رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الصعيد فى عيون الجمهورية الجديدة!

9-8-2021 | 01:48


د. شحاتة غريب,

منذ إعلان الجمهورية فى مصر بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، لم يحظى الصعيد باهتمام القيادة السياسية كما ينبغى أن يكون، ولا أدعي وجود التقصير الكامل، تجاه تنمية الصعيد، بل قد كانت هناك بعض المشروعات التى تمت فى صعيد مصر، ولكن لم تكن معبرة بالدرجة الكافية عن آمال، وطموحات، كل القاطنين فى الصعيد، حيث قد كان هناك إهمالاً بالطرق، والمرافق، وعدم وجود المدن الصناعية، التى توفر فرص العمل للشباب، الذى هجر موطنه، كى يبحث عن حياة كريمة فى أماكن أخرى، سواء داخل الوطن، أو خارجه!

وقد تناول العديد من الكتاب مسألة تهميش الصعيد، وعدم وضع الخطط المبنية على أصول، ومناهج علمية، لتنميته، وتحسين أحوال المقيمين به، كما أن هناك أعمالاً سينمائية، وتليفزيونية، ومسرحية، قد أشارت فى بعض الإسقاطات، إلى قضية إهمال الصعيد، وعدم الإهتمام به، وضرورة أن تضع الدولة فى خطتها ما يحقق التنمية فى الصعيد.

وبعد قيام ثورة 30 يونيه 2013، والتى تعتبر بداية إعلان الجمهورية الجديدة، التى ترسخت ملامحها بعد تولى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، حيث التوازن غير المسبوق بين التعامل مع قضايا الداخل، وقضايا الخارج، فلم يحدث من قبل هذا التوازن، للتعامل مع العديد من الملفات، ولم يؤثر اهتمام القيادة السياسية بالعلاقات الدولية، على الوضع الداخلى، وتدشين الجمهورية الجديدة، بما تعنيها الكلمة، حيث المشروعات القومية الاستراتيجية الكبرى، التى تم تنفيذها فى كل ربوع الدولة المصرية .

ولم يكن صعيد مصر بعيداً عن الرؤية الجديدة للقيادة السياسية، بل قد أخذت على عاتقها قضية تنمية الصعيد، وإعادة النظر فى الإقليم كله، بناءاً على خطط مدروسة، تم وضعها على أسس علمية، كى تضمن لأهل الصعيد حياة كريمة، وعيش آمن، ومستقر، وفرص عمل حقيقية، تساعد فى كبح جماح الهجرة المفرطة، بحثاً عن الحياة!

ولأول مرة فى تاريخ مصر، وفى ظل الجمهورية الجديدة، يصدر القانون رقم 157 لسنة 2018 بإنشاء هيئة تنمية الصعيد، كهيئة عامة، تتمتع بالشخصية الإعتبارية، وتتبع مجلس الوزراء، ويكون مهمتها وضع خطة للإسراع بالتنمية الشاملة لمناطق الصعيد، بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية، وبما يتماشى مع الرؤية المصرية 2030 .

ولا شك أن إنشاء هذه الهيئة يُعد خطوة فى غاية الأهمية، فى اتجاه الطريق الصحيح، للإهتمام بالصعيد، ووضع الخطط لتنميته، وإقامة العديد من المشروعات، التى توفر آلاف فرص العمل للشباب، وقد تضمن تشكيل مجلس إدارة هذه الهيئة من بين أعضائه بعض أبناء الصعيد، من الخبراء، ومن المسئولين فى بعض المؤسسات العلمية، أو الصناعية، أو التجارية .

وقد عملت القيادة السياسية على تنفيذ العديد من المشروعات فى الصعيد، الخاصة بشبكة الطرق، والإسكان، وتحسين المرافق، وقد أخذت قرى الصعيد نصيب الأسد فى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ليتم إحلال وتجديد كامل لعديد من هذه القرى، بحثاً عن توفير كل سُبل الحياة الكريمة لأبناء الصعيد .

فلا ريب أن الجمهورية الجديدة، قد رسمت طريقاً نحو التنمية، والتقدم، لم يقتصر على إقليم معين من أقاليم الدولة، كما كان يحدث من قبل، بل جعلت من تنمية الصعيد هدفاً استراتيجياً، يجب تحقيقه، ووضعت الخطط، لعديد من المشروعات القومية الاسترايجية الكبرى، مثل مشروع المثلث الذهبى (قنا – سفاجا – القصير)، وصدور القرار الجمهورى، بإعتبارها منطقة اقتصادية، وتم تخصيص مليارات الجنيهات لهذا المشروع، كما خططت الدولة، لمشروع المدينة الشمسية بأسوان، وإنشاء أكبر منطقة صناعية لتجميع الذهب على مساحة أكثر من 90 فدان بمركز إدفو بأسوان .

وقد نال صعيد مصر شرف زيارة السيد رئيس الجمهورية أكثر من مرة، فى فترات قصيرة، ليدل ذلك على اهتمام القيادة السياسية بصعيد مصر، وأن مسألة تنميته ليست مسألة نظرية تُقرأ فى تقارير المشروعات، والخطط المستقبلية، ولكن لا بد من دراسة مشكلات الصعيد على أرض الواقع، والحوار مع المسئولين، وأهل الصعيد، للتعرف على احتياجاتهم، ليؤكد ذلك وبحق أننا فى عهد جديد، هو عهد الجمهورية الجديدة، التى نقشت للصعيد مكاناً مهماً على جدرانها، يضمن تحقيق التنمية الشاملة فى كل المجالات .