أكدت صحيفة (الوطن) العمانية أن سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والتي بدأت من حي الشيخ جرَّاح بمدينة القدس المحتلة إلى الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل تُعبِّر عن أن إسرائيل لن تتوقف عن مشروعها الاحتلالي وتصفية القضية الفلسطينية، وأنها ماضٍية نحو النهاية لتنفيذ مخططاتها وأجنداتها الاستعمارية الاحتلالية.
وذكرت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم /الخميس/ تحت عنوان (الحرم الإبراهيمي بانتظار هبة تنقذه) "أن الشعب الفلسطيني لا يكاد ينتهي من نضاله ضد جريمة إسرائيلية حتى يصحو اليوم التالي على جريمة إسرائيلية أخرى وعلى انتهاك جديد، في متوالية لا تتوقف ، وعلى الرغم من أنَّ مواجهة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جرَّاح ومحاولة منع تهجير سكانه الفلسطينيين المقدسيين منه لا تزال قائمة، فإنَّ من أقدار الشعب الفلسطيني أنْ يُواجه مكيدة إسرائيلية جديدة ضد المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مشروع تهويدي للمسجد في المدينة وتغيير معالمه، الأمر الذي دعا الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه إلى النفير العام والوجود في الحرم لإفشال المخطط الإسرائيلي".
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى الاستيلاء على ما يقرب من 300 متر مربع من ساحات المسجد ومرافقه، وفي سبيل ذلك، قام بتخصيص مليوني شيكل حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي. ويهدِّد المشروع الاستعماري الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لإدارات الاحتلال المدنية التابعة للاحتلال.
وأشارت إلى أن ما يلفت الانتباه أنَّ تركيز كيان الاحتلال الإسرائيلي في مشروعه الاستعماري الاحتلالي وفي مخطط اغتصابه أرض فلسطين بأسرها، على كُلِّ ما يمسُّ العقيدة الإسلامية وكُلِّ ما يربط المسلمين فلسطينيين وعربًا وغيرهم، حيث مدار تركيز مخطط التصفية مُوجَّه إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك بإخراج أهلها المقدسيين الفلسطينيين منها، وتجريدهم وتجريد المسلمين كافَّة من هُويتهم وحقوقهم في المدينة المحتلة، ويتوازى مع ذلك المساس بوضع مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي.
وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي ينوي تغيير معالم الحرم الإبراهيمي والمساس بمكانته وتهويده وتدنيسه، من خلال شق طريق ملتوٍ يصل المسجد الإبراهيمي عبر ساحاته الخارجية، وبناء مصعد لعصابات المستوطنين يصلهم بالمسجد أيضًا.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "إن الحرم الإبراهيمي بانتظار نصرة الغيورين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وبانتظار هبَّة مشابهة كتلك الهبَّة لإنقاذ حي الشيخ جرَّاح من المخطط الإسرائيلي الاستعماري الاحتلالي، وكذلك بانتظار موقف مُشرِّف من منظمة اليونسكو؛ كونه أحد المواقع التاريخية والتراثية المُسجَّلة لديها".