رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصر بألوان المعرفة

8-8-2021 | 22:10


حسين عثمان,

لم يأخذ بعد المشروع الوطنى للقراءة حقه من الدعم والاهتمام، باعتباره مشروعًا وطنيًا يرفع من قيمة المعرفة، يشير الموقع الإلكترونى للمشروع www.nationalreadingprogramme.com إلى أنه مشروع ثقافـى تنافسـى مســتدام، يهــدف إلى توجيــه أطفــال مصــر وشــبابها، لمواصـلة القـراءة الوظيفيـة الإبداعيــة الناقــدة، والتـــى تمكنهــم من تحصيل المعرفـة وتطبيقـها وإنـتاج الجديد منهـا، وصـولًا لمجتـمع يتــعلم ويفـكر ويـبتكر، وهـو مـا يتسق مع رؤيـة مصر 2030، ويتوافـق مع أجندة وزارات الـتربيـــة والتـعليــم والتـعليــم العـالــى والثـقافـــة ورؤيــة الأزهــر الشــريف ورسالتــه، وتتلخص رسالة المشروع فى إحداث نهضة فى القراءة، عبر جعلها أولوية لدى مختلف فئات المجتمع، مما يحقق استدامة معرفية تجعل مصر متصدرة ثقافيًا بأطفالها وشبابها وسائر مواطنيها.

 

المشروع تم تدشينه مطلع العام الماضى 2020، ويعمل فى أربعة اتجاهات رئيسية هى "التنافس المعرفي" من خلال منافسة فى القراءة لطلاب المدارس والمعاهد، "المدونة الماسية" وهى منافسة فى القراءة لطلاب الجامعات، "المعلم المثقف" وهى منافسة فى القراءة للمعلمين، وأخيرًا "المؤسسة التنويرية" وهى منافسة خاصة بالمؤسسات المجتمعية، والمشروع له سبعة أهداف استراتيجية يعمل على تحقيقها، تنمية الوعى بأهمية القراءة لدى المجتمع المصرى لتحقيق المشهد الثقافى المنشود، تمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار عبر القراءة الإبداعية الناقدة المنتجة للمعرفة، تعزيز الحس الوطنى والشعور بالانتماء عبر دعم القيم الوطنية والإنسانية، إثراء البيئة الثقافية فى المدارس والمعاهد والجامعات بما يدعم الحوار البناء والتسامح وقبول الآخر.

 

أيضًا تشجيع المشاركات المجتمعية الداعمة للقراءة، العناية بكتب الناشئة عبر إثراء المكتبات ورفع جودة المحتوى والإخراج، وأخيرًا تقديم مشروع ثقافى نموذجى مستدام قائم على أسس علمية لتشجيع مشروعات مماثلة، وإن كان لنا ملحوظات حول هذه الأهداف، وطالما وصفها القائمون على المشروع بالاستراتيجية، فإنها تفتقد مواصفات الهدف الاستراتيجي، وهى أن يكون محددًا قدر المستطاع، قابلًا للقياس، قابلًا للتحقيق، واقعيًا لا يحلق فى خيال صعب المنال، وأخيرًا ضرورة أن يكون مشمولًا بتوقيت يتحقق فيه، وفى سبيل الوصول إلى تحقيق مثل هذه الأهداف الاستراتيجية، لابد من توافر حزمة من مؤشرات قياس الأداء، نتابع من خلالها بشكل دوري، مسار المشروع نحو تحقيق أهدافه المرجوة.

 

المركز الإعلامى على موقع المشروع الإلكتروني، لا يحمل إلا عدة صور دعائية لأطفال وشباب يقرأون، أعتقد أن عمرها من عمر بث الموقع ولم يتم تحديثها مطلقًا بصور لأنشطة من الواقع، كما أن المركز الإعلامى على الموقع، يفتقر إلى أى أخبار أو معلومات أو تقارير، يتواصل من خلالها المشروع مع الرأى العام، بما يمكنه من متابعة خطوات تقدمه، بعد مرور عام ونصف تقريبًا على إطلاقه، فإذا حاولت معرفة آخر تطورات المشروع من خلال محرك البحث جوجل، فلن تجد إلا فقرًا فى الأخبار والمعلومات المتاحة عنه، حتى أن أنشطة جناح المشروع فى دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب الأخيرة لم يشعر بها أحد.

 

لا شيء أهم من المعرفة، وانتظرنا طويلًا بعدما ذهب مشروع القراءة للجميع مع رياح ثورة يناير، أن تعود الدولة مجددًا بمشروع يثمن قيمة المعرفة ويحفز على القراءة، وبقدر ما جاء المشروع الوطنى للقراءة مبشرًا، بقدر ما نشهد قصورًا واضحًا فى دعم المشروع والاهتمام به، صحيح أن وزارات التعليم العالى والتربية والتعليم والثقافة والأزهر الشريف قائمون عليه، ولكن هذا لا يمنع ضرورة وضعه فى صدارة أجندات أجهزة الدولة جميعها، وفى مقدمتها وزارة الشباب ومختلف محافظات الجمهورية، أما وسائل الإعلام فهى مطالبة بتسليط الأضواء بقوة متواصلة ومستمرة على المشروع، حتى نشهد شعاره "مصر بألوان المعرفة" واقعًا ملموسًا على الأرض فى المستقبل القريب.