تواجه تركيا كوارث مروعة قد تقضي على الأخضر واليابس، وعلى رأسها الحرائق المدمرة، والأمطار والفيضانات التي قد تودي بحياة الناس في لحظة، ومؤخرا صرحت الحكومة التركية في بيان، أن مختلف قطاعات الدولة تركز جهودها على حرائق ولاية موغلا، التي كانت من أوائل الحرائق التي اندلعت.

وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، كان من المفاجئ هو هطول أمطار غزيرة بولاية بارتين الشمالية، حيث تسببت بحدوث فيضانات مدمرة، وأودت الفيضانات خلال الساعات الماضية بحياة شخص واحد على الأقل واختفاء آخر، وجرح قرابة عشرين آخرين

 وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية قالت إن أمطاراً غزيرة بدأت بالهطول اعتبارا من مساء الثلاثاء، وأن مناطق سينوب ينجيك و كاستامونو بوزكورت وأزيد فاي شهدت ما لا يقل عن هطول 200 مم من الأمطار خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

ونقلت وسائل الإعلام التركية  عن قريتين  من سبعة قرى في الولاية محاصرة بالمياه بكافة النواحي ،وقال بعض السكان المحليون في قريبة "ظافر أولوس" إنهم صعدوا أعلى تلة القريبة، لأن مياه الفيضانات غمرت كل بيوت القرية، حيث غرقت الكثير من مواشيهم ومتلفت مخازنهم الزراعية.

وما يزال حريق منطقة ياتاغان الكبير في ولاية موغلا ما مشتعلاً والأكثر إثارة للمخاوف، فهو المستمر منذ أثني عشر يوماً، لكنه محتفظ بنفس درجة حدته الأولى، ويعيد الخبراء ذلك إلى كثافة ونوعية الأشجار في تلك المنطقة، حيث تنتشر غابات أشجار البلوط الشهيرة في تلك المنطقة. 

 وحذرت السلطات المحلية التركية في منطقة "هضبة تشوفين لي"  السكان المحليين من إمكانية وصول النيران إلى مناطقهم، وطالبتهم بالجاهزية التامة لإجلاء في أية لحظة، فالطريق المؤدي إلى تلك المنطقة يكاد أن يكون وحيدا، وفي حال حدوث الأسوأ، يمكن له أن يغلق أمام كثافة النيران.

وأعلنت السلطات التركية إنها قطعت سلسلة من الأشجار المحيطة بالمحطات الحرارية الموجودة بكثافة في تلك المنطقة، لمنع وصول النيران إليها، وتكرار مأساة انفجار محطة "كاراكوي" الحرارية لإنتاج الكهرباء، بالقرب من بلدة ميلاس التركي قبل خمسة أيام. كذلك وزعت وزارة الداخلية التركية مجموعة من أطقم الأطفاء في المناطق المفصلية بين الغابات الرئيسية، لعمل كحواجز أمام وصول النيران إلى مناطق جديدة.

ووفقا للإحصاءات الرسمية التي نشرتها الحكومة التركية حول نتائج أسبوعين كاملين من حرائق الغابات جنوب غرب البلاد، قالت إن 7320 مزارعاً وفلاحاً تركياً، من 22 مقاطعة قد فقدوا أراضيهم تماما، وإن 172 قرية تُركية قد أصبح سكانها المحليون دون أية موارد زراعية تماماً، بعدما أتت النيران عليها كلها.