المستشفيات اللبنانية تستغيث بسبب انقطاع الكهرباء.. وتحذيرات من كارثة وشيكة
باتت المستشفيات الحكومية والخاصة العامة في لبنان على وشك كارثة إنسانية بسبب النقص الحاد في إمدادات الكهرباء عبر الشبكة الحكومية وعدم توافر المازوت اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء التي تمد المستشفيات بالطاقة وذلك في وقت تواجه فيه البلاد موجة متصاعدة من فيروس كورونا ومتحوره دلتا الذي وصل إلى لبنان مطلع الشهر الماضي وتفشى لدرجة أن أكثر من 70 % من الإصابات الجديدة لمصابي متحور دلتا وفقا لتصريحات رسمية.
وعن الوضع في المستشفيات بلبنان، أعلن المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت أنه يواجه كارثة وشيكة قد تسبب الإغلاق القسري المحتمل، اعتبارا من صباح بعد غد /الإثنين/ نتيجة انقطاع الوقود.
وأضاف المركز أن الإغلاق يعني أن أجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها من الأجهزة الطبية المنقذة للحياة ستتوقف عن العمل، وسيموت على الفور 40 مريضا بالغا و15 طفلا يعيشون على أجهزة التنفس، و180 شخصا يعانون من الفشل الكلوي سيموتون بالتسمم بعد أيام قليلة من دون غسيل الكلى، كما سيموت المئات من مرضى السرطان، سواء من البالغين أو الأطفال، في الأسابيع والأشهر القليلة اللاحقة من دون علاج مناسب – على حد ما ورد ببيان المركز.
ووجه المركز الطبي نداء عاجلا إلى الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة ووكالاتها من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وإلى جميع الوكالات والمنظمات القادرة على المساعدة، وذلك لتزويد المركز الطبي بالوقود الكافي قبل أن يضطر إلى الإغلاق في غضون أقل من 48 ساعة.
وأشار إلى أن ذلك يأتي في وقت يواجه فيه المركز أزمات على جميع المستويات منها نقص في الأدوية، ونقص في المستلزمات الطبية، وانقطاع التيار الكهربائي الفاضح – على حد وصف المركز - في الآونة الأخيرة واستحالة إنتاج الكهرباء مع عدم وجود إمدادات وقود مجدية لأيام.
وحمل المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية ببيروت الحكومة اللبنانية والمسؤولين في الدولة اللبنانية، المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة والكارثة الإنسانية، وعن أي حادثة ضرر أو وفاة ناجمة من عدم إمكانية تقديم الرعاية الطبية في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت بالإضافة إلى غيره من المستشفيات ومقدمي الرعاية الصحية في لبنان الذين يواجهون الواقع نفسه.
وفي السياق ذاته، أكد فراس الأبيض مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي - (المركز الطبي الرئيسي لمعالجة حالات الإصابة بفيروس كورونا في لبنان) أن مولدين اثنين فقط يعملان من مولدات المستشفى السبعة، وذلك من أجل الحفاظ على ما توفر من الوقود لأطول فترة ممكنة.
وشدد الأبيض في تصريحات له اليوم /السبت/ على أن العاملين يمارسون مهامهم في ظروف صعبة للغاية، لكنهم يواصلون تقديم خدماتهم على الرغم من ذلك.
وفي السياق ذاته، أعلن مستشفى المقاصد ببيروت عدم قدرته على استقبال وعلاج المرضى مؤكدا انقطاع المازوت عن المستشفى وعدم توافر الأدوية الأساسية لمرضى غسيل الكلى وأدوية البنج وغيرها من الأدوية.
ويشهد لبنان أزمة حادة في توفير الطاقة الكهربائية حيث تغرق أغلب المناطق في ظلام دامس بسبب نقص إمدادات الشبكة الحكومية وانقطاع المازوت اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء وخصوصا بعد قرار رفع الدعم عن الوقود.
وقام الجيش اللبناني اليوم وقوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) بمداهمات لعدد من محطات الوقود التي تمتنع عن بيع البنزين والمازوت للمواطنين انتظارا لرفع أسعارها بعد رفع الدعم.