تستعد إسبانيا والبرتغال لحرائق الغابات في الأيام المقبلة إذ يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في شبه الجزيرة الأيبيرية.
وذكر موقع "يورو نيوز" أن رئيس الوزراء البرتغالي، اليوم الأربعاء، حذر من أن الطقس الحار يزيد من خطر الحرائق التي أودت في عام 2017 بحياة أكثر من 100 شخص في بلاده.
فيما توقعت خدمة الأرصاد الجوية الإسبانية موجة حارة حتى يوم الاثنين وقالت إن الحرارة قد تتجاوز 44 درجة مئوية في بعض المناطق.
وتورد "يورو نيوز" أن موجة الحر الأخيرة عبر جنوب أوروبا - التي يمولها الهواء الساخن من شمال إفريقيا - ساهمت في اندلاع حرائق غابات هائلة في تركيا واليونان والجزائر وأماكن أخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتأتي الموجة الحارة بعد أن ذكر تقرير تاريخي للأمم المتحدة هذا الأسبوع أنه "من المؤكد" تسبب النشاط البشري في الاحتباس الحراري.
وقالت خدمة الطقس الإسبانية، AEMET، في "تحذير خاص بالطقس" إن درجات الحرارة القصوى والدنيا ستصل إلى مستويات أعلى بكثير من المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام.
وتذكر "يورو نيوز" إن الارتفاع العالي في درجات الحرارة ليس غريبًا في إسبانيا والبرتغال خلال أشهر الصيف ومع ذلك، يقول العلماء إن تغير المناخ الناجم عن احتراق الفحم والنفط والغاز الطبيعي يقود بكل تأكيد إلى الأحداث المتطرفة، مثل موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف.
ويمكن للباحثين ربط حدث واحد بشكل مباشر بتغير المناخ فقط من خلال تحليل البيانات المكثف، لكنهم يقولون إن مثل هذه الكوارث من المتوقع أن تحدث بشكل متكرر على كوكبنا الذي تزداد فيه درجة الحرارة.
ونقلت "يورو نيوز" عن رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا حثه للناس على توخي الحذر بشكل خاص وسط الطقس الحار وخطر حرائق الغابات، مضيفًا أن العديد من حرائق الغابات تبدأ بسلوك غير مبالٍ.
وقال كوستا إن "الصور الرهيبة" من اليونان وتركيا في الأيام الأخيرة أعادت ذكريات حرائق الغابات في البرتغال لعام 2017.
وقال كوستا في رسالة مسجلة بالفيديو في مقر إقامته الرسمي: "لا نريد أن نرى هذا السيناريو هنا مرة أخرى".
وتقول السلطات البرتغالية إن بإمكانها نشر أكثر من 12 ألف رجل إطفاء وحوالي 2700 مركبة و 60 طائرة خلال موسم الصيف.
ووفقًا لوكالة الإدارة المتكاملة لحرائق الغابات، وهي هيئة حكومية، خُفِضّت في البرتغال خلال السنوات الأخيرة أكثر من نصف عدد حرائق الغابات ومساحتها المتفحمة مقارنة بمتوسط السنوات العشر الماضية.
وسنت السلطات البرتغالية مجموعة واسعة من التدابير بعد عام 2017. وشملت إدارة أفضل للغابات، بما في ذلك مشاريع تطهير الغابات والدعم الفني للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية، وفتح آلاف الكيلومترات من اندلاع الحرائق والاستجابة بسرعة أكبر لتفشي الحرائق بوحدات خاصة لمكافحة الحرائق.