يرفع شعار" مسرح ضد العنف والتطرف".. "ظلال أنثي" يفتتح ليالي مهرجان المسرح الحر الدولي الـ 12و"يا سم" يمثل مصر
رسالة الأردن : نورا أنور
انطلقت السبت الماضي بالعاصمة الاردنية عمان ليالي مهرجان المسرح الحر الدولي في دورته الثانية عشرة برعاية معالي وزير الثقافة الاردني نبيه شقم وتنظمه جمعية فرقة المسرح الحر بدعم من وزارة الثقافة وأمانة عمان والتلفزيون الأردني ونقابة الفنانين الأردنيين وبشراكة إستراتيجية مع المركز الثقافي الملكي حيث أقيم حفل الافتتاح بمسرح المركز الثقافي الملكي وحضور رئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنانة أمل الدباس ونقيب الفنانين ساري الاسعد، ومدير المهرجان الفنان علي عليان ومدير فرقة المسرح الحر الفنان محمد المراشدة وتستمر الدورة حتي بعد غد الخميس وتشارك فيها تسع فرق مسرحية عربية وأجنبية وتضم فرقا من الأردن ومصر وتونس والكويت وسلطنة عمان وفرنسا وبولندا والمكسيك وتشيلي وتقام الدورة الثانية عشرة للمهرجان على مسارح المركز الثقافي الملكي والجامعة الأردنية.
بدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني للمملكة الاردنية الهاشمية ثم قدمت فرقة" جوقة الغناء العربي" من الجامعة الاردنية وصلة من التراث الاردني والخليجي، وبمشاركة الفنانة عبيدة ماضي ثم كلمة لمدير المهرجان الفنان علي عليان أكد علي ضرورة ترسيخ المهرجانات المسرحية،وتعزيز دور المسرح،وتمكينها من تحقيق أهدافها في التوعية والتنوير "
أما الفنانة امل الدباس رئيس اللجنة العليا فقالت: المهرجان تحت عنوان "مسرح ضد العنف والتطرف"، ويبدو ان هناك مشكلة لدى كل من صاحب القرار، ومؤسسات المجتمع المدني في فهم دور المسرح، ودور خطابه الثقافي والتنويري، الذي يعتبر الاكثر تأثيرا من الخطابات الاخرى.
واضافت: اجتهدنا وفق امكانياتنا ان نقدم مهرجانا في هذه الدورة بمستوى يليق بنا وبالحركة المسرحية، وأقدم الشكر لكل الجهات والمؤسسات التي قدمت التسهيلات إيمانا منها بدور الفن والثقافة، والمؤمنين بقيم الجمال والحق والخير ومكافحة قوى التطرف والعنف".
وفي كلمته تحدث نقيب الفنانين" ساري الاسعد" عن أهمية المسرح والفنون عامة لمواجهة الارهاب، وتساءل عن الاستراتيجية التي يتم من خلالها مواجهة التطرف، وحماية الاجيال من الافكار الظلامية، وقال: منذ 2011 والحديث يدور حول هذه القضية المهمة، ولكن لم تتجاوز الملصقات والندوات قليلة التأثير، والتي لايحضرها أحد، ولم يفكروا بتوظيف امكانيات المسرح بالتأثير على الناس والوصول لهم، وانا هنا لا اعفي الفنانين ايضا من المسئولية". وتحدث الاسعد عن صعوبات تمويل المهرجان، رغم ان هذه الدورة الـ12 له، والذي اثبت خلال دوراته المتعاقبة، حضوره كمهرجان مهم على مستوى التنظيم والعروض ، وانه آن الآوان لتخصيص موازنات كافيه بدلا من ترك القائمين على المهرجان لوحدهم.
وخلال الحفل قام وزير الثقافة الاردني بتكريم الممثلة الكويتية حياة الفهد والممثل المصري سامح الصريطي كما كرم الممثل زياد أبو سويلم والممثلة نادرة عمران والمغني رامي شفيق من الأردن بعد ذلك تم صعود لجنة التحكيم برئاسة المخرجة الأردنية سوسن دروزة وعضوية الناقد السعودي سامي الجمعان والمخرج المصري ناصر عبد المنعم والمخرج الفلسطيني فؤاد عوض والمخرج والأكاديمي الأردني مخلد الزيودي بعدها أعلن وزير الثقافة الاردني عن افتتاح الدورة الثانية عشرة من المهرجان ليبدأ العرض الأردني "ظلال أنثى" لفرقة المسرح الحر من تأليف هزاع البراري وإخراج إياد شطناوي.
يشارك في دورة هذا العام من المهرجان ثمانية عروض مسرحية .. فمن العالم العربي تشارك تونس بمسرحية "الصبية والموت" للمخرجة سميرة بو عمود، وفرقة مسرح الخليج العربي بالكويت بمسرحية "العائلة الحزينة" للمخرج عبدالعزيز صفر، ومصر بمسرحية "يا سم" للمخرجة شيرين حجازي، وسلطنة عمان بمسرحية "العامود" لفرقة الرستاق للمخرج محمد خميس، أما الاردن فستشارك فرقة المسرح الحر وهي الجهة المنظمة للمهرجان بمسرحية ( ظلال أنثى ) تأليف هزاع البراري وإخراج إياد شطناوي،ومن العروض الاجنبية تشارك المكسيك ولأول مرة في الاردن بمسرحية" VENOM HAMLET"وتشيلي ايضا لأول مرة بمسرحية BUNKER "" وتشارك بولندا بمسرحية " Tuba Dei and Angels" وتشارك فرنسا بمسرحية" Sweetysweety"
يقيم المهرجان ورشة عمل مسرحي، بعنوان (جسدي لغتي) بمشاركة نحو 120 شابا وفتاة من هواة المسرح والمبتدئين يقدمها المخرج التونسي معز القديري وتعقد للمرة الثالثة.. أما الندوة الفكرية فهي بالتعاون مع قسم الفنون المسرحية في كلية التصميم والفنون المسرحية بالجامعة الاردنية،تحت عنوان" المسرح والموسيقى"ويشارك بها د.سامح مهران "مصر"، و د.شادية زيتون نقيبة الفنانين اللبنانيين ، وعبيدو باشا "لبنان"، ود. سعيد كريمي من المغرب وتركز الندوة على ثلاثة محاور، الاول هو محور: التلاقح المتبادل بين الفنون للمسرح، للدكتور سامح مهران من مصر، والمحور الثاني : الموسيقى والممثل والنسيج السينوغرافي، للسيدة شادية زيتون من لبنان، والمحور الثالث : لغة الموسيقى ونسق العرض المسرحي، للدكتور سعيد كريمي من المغرب.ويدير الجلسات د. عمر نقرش، على مدرج كلية الفنون بالجامعة الاردنية.
نقيبة الفنانين المحترفين في لبنان السيدة شادية زيتون، من المتخصصين في علم السينوغرافيا، وفي سؤال لها عن ورقتها في الندوة الفكرية، ومدى نضوج مفهوم السينوغرافيا في المسرح العربي قالت: ورقتي تحمل عنوان: "الموسيقى والممثل في النسيج السينوغرافي" وستكون مدعمة بنماذج لعروض تظهر اهمية السينوغرافيا في العرض المسرحي. حيث لا يزال المفهوم الصحيح للسينوغرافيا في العالم العربي بشكل عام يعاني قصورا ، اضافة الى عدم توظيفها بالشكل والمضمون كما ينبغي أي من دون سياق فكري ينظمها ومعرفة فنية علمية تصقلها.رغم وجود مخرجين عرب، اعطوا مصمم السينوغرافيا المجال ليكون شريكا أصيلا في العرض المسرحي.ومن هنا تأتي اهمية ندوة" السينما والموسيقى" لانها تمثل خطوة مهمة في تصحيح مفهوم لايزال يحتاج الى كثير من العمل في العالم العربي. وحول تقييمها لمهرجان ليالي المسرح الحر، باعتبارها من الفنانين العرب المتابعين للمهرجان منذ البدايات، قالت: إن تقيم فرقة مسرحية مهرجانا بمستوى مهرجان المسرح الحر لهو فخر للمسرحيين جميعا، لقد واكبت المهرجان منذ دورته الاولى وفي كل دورة اكتشف جهودا تبذل في سبيل استمرارية نجاحه ولضمان اشعاع الحركة المسرحية على الرغم من قصور الدعم المادي الذي يفترض ان تؤمنه الجهات الرسمية المعنية لفرقة المسرح الحر ولكل فرقة تسعى من اجل بقاء المسرح، الفن الذي يعكس الوجه الحضاري والثقافي للوطن.
ويختتم المهرجان لياليه بعرض فني لفرقة أوسكار بمرافقة المغني رامي شفيق تليه مراسم توزيع الجوائز على العروض الفائزة.