي جنيها واحدا في اليوم.

وبعد الشهرة رفضت هند رستم أن تشارك مع عبد الحليم حافظ، بطولة فيلم "أبي فوق الشجرة" حتى لا يشابه دورها بالدور الذي قدمته في فيلم "شفيقة القبطية"، ومنه توترت العلاقة بينها وبين العندليب ولم تعود إلي طبيعتها إلا مع الموقف الإنساني الذي قامت به "هند" مع الفنان عبد الفتاح القصري عندما اخبرتها زينات صدقي أن القصري سقط في الشارع مغشيًا عليه، ونقله الجيران إلى مستشفى حكومي ويمكث في عنبر الفقراء، لأن ليس لديه اموال ينفقها على علاجه لم تتوانى حينها هند رستم في مساندة ومساعدة "القصري" وبدأت في جمع التبرعات من زملائها كان أولهم هو فريد الأطرش الذي تبرع لـ "القصري" بمبلغ 250 جنيها، وعندما سألها "هل تبرع حليم" فأخبرته انها لم تتحدث معه منذ رفضها دور في فيلمه "أبي فوق الشجرة".

ذهب معها "فريد" على منزل عبد الحليم حافظ الذي قابلهما بحفاوة شديدة، وعنما أخبروه بمرض عبد الفتاح القصري رحب بالتبرع وسأل "فريد" عن قيمة المبلغ الذي تبرع به فقال له 250 جنيه، فقال: "سأدفع مثله، وكان هذا الموقف بمثابة رجوع المياه إلي مجاريها بين العندليب و"هند" التي نقلت "القصري" إلي مستشفى "المبرة" وتحسنت حالته الصحية وتماثل للشفاء بفضل الموقف الإنساني لـ هند رستم". 

جمعها مشهد طريف مع الفنان شكري سرحان في فيلم "الحلوة عزيزة" عندما أمسكت بخصلات من شعرها وأنزلتها على "بدلة" شكري سرحان ليقول لها بعد المشهد "من فضلك ماتعمليش شعرك كدا، المدام بتغير لما تلاقي على جاكتتي شعر أصفر".

ضحت بالشهرة والفن واتخذت قرارها بالإعتزال وهي في سن الـ 47 عامًا، بعد زواجها من الدكتور الشهير محمد فياض وأختارت الحياة الأسرية بديلا عن حياة النجومية، والسبب الآخر عندما وجدت أن حال الوسط الفني في تلك الفترة طرأت عليه بعض المتغيرات منها عدم الإلتزام في المواعيد إذ كانت تذهب قبل تصوير دورها وتنتظر بالساعات حتى يصل باقي زملائها، كانت هند رستم تحب تربية الكلاب وتعتبرهم أوفى من البشر حتى وصل عدد الكلاب إلي21 كلبًا، وظل معها كلبين في شقتها حتى وفاتها.