أفاد اقتصاديون في اليابان، اليوم /الأحد/، أن الارتفاع الكبير في تكاليف المواد الخام أصبح يمثل حاليا مصدر قلق آخر للعديد من الشركات اليابانية التي بدأت تخرج من صدمة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وقال اقتصاديون - في تصريحات نقلتها صحيفة "جابان توداي" اليابانية على موقعها الإلكتروني - إن كبرى الشركات المصنعة سجلت انتعاشًا قويًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية؛ حيث جنى المصدرون ثمار ارتفاع الطلب الخارجي للبضائع اليابانية في دول مثل الولايات المتحدة والصين.
مع ذلك، أضافوا أن مزاجا حذرا بدأ يسود حاليا الأجواء داخل الشركات الكبرى بشأن التوقعات الخاصة بقياس مدى تأثير ارتفاع أسعار الطاقة والمعادن والموارد الأخرى على أرباحها في الأشهر المقبلة.
وأكدوا أن العديد من الشركات اليابانية بدت مترددة في نقل تكاليف المواد الخام المرتفعة إلى المستهلكين من خلال رفع أسعار المبيعات، خاصة وأن التعافي الاقتصادي لليابان لايزال هشًا بينما يلوح عدم اليقين في أفق الوضع الوبائي للبلاد بشكل عام.
من جانبه، قال هيديو كومانو، كبير الاقتصاديين التنفيذيين في معهد "داي إيتشي" لبحوث الحياة في اليابان :" يمكن للشركات اليابانية استيعاب تكاليف المواد الخام المرتفعة إلى حد ما عندما تنمو المبيعات.. لكن هناك قلق بشأن المبيعات ستكافح للصمود أمام ارتفاع تكاليف المواد الخام خلال الأشهر المقبلة، وبالتالي ستواجه الأرباح ضغوطًا هبوطية".
وكانت شركة تويوتا موتور لصناعة السيارات سجلت صافي رباح قياسي خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، لكنها بدت أكثر قلقا بشأن توقعات أرباحها للعام بأكمله، مستشهدة بثلاثة عوامل؛ وهي انتشار كوفيد-19 في البلدان الناشئة واستمرار أزمة الرقائق العالمية وارتفاع تكاليف المواد الخام.
وقامت شركة نيسان موتور بترقية توقعاتها المالية لعام 2021 وتوقعت العودة إلى اللون الأسود لأول مرة منذ ثلاث سنوات، حيث تسعى للوقوف على قدميها مرة أخرى بعد الإطاحة برئيسها السابق كارلوس غصن .. كما أعلنت أنها تأخذ في الحسبان تأثيرًا سلبيًا قدره 185 مليار ين (1.67 مليار دولار) على أرباحها التشغيلية، وأرجعت ذلك في الغالب إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام.
في الوقت نفسه، أعربت شركات الإلكترونيات عن حذرها وقلقها بسبب القضية نفسها، حيث أجرت شركة باناسونيك نقاشا حول ما إذا كان يجب إجراء مراجعة تصاعدية لتوقعاتها للعام بأكمله عند الإعلان عن نتائج أرباح شهري أبريل ويونيو .. لكنها أبقت في النهاية على توقعاتها دون تغيير.. وأكدت ضرورة الأخذ بعين الاعتبار تأثير ارتفاع تكاليف المواد عن التقديرات الحالية التي تبلغ حوالي 50 مليار ين للعام المالي 2021.