رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ضحاياه 50% من كبار السن فى مصر «النسيان».. آفة العصر

22-5-2017 | 11:29


بقلم – محسن الزيات

الذاكرة.. أحد أهم مقومات حياة البشر،  يستفيد منها الإنسان في جميع مجالات الحياة سواء علي المستوي الشخصي، أو في الدراسة، وفي العمل أيضاً، فالذاكرة تساعد الإنسان علي القيام بشتي الأمور بفاعلية أكبر..
وقد تعددت مشاكل الذاكرة حالياً، وبات النسيان «سيد الموقف»..
ولتعريف النسيان نستطيع القول إنه عدم تذكر المعلومات والمهارات والخبرات التي مر بها الإنسان.. والنسيان في حالته العادية ظاهرة طبيعية تحدث لجميع البشر، ولكنه يصبح حالة مرضية عند الإصابة ببعض الأمراض مثل «ألزهايمر». أو عقب إصابة دماغية، أو صدمة انفعالية، وهو في هذه الحالات فقدان جزئي، أو كلي للذاكرة..
تعالوا نستطلع آراء الخبراء.. عن النسيان.. خصوصاً عند كبار السن.. أسباب متعددة
يقول د. عادل حسنين أستاذ الأمراض العصبية والنفسية واستشارى المخ والأعصاب بكلية طب قصر العينى: 5% من المرضى من كبار السن فى مصر يعانون من فقدان الذاكرة لأسباب متعددة، منها ارتفاع الضغط، وارتفاع السكر، أو انسداد الأوعية الدموية، وربما يكون السبب نزيفاً فى المخ، تحت الأم الجافية، فإذا عالجنا النزيف عاد الإنسان لطبيعته، وربما يكون السبب مشاكل الغدة الدرقية، فإذا عالجناها عاد الإنسان إلى طبيعته، وقد يكون السبب نقص فيتامين B12.
ويضيف: متوسط فترة حياة مريض فقدان الذاكرة حتى الوصول لمرحلة «الزهايمر» قد تصل إلى خمسة عشر عاماً مقسمة على ثلاث مراحل، الأولى من سنة إلى سنتين، تبدأ فيها أعراض فقدان الذاكرة البسيطة، ثم المرحلة الثانية من سنتين إلى عشر سنوات، ثم الثالثة وهى من سنة إلى سنتين حتى نصل إلى مرحلة عدم استجابة المريض للعلاج.
المريض الذى يؤكد لطبيبه أنه ينسى.. هو ليس مريضاً حسب كلام د.عادل.. بل من يصر علي  أنه لا ينسى، بينما يؤكد المرافقون له أنه ينسى.
فى المرحلة الأولى ينسى الأشياء التى حدثت قريباً، وفى المرحلة الثانية ينسى تناول الطعام، وينسى ارتداء ملابسه، ينسى عنوان منزله، ينسى مكان ركن سيارته، لكنه يتذكر الأحداث البعيدة، هو فى هذه المرحلة لا يهتم بنفسه، ويعانى من اضطرابات فى الشخصية وهلاوس، أما المرحلة الثالثة الشديدة من فقدان الذاكرة فالمريض يظل نائماً، يرفض الطعام والشراب، ويصاب بقرح الفراش.. لذا من المهم جداً التشخيص المبكر للمرض،  فكلما تم التشخيص  والعلاج مبكراً قلت خطورة الحالة، وبعدت المراحل التالية..
ويتابع دكتور عادل: اختبر المريض  وأطلب منه رسم ساعة، أو بيان الفروق بين صورتين، أتأكد من تقديره للمسافات، وحساب الأرقام، أختبر مدى جودة أسلوب التخاطب عنده وأسلوب كتابته للكلمات، أعالج المريض ضد الاكتئاب، والهلاوس السمعية والبصرية، وأعالج قلة النوم، وأجرى الفحوص المعملية المطلوبة، ومنها صورة الدم، والغدة الدرقية، وتركيز فيتامين B12، أعمل رنيناً مغناطيسياً على المخ، أجرى بعض التحاليل البسيطة للصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والسكر، والكلى، والكبد، و إذا جاءت كل التحاليل والأشعات سليمة، فسبب النسيان هنا  يكون «الزهايمر»، لذا قد يكون هناك ضمور فى الفص الأمامى أو الصدغى، وربما تصلب فى الشرايين نتيجة للسكر والضغط العالى..
ويستطرد: بعد تحديد المرحلة التى يعانى منها المريض  أضع خطة العلاج التى تشمل أيضا توجيه أهل المريض لكيفية رعايته، وأنواع الطعام والشراب المناسبة، وكيفية التعامل معه سلوكياً، إذا تعصب أمسك يده من طرف الإصبع، وأقوم بتدليك إصبعيه الكبير والأوسط حتى يهدأ ويستجيب للأمر.
ويضيف: طبعاً لابد من الابتعاد عن التدخين والشاى والقهوة، وأن يتناول الدواء فى موعده وأهم ما أنصح به المريض محاولة قراءة القرآن باستمرار والصلاة لتنشيط الذاكرة، وأخيراً لمن يؤمن من الناس بأسلوب «الأروما ثيرابى» فى العلاج المكمل وهو  إطلاق البخور والروائح الذكية فى مكان إقامة المريض.
تدهور الإدراك عند كبار السن
عن تدهور الإدراك أو تدهور القدرات المعرفية عند كبار السن تقول د. سامية عبدالرحمن أستاذ مساعد طب وصحة المسنين  بكلية طب جامعة عين شمس:  تدهور الإدراك من المشاكل الشائعة عند كبار السن، حيث تبلغ نسبة الإصابة بها 1% عند من هم فوق الستين عاماً، لكنها قد تصل إلى نسبة «10%» بعد السبعين عاماً، وربما تصل إلى «50%» عند من يتعدى عمرهم ثمانين عاماً..
وتضيف: النسيان هو العرض الأول فى مشاكل الإدراك عند كبار السن، فالإدراك يشمل الذاكرة، والقدرة على التحليل، والنقد، والقدرة على الحكم على الأمور، ومعرفة قدر وقيمة النقود، والإدراك المكانى «إدراك المسافات والأعماق» وهذا يؤثر على قيادة السيارات بدرجة كبيرة، ومن مشاكل الإدراك أيضاً عدم تذكر كبار السن لأسماء، أو وجوه بعض الأشخاص، وقد يتوه من يعانى من هذا فى شارع مألوف بالنسبة له، خصوصاً فى الليل نتيجة لمشاكل الإبصار.
الوقاية بالشطرنج والسودوكو
عن أساليب الوقاية تقول د. سامية:  مشكلة المصريين أنهم لا يمارسون الرياضات الذهنية، كقراءة أحد الكتب، أو لعب الشطرنج، أو حل الكلمات المتقاطعة، فكل هذه الأنشطة تحسن  الذاكرة، ومن أهم وسائل الوقاية علاج الأمراض سواء النفسية أو العصبية أو العضوية المصاحبة لكبار السن، وإبطال عادة التدخين، والامتناع عن شرب الكحوليات، وتناول الأغذية المنشطة للحالة الذهنية، وممارسة النشاط الاجتماعى.
الرعاية.. والعلاج بالروتين
هل يحتاج مريض الزهايمر إلى عناية خاصة.. سألت د. سامية عبدالرحمن التى أجابت قائلة: بالفعل.. فرعاية مريض ألزهايمر فى المنزل لابد أن تتسم بالصبر  والسماحة ، فلا بد أن نأخذ فى عين الاعتبار أن اللغة عند  المريض أصابها التدهور فلا يستطيع التعبير عن مكنوناته جيداً، وبالتالى قد يصاب بالتوتر بسبب إحساسه بالعجز الذى يتحول إلى نوبات غضب وصراخ بل وسباب أحياناً للشخص الذى أمامه، لذا فلابد للمرافق أن يتوقع المشكلة قبل حدوثها من خلال المعرفة الجيدة لشخصية المريض، ومعرفة هواياته، والحاجات التى يحبها، ومتى يفضل تناول الطعام، وممارسة هواية المشى،.. ولابد أن نراعى الروتين الذى أصبح يعيش فى نطاقه، فمريض ألزهايمر لا يحب التجديد أو التغيير.
الضغط العالي والخرف
د. محمود محمد عمرو مؤسس المركز القومى للسموم واستشارى الأمراض الصدرية والباطنة بقصر العينى يقول: الأوعية الدموية التى خلقها الله سبحانه وتعالى لنا واسعة لتتناسب مع نشاط البشر.. هذه الأوعية تضيق مع كبر السن وتصاب بالتصلب، فتضيق المساحة التى ينفذ منها الدم إلى مراكز المخ المسئولة عن الذاكرة، فيؤدى ذلك إلى الإصابة بالخرف.
دور الأسرة.. استعادة الذاكرة
سألت د. محمود هل هناك دور للأسرة لمساعدة كبار السن فى العائلة على استعادة الذاكرة فقال: على المحيطين بالمرضى من كبار السن خاصة فى مرحلة الإصابة بـ «ألزهايمر» أن يتفاعلوا مع حالة «كبيرهم» المرضية بما يتناسب معها، لأن عدم التناسب فى التفاعل قد يصل بنا إلى نتيجة عكسية، فليس فقط عدم شفاء المريض، وإنما تفاقم الحالة المرضية فلا زيادة فى «الدلع» ولا زيادة فى «القسوة»،
سوء التغذية والنسيان
عن علاقة سوء التغذية بالنسيان وضعف الذاكرة يقول د. مجدى زايد عزمى أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية: الذاكرة هى إحدى العمليات الحيوية الفسيولوجية للجسم وعدم الالتزام بنمط غذائى صحى سواء بالنقص أو بالزيادة له مردود سلبى على التركيز والنشاط الذهنى والاستيعاب.
ويضيف:  هناك بعض الأغذية زيادتها تعتبر مشكلة كبيرة، لأنها تؤدى إلى زيادة السكر فى الدم، وهناك أغذية أخرى «البروتينات» تؤدى إلى زيادة المخلفات البروتينية.. التي تمثل  عبئاً كبيراً على الجسم.. وتؤدى إلى عدم قيام المخ بالعمل بكفاءته الطبية..
ويتابع: من الأخطاء التى نقع فيها أيضاً عدم تناول الطعام لأوقات طويلة، ثم تناول كل ما لذ وطاب من الطعام بكميات كبيرة.. هذا أيضاً يؤدى إلى عدم التركيز.. مهم جداً أن أحصل على كل الاحتياجات الغذائية بالقدر المطلوب والمناسب فقوة الملاحظة وسلامة العمليات الذهنية هى عبارة عن محصلة لنمط غذائى سليم فى النوعية وفى الكمية وفى مواعيد تناولها منذ الصغر، وليس هناك غذاء مقو للذاكرة أو يزيد الذكاء.. كل ما فى الأمر أن تناول جرعات محددة من الكافيين يزيد مادة «الدوبامين» فى الدماغ وهو الهرمون الذى يوصل كهربة الدماغ.
خميرة البيرة لسلامة الجهاز العصبي
يضيف د. مجدى: يمكن تناول «خميرة البيرة» لسلامة الجهاز العصبى عامة الذى يتضمن النشاط الذهنى، فهي تنتج  قدراً كبيراً من فيتامين «بي»  وهو يؤدى إلى سلامة وتحسين أداء الجهاز العصبى للإنسان بالإضافة إلى مساهمتها فى تخليص الجسم من السموم، وسلامة التمثيل الغذائى، وبالتأكيد فإن مرضى السكر هم أحوج الناس إلى عادة تناول خميرة البيرة لتقوية جهازهم العصبى الذى يسبب مرض السكر إصابته بالضعف.
الوجبات ثلاثية الأبعاد.. خماسية الألوان
سألت د. مجدى.. أفادت دراسة أمريكية حديثة أن الفواكه ذات اللون الأصفر والأحمر والأخضر الداكن تعزز قدرة الدماغ وتحسن وظائف الذاكرة لدى كبار السن.. كيف ذلك.. فقال: لأن هذه الفواكه ذات الألوان المتعددة تحتوى على مجموعة الفيتامينات والمعادن والأنزيمات والهرمونات والمركبات العضوية النادرة الداعمة للمناعة والمانعة للأمراض السرطانية والمعززة للشبابية والمكافحة للشيخوخة والمدعمة للعمليات الحيوية بوجه عام والتى من ضمنها النشاط الذهنى.
لذا نؤكد أن الوجبة المتكاملة لابد أن تكون ثلاثية الأبعاد تمنح الطاقة من الأرز أو الخبز أو المكرونة، والقدرة على بناء خلايا الجسم بالبروتين من اللحم والدجاج، ثم البعد الثالث وهو المناعة المتوفرة فى طبق السلاطة الخضراء خماسى الألوان المحتوى على الفيتامينات والمعادن والأنزيمات والهرمونات والزيوت الطيارة اللازمة لجميع الأعمار.