صدرت الطبعة الثانية من كتاب "تاريخ العرب والمسلمين في إسبانيا" عن "الدار المصرية اللبنانية" للنشر والتوزيع، في سلسلة "كلاسيكيات"، وهو من ترجمة علي الجارم، وتحقيق وتعليق الدكتور عبد الباقي السيد عبد الهادي، ومراجعة وإشراف الدكتور أيمن فؤاد سيد.

"تاريخ العرب المسلمين في إسبانيا" يأتي في 231 صفحة من القطع الكبير ويشمل مقدمة المؤلف ستانلي لين بول والبحث في حياته وآثاره وصولاً لترجمة علي الجارم يعقبهما سلسلة من العناوين تطرح في إطار من الموضوعية البعيدة عن التعصب لثمة دين أو قومية ما.

المستشرق الإنجليزي لين بول يقدم صورة واضحة وموجزة لتاريخ الأندلس منذ الفتح العربي الإسلامي حتى السقوط ليوجه سهام نقده لكلا الجانبين مع ذكر الجوانب الإيجابية لهما وقد جمع في هذا السفر أو المؤلف، التاريخ الموضوعي لدولة الأندلس.

وتطرق الكتاب إلى حقيقة التاريخ والمجد العربي في الأندلس وعصور الازدهار واختلاف الحكام وصولاً إلى سقوط آخرهم. 

كما يلقي المؤلف الضوء على جوانب عديدة من تاريخ العرب المسلمين في إسبانيا دينياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً أيضاً، مشيراً إلى الأصوات وإطلاق الأحكام غير الواعية والسطحية التي تبناها رجال الدين المسيحي التي كانت معارضة لحكم المسلمين، بل وكيف كان تعامل المسلمين مع هذه الأصوات المعارضة لأشكال ونظم الحكم وقتذاك ليضع يده على الأسباب الحقيقية لسقوط الأندلس وانتهاء الحكم بتراجع وخروج المسلمين والعرب.

ويستعرض الكتاب كذلك "الحرب المقدسة" وعودة البرابرة إلى الحكم و "مملكة غرناطة" وما تبعها من سقوط مدو، ليختتم المؤلف ظهور الصليب ودلالته الدينية والسياسية.