حكاية شارع| «برجوان».. حارة تاريخية أم ملحمة دموية؟
تعد حارة برجوان إحدى أهم الحارات التاريخية المصرية التي تقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهي حارة قديمة جدًّا تجدها متفرعة من شارع المعز، ويعود تسميتها بهذا الاسم لخادم الخليفة الفاطمي والذي يعرف باسم "أبي الفتوح برجوان"، الذي تسلم إدارة شؤون البلاد ومدبر المملكة بعد وفاة الخليفة الفاطمي، حيث كان ابنه وقتها صغيرًا حين مات، فتولى برجوان الحكم حتى يكبر ابنه ويتسلم الحكم وكوَّن ثروة كبيرة واتسع نفوذه حتى كبر الحاكم بأمر الله وقبض عليه وقتله بعد ذلك.
وتقع حارة برجوان في حي الجمالية عند باب الفتوح في القاهرة، ويقال أنها الحارة التي نشأ فيها المقريزي، وكان موقع هذه الحارة في العصر الفاطمي بالقرب من الميدان المجاور للقصر الغربي الصغير، ويعرف بحي "الخرتشف" وتم تحريف الاسم بعد ذلك ليصبح الاسم المتداول بين الناس "حي الخرنفش".
تجد على المدخل بوابة من الحجر، بناها سليمان باشا السلحدار في العصر العثماني، وتحتوي على آثار فريدة وتاريخية، ومنها: بوابة برجوان، وجامع أبو بكر مزهر، وزاوية نور الدين جولاق، ومن ضمن الحكايات المعروفة يقال أنه كان فيها مدفن ابن بدر الجمالي وتم هدمه وبني مسجدًا صغيرًا عليه، ويقال أيضًا أنه كان بها البيت الذي كان يقيم فيه المقريزي وقد هدم أيضًا، وكان يوجد بها قصر الخديوي عباس حلمي الأول وهدم وتم تشييد مدرسة ثانوي صناعي حاليًّا بها بجانب المساكن الشعبية التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
وإذا عدنا بتاريخ الحارة سنجد أيضًا أن الحارة كان يسكن فيها أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، ويقع فيها مدفنه أيضًا، وتنتهي حارة برجوان من الجهة الغربية بحارة الشعراني والتي نشأ فيها المطرب والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.
وقام الأمير سليمان أغا السلحدار بتجديد بوابة الحارة في عام 1829م وذلك أيام الوالي محمد علي، وتعلوها لافتة بعنوان "سكة برجوان" وكانت قديمًا تغلق تلك البوابة على سكانها بعد صلاة العشاء بواسطة الحارس الموكل إليه هذا الأمر، والحارة مدرجه في قائمة الآثار التابعة لمنطقة شمال القاهرة.