شهدت أسعار الوقود في لبنان اليوم الأربعاء ارتفاعا ملحوظا، حيث زاد سعر صفيحة (الصفيحة تساوي 20 لترا) البنزين 95 أوكتان 1900 ليرة، و98 أوكتان 2000 ليرة والمازوت 1400 ليرة، والغاز 2200.
ويأتي ذلك في ظل استمرار أزمة الوقود، وخصوصا النقص الحاد في مادة المازوت والتي تفاقمت اليوم دون مؤشرات للحل.
وتأتي الزيادة اليوم في إطار آلية التسعير الأسبوعية للوقود والتي تعلنها المديرية العامة للنفظ وفقا لعدد من المتغيرات مع استمرار الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة اللبنانية للوقود.
ووفقا للأسعار الجديدة، فقد بلغ سعر بنزين 95 أوكتان 77,500 ليرة وبنزين 98 أوكتان 79,700 ليرة والمازوت 58,500 ليرة وأنبوبة الغاز 58,800.
ورغم الزيادات الأخيرة، إلا أن عدد كبير من محطات البنزين أغلقت أبوابها اليوم، فيما تمتد طوابير لعدة كيلومترات أمام المحطات التي واصلت العمل اليوم، وسط نقص حاد في المازوت وبوادر أزمة في الغاز ، مما يتسبب في حالة غضب لدى قطاع كبير من المواطنين.
وتعد الزيادة هي السادسة منذ بدء تنفيذ قرار حكومة تسيير الأعمال اللبنانية بتغيير سعر صرف الدولار الأمريكي في استيراد المشتقات البترولية من 1514 ليرة للدولار الواحد إلى 3900 ليرة للدولار الواحد في التاسع والعشرين من يونيو الماضي ، والذي على أساسه يتم استيراد الوقود لمدة 3 أشهر، وذلك في إطار مساعي مؤسسات الدولة اللبنانية لتخفيف الدعم الذي تقدمه للوقود في ظل الأزمة المالية المتفاقمة التي يعاني منها لبنان.
وقبل قرار الحكومة بتغيير سعر صرف الدولار في عمليات الاستيراد نهاية يونيو الماضي، بلغ سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 46600 ألف ليرة لبنانية، بينما وصل سعر صفيحة بنزين 95 إلى 45200 ليرة لبنانية، وسجل سعر المازوت 33300 ليرة.
ويتسبب نقص مادة المازوت تحديدا في حالة من الغضب لدى المواطنين لأنه المادة الأساسية اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء سواء الخاصة بالمستشفيات والأفران وجميع المحلات الخدمية التي يتعامل معها المواطنون يوميا، أو المولدات التي يمتلكمها أشخاص ويقومون بتوزيع الكهرباء بوصلات للمنازل بمقابل شهري، والتي يعتمد عليها المواطنون بشكل أساسي في تلبية احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية في ظل غياب الكهرباء الحكومية لمدة تتجاوز الـ 20 ساعة يوميا في أغلب المناطق وفي بعض المناطق لا تصل كهرباء الشبكة الحكومية إلا نادرا.
وبسبب النقص الحاد في المازوت وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة متصلة، خرج العشرات من المواطنين في مناطق متفرقة بلبنان في مظاهرات على مدار اليومين الماضيين احتجوا خلالها على انقطاع الكهرباء ونقص المازوت، فيما كثف الجيش اللبناني من جهوده لضبط عمليات التخزين غير الشرعي والتهريب للمواد البترولية.
وتعد أزمة المحروقات أحد نتائج الأزمة الاقتصادية بلبنان والتي صنفها البنك الدولي ضمن أسوأ 3 أزمات في التاريخ منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
وتتفاقم الأزمة الاقتصادية نتيجة أزمة سياسية تتسبب حتى اليوم في فراغ حكومي منذ استقالة حكومة حسان دياب في العاشر من أغسطس من العام الماضي والتي تتولى تسيير الأعمال لمدة تجاوزت العام بمهام محدودة في ظل الخلافات التي حالت دون تشكيل حكومة حتى اليوم.