حورية حسن.. "من حبي فيك يا جاري" صنعت أسطورتها.. واتهمت فايزة أحمد بمحاولة قتلها
ملامح مصرية وصوت دافئ قوي شديد الأصالة كأنك تسمع قلبك، ربما قادت الصدفة أحدهم ذات يوم وهو يمر من أمام مقهى شعبي ليسمع صوتها قادما من راديو متهالك وهي تغني "من حبي فيك يا جاري" لترسم على وجهه ابتسامة خفيفة تنسيه عناء يوم طويل، هي "بنت البلد" وخفيفة الروح، في "عنتر ولبلب" تفتح شباك "بلكونتها" وتغني لشكوكو في وصلة عتاب "يا معزلين من حينا يخونكوا عيشنا وملحنا" بينما في "أحبك يا حسن" تنشر البهجة في أحد الأفراح الشعبية وهي تغني "يابو الطقية الشبيكة من شغلهالك.. شغلت بيها البلد ولا انشغل بالك"، هي واحدة من أبرز الأصوات النسائية في جيلها، وصنعت نجوميتها وسط العمالقة ومطربة "الأوبريت الأولى" الفنانة حورية حسن.
ولدت حورية حسن في 9 أغسطس 1932 في طنطا، أحبت الفن منذ نعومة أظافرها، وتمنت أن تغني في الإذاعة، وقف الحظ بجانبها عندما أكتشفها المطرب محمد الكحلاوي خلال حضوره أحد عروض أفلامه في طنطا وأعجب بصوتها ونصحها بالذهاب إلي القاهرة حيث الشهرة والمجد في انتظارها.
كانت البداية من الإذاعة المصرية، عندما قدمت أول أوبريت لها "معروف الإسكافي" 1948، وكانت حينها في سن 16 عامًا، وتم قبولها كمطربة في الإذاعة بشكل رسمي، كان النجاح يلاحقها وقدمت عدة أوبريتات غنائية أبرزها "الباروكة، شهر زاد، يوم القيامة، علي باب والأربعين حرامي، اتفرج يا سلام، حمدان وبهانة" وهو ما جعلها تلقب بـ"مطربة الأوبريت الأولى".
نجاحها الطاغي في الغناء لم يكن موهبتها الوحيدة ولكنها أجادت التمثيل ودخلت عالم السينما بـ 6 أفلام هي حصيلة مشوارها الفني سينمائياً وكانت البداية بـفيلم"الصبر جميل" 1951 وفي العام التالي تألقت كممثلة في فيلم "عنتر ولبلب" مع محمود شكوكو وسراج منير في دور "لوزة" وقدمت أغنية "يامعزلين من حينا" وبعده في فيلم "في صحتك" 1955.
بينما يعد فيلم"أحبك يا حسن" 1958 أشهر أفلامها وقدمت أغنيتين من أجمل أغانيها، "من حبي فيك يا جاري" و"يا أبو الطاقية الشبكية" من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، ثم شاركت في فيلم "حياة امرأة" 1959 مع تحية كاريوكا، أحمد رمزي وإخراج زهير بكير، وكان آخر أعمالها فيلم "العلمين" 1965 للمخرج عبد العليم خطاب".
شاركت بالغناء في عدة أفلام "بابا عريس، ليلة الدخلة، بنت البادية، ثورة المدينة" وخلال مشوارها الفني تعاونت من أشهر الملحنين والشعراء منهم "فتحي قورة، مرسي جميل عزيز، محمد الموجي، منير مراد، بليغ حمدي" كانت دائمة السفر إلي البلدان العربية لإحياء حفلاتها منها لبنان وتونس حتى لقبت بـ "المطربة الطائرة".
قدمت خلال مشوارها العديد من الأغاني أبرزها "عصافير الجنة، يا ناعمة يا غريبة، الحب له أسرار، المهندس جاي، مع السلامة" بينما "شبكونا برمش عينهم" تعد واحدة من أجمل ما غنت.
تزوجت "حورية" من الفنان الراحل زين العشماوي، وأنجبت منه ابنتها "حنان" ولكن دبت الخلافات بينهما انتهت بالإنفصال، وفي إحدى الليالي ذهب "العشماوي" بعد منتصف الليل إلي منزلها في محاولة للعودة إليها ويقر بندمه على طلاقها، لكنها انزعجت من تصرفه واقتحامه منزلها بعد منتصف الليل وحررت له محضراً في قسم قصر النيل وأخذت منه تعهد بعدم التعرض، ثم تزوجت من "تيسير المراوي".
في أحد الأيام من عام 1961 دعت الفنانة فايزة أحمد "حورية" لتناول الغداء معها في منزلها، ولكنها أصيبت بمغض شديد دخلت على إثره المستشفى بعدما تناولت "طبق بامية" واتهمت فايزة أحمد بمحاولة قتلها وتسميمها وهو ما نفته "فايزة" وقالت حينها أنها أعدت لها ديك رومي وأرز، لكن من شدة الجوع لم تصبر "حورية" وفتحت الثلاجة وتناولت البامية التي احتفظها بها للقطط.
واختيرت من بعض الفنانين لعضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية في 1988، ونجحت في زيادة دخل النقابة وعلاج الأعضاء وظلت تساعد زملائها حتى رحلت في 8 يونيو 1994، وبقيت أعمالها شاهدة على موهبتها الكبيرة وأغانيها التي تنشر بها البهجة.