بعد حديث السيسي عنها.. خبراء يوضحون مخاطر الزيادة السكانية وضرورة تنظيم الأسرة للحفاظ على موارد الدولة
ما زالت الدولة المصرية تسعي للقضاء على الزيادة السكانية وضبط النمو السكاني والدعوة لتنظيم الأسرة، حيث أكد خبراء أنه لابد من العمل على زيادة الوعي لدي الأسر، خاصة في المناطق التي تتبني اعتقادات ومفاهيم مغلوطة عن زيادة أفراد الأسرة، دون النظر والتطرق لمخاطرها وأضرارها على الأفراد والمجتمع أيضا، مشيرين إلي زيادة أفراد الأسرة يزيد من العبئ على الوالدين، وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
ولفتوا إلى ضرورة أن تأخد كل أسرة في اعتبارها مدي قدرتها على تحمل مسؤوليات أطفالها، وهل لديها القدرة على توفير احتياجاتهم أم لا، وذلك يتوقف على مدي وضعهم المادي والاجتماعي، مشيدين بجهود الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الماضية لحل مشكلة من أهم المشكلات التي تعيق تقدم الأمم والمجتمعات، وهي الزيادة السكانية، فضلا عن زيادة الوعي ومخاطبة الأسر بضرورة تنظيم الأسرة، بما يحقق في النهاية التنمية المستدامة والحفاظ على موارد الدولة وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
تخفيف العبئ وتلبية الاحتياجات الأساسية
ومن جانبه، قال الدكتور علاء الغندور، استشاري التدريب الدولي للإرشاد الأسرى، إن هناك حملات توعوية بضرورة تنظيم الأسرة، ولكن هذه الحملات لم تصل بعد إلي مستوي الإقناع، لافتا أنه لابد من تحديد طبيعة الشخصيات الموجه إليهم الحملات، وضرورة إيجاد طرق غير تقليدية للوصول إلي الهدف المطلوب.
وأكد الغندور في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن من بين هذه الطرق، إظهار المشاكل والمعاناة للأسر التي تمتلك عدد أفراد كثيرة، وذلك يمكن تنفيذها من خلال تجسيدها في المسلسلات، بالإضافة إلى أن تفعيل دور البرامج التليفزيونية والتوعية بخطورة النمو السكاني وعدم ضبط الأسرة والتأثيرات السلبية على المجتمع.
وأوضح استشاري التدريب الدولي للإرشاد الأسري، أنه يجب التركيز على حوادث أطفال الشوارع، لأنها قد تكون نتيجة لإهمال الأسرة والإغفال عن الاهتمام بهم، نتيجة لكثرة العدد وسوء الظروف الاقتصادية.
وشدد أنه لابد من زيادة الوعي في المجتمع وتصحيح المفاهيم المغلوطة في بعض المناطق عن الأسرة، وأن كثرة الأولاد هي الأفضل، وعدم التطرق إلي أضرارها التي تعود على الفرد والمجتمع أيضا، فضبط النمو وتنظيم الأسر يساعد في تخفيف العبئ على الوالدين والقدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية لهم، فضلا عن أنها تساهم في الحد من انتشار الجرائم، نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية.
وأشاد الغندور بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة السياسية الناجحة في مواجهة مشكلات تهدد التنمية في الدولة، وعلى رأسها النمو السكاني والمطالبة بتنظيم الأسرة، للارتقاء بالمجتمعات وتوفير الموارد لتلبية احتياجات الأفراد.
الزيادة السكانية واستنزاف موارد الدولة
وفي ذات السياق، قالت الدكتور رشا الجندي، استشاري الطب النفسي، إن الإنسان لا يجب أن يحمل نفسه فوق طاقتها، وأنه كلما زادت ضغوط الحياة ومع الوقت تكون طاقة الإنسان في التحمل والعطاء تكون أقل، لافتة إلي أنه يجب أن تراعي كل أسرة قدرتها على التحمل والمراعاة لأولادها، وذلك يتوقف على مدي ظروفهم الاقتصادية.
وأكدت الجندي في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن الوالدين لديهم مسؤوليات كثيرة تجاه أطفالهم، ومع كثرة عدد الأطفال يكون هناك تقصير من جانب الوالدين تجاه هؤلاء الأطفال، لذلك يجب الأخذ في الاعتبار ضرورة أن يحصل الأطفال على حقوقهم من تعليم ومسكن ومشرب وملبس، وهل الوالدين لديم القدرة على تلبية هذه الاحتياجات أم لا، ومراعاة عدد الأسرة وفقا لمستواهم ووضعهم المادي والاجتماعي.
وأوضحت استشاري الطب النفسي، أن زيادة أعداد الأسر لا يؤثر فقط على الأسرة فقط، بل يمتد التأثير على الدولة أيضا، لأن ذلك يؤدي إي تفاقم مشكلة الزيادة السكانية واستنزاف الموارد، لذلك لابد من تكثيف الحملات التوعوية خاصة في المناطق التي تتبني أفكار ومفاهيم مغلوطة عن زيادة أفراد الأسرة.
وأشارت إلى أن الدولة في السنوات الماضية قامت بجهد كبير لضبط النمو السكاني وتنظيم الأسرة، الأمر الذي لابد أن يصاحبه وعي كبير من جانب الأسر والمشاركة للاستفادة من هذه الجهود، بما يدي في النهاية إلي التنمية المستدامة والحفاظ على موارد الدولة والاستغلال الأمثل لها، بما يضمن في النهاية الاستقرار والاستدامة للأجيال المقبلة.
الوعي أخطر قضية تواجه المجتمعات
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن النمو السكاني الزائد كان سيؤدي إلى تدمير الدولة في 2011.
وأضاف في كلمته خلال افتتاح عدة مشروعات سكنية أن الدولة لم تستطع أن تسيطر على الإسكان والصحة والتعليم وكافة القطاعات خلال 2011، مجددا تأكيده على أن الدولة تتحرك حاليًا في سباق وتصور متكامل للدولة المصرية.
وأضاف خلال كلمته في الإفطار مع الأسر المصرية على هامش افتتاح مشروعات الإسكان الاجتماعي، أن النمو السكاني مشكلة جميع المسئولين السابقين، إذ أنهم تحدثوا عنها منذ أكثر من 70 عامًا.
وتابع، "حرصنا عن وضع قانون العمل الجديد بتوازن، وفكرة تعيين الدولة للعاملين لم تحقق النجاح المطلوب وكان لها أثار سلبية، ومن وقتها لم نوظف أحدا".
اقرأ أيضا:
الرئيس السيسي: النمو السكاني في مصر سوف يأكل كل جهدنا
الرئيس: النمو السكاني الزائد كان سيؤدي لتدمير الدولة في 2011
الرئيس السيسي: ما تحقق على أرض الواقع هو بفضل شطارة المصريين