تقي من النار وتطفئ غضب الله.. ما أهم فضائل الصدقة؟
أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصدقة على المحتاجين والفقراء، لأن إخراجها دليل على صحة إيمان العبد بالله تعالى وإيمانه أنه هو الرزاق سبحانه، فالعبد لا يري جزاء الصدقة، لكن العبد المؤمن يعلم أنه مستخلف في هذا المال، وعليه أن يعطي الفقراء والمساكين لتحقيق التكافل الاجتماعي، بل يتنافس مع غيره في تلبية حاجة الفقير والمحتاج، فإذا ضاقت علينا الدنيا، وزاد همنا نتصدق بنيه تفريج همنا، وإذا وجد لدينا مريضًا نتصدق بنية شفاءه، فعن أبي إمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصدقة».
** فضائل الصدقة.
أمرنا الإسلام بالعديد من الأعمال الصالحة، منها بذل الأموال في سبيل الله، حيث قال الله تعالي: «آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ»، لكن على المسلم ألا يخلط على صدقته شر كالرياء، واتباع الصدقة بالمن والأذى، لأن ذلك يذهب أجر الصدقة، يوم القيامة يكون صاحب الزكاة في أشد الحاجة للحسنات، لكنه يجدها أصبحت هباء منثورا بسبب عدم الإخلاص لله في إخراج الصدقة.
** فضائل الصدقة:
- الصدقة تطفئ غضب الله عزوجل، ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالي».
- الصدقة تقي من النار، كما ورد في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم: «اتقوا النار، ولو بشق تمرة».
- الصدقة تداوي الأمراض، حيث قال رسول الله: «داووا مرضاكم بالصدقة».
- الصدقة تصل بنا إلى البر، فقال الله عزوجل: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون».
- الصدقة تطهر المال، فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يوصي التجار بقوله: «يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة».
** آداب الصدقة
هناك العديد من آداب الصدقة يجب اتباعها حتى تكون الصدقة مقبولة وهي كالتالي:
- أن تكون الصدقة من مال حلال طيب، لأنّ الله طيبا لا يقبل إلا طيب.
- يفضل أن تكون الصدقة على الأقارب إذا كانوا بحاجة إليها، وعلى من يستحقها من الفقراء.
- لا يقلل المؤمن مقدار صدقته، حتى لو تصدق بشق تمرة.
- عدم اصطحاب الصدقة بالمن والأذى.
- عدم التفاخر بالصدقة، لأن التفاخر يذهب أجر الصدقة، على خلاف إخفاء الصدقة الذي يجعل المسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهذا دليل على إخلاص العبد، حيث إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير.
- عدم التأخير في إخراج الصدقة، فقد روي أبو هريرة رضي الله عنه: «جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أيُّ الصَّدَقة أعظمُ أجرا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهِل حتى إذا بلغت الحلقوم، قُلت لفلان كذا، ولفلان كذا وقد كان لفلان».
** الحكمة في إخراج الصدقة.
أهم حكم للصدقة في الإسلام، منها ما يأتي:
- تزيل الحقد من قلوب الفقراء على الأغنياء، وتزرع المحبة بينهم.
- يقلّل من ظاهرة انتشار الفقر في المجتمع، ويحقق التكافل الاجتماعي.