بدأ رئيس وزراء كندا جاستن ترودو حملة إعادة انتخابه لولاية ثالثة اليوم الإثنين بالترويج لنجاحه في مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد19-) وتوجيه الاتهام إلى حزب المعارضة الرئيسية بمنح المشككيين في جدوى اللقاح المضاد للفيروس مبررا لعدم تلقيه.
بعد دعوته إلى إجراء انتخابات مبكرة في 20 أيلول/سبتمبر المقبل، الذي تدعي أحزاب المعارضة أنها غير ضرورية، برر ترودو قراره بالقول إن العالم قد تغير بشكل كبير منذ الانتخابات الأخيرة في عام 2019، ولهذا يجب على الكنديين أن يقرروا من الذي سيتولى مهمة إدارة أزمة فيروس كورونا.
وانتقد ترودو بشدة حزب المحافظين الكندي لعدم دعمه قرار الحكومة بضرورة تطعيم المسافرين عبر القطارات والطائرات، وكذلك الموظفين العموميين وفئات أخرى من العمال، وذلك في إطار خطة تم الإعلان عنها قبل ثلاثة أيام.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن ترودو قوله في مؤتمر صحفي من أوتاوا:"لقد اخترنا أن نتأكد من تلقيح موظفي الحكومة الاتحادية وكل من يستقل القطار أو الطائرة، وهذا ما لا يتفق الجميع عليه، مضيفا "ليس كل حزب سياسي يوافق على هذا الأمر، ولكننا نعتقد أن أهم مسؤولية للحكومة هي الحفاظ على سلامة الكنديين وازدهارهم".
ويخدم تركيز ترودو على جوازات سفر اللقاح هدفا مزدوجا لرئيس الوزراء، إذ أنه يوجه الانتباه إلى ما تشير إليه استطلاعات الرأي بأنه أكبر نقاط قوته وهو نجاحه الكبير في التعامل مع الوباء، فضلا عن أنه يتيح له فرصة إظهار حزب المحافظين على أنهم رجعيون، وهي استراتيجية فعالة يعتمد عليها الحزب الليبرالي في الحملة الانتخابية.
ويعد حزب المحافظين هو الخصم الرئيسي للحزب الليبرالي الحاكم، حيث يحتل المحافظون المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، على الرغم من أن الحزب الديمقراطي الجديد لديه قدر من الدعم القوي ولا يزال حزب الكتلة الكيبيكية يمثل حضورا سياسيا قويا في مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية.
وبعد بداية بطيئة، نجحت كندا في إطلاق واحدة من أنجح حملات التطعيم في أي بلد كبير ، حيث تلقى ما نسبته 63 في المئة من السكان التطعيم الكامل باللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وتظهر استطلاعات الرأي أيضًا أن غالبية الكنديين يوافقون على وضع قيود على الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم بعد.
وتُظهر استطلاعات الرأي العام أن الحزب الليبرالي، الذي يتولى مقاليد السلطة في كندا منذ عام 2015، يقترب من العتبة التي سيحتاج إليها للفوز بأغلبية مقاعد البرلمان المؤلف من 338 مقعدًا، حيث يحتاج الحزب إلى إضافة 15 مقعدًا إضافيًا لاستعادة الأغلبية التي خسرها في انتخابات .2019