رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بايدن يدافع عن الانسحاب الأمريكي «الفوضوي» من أفغانستان

17-8-2021 | 13:12


الرئيس الأمريكي جو بايدن

إسراء عاصم

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يقف بشكل مباشر وراء خروج الولايات المتحدة من أفغانستان ما يواجه انتقادات لاذعة بشأن غزو طالبان السريع للبلد الذي مزقته الحرب.

وحسب مانشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، قال بايدن: "إنه على الرغم من الانسحاب الفوضوي، لم يكن هناك وقت جيد لسحب القوات الأمريكية".

وتنهي عودة المسلحين للحكم ما يقرب من 20 عامًا من وجود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد، حيث أعلنت حركة طالبان، يوم الأحد الماضي، انتصارها بعد فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني وانهيار حكومته، وكانت كابول آخر مدينة رئيسية في أفغانستان تسقط في أيدي حركة طالبان التي بدأت منذ أشهر، لكنها تسارعت في الأيام الأخيرة مع سيطرتها على الأراضي، مما صدم العديد من المراقبين.

كما جاء خطاب بايدن في أعقاب يوم مأساوي في مطار كابول الدولي، حيث اقتحم مئات المدنيين الذين كانوا يائسين للفرار من البلاد طريقهم إلى الداخل يوم الاثنين، واحتشد كثيرون على المدرج وجروا إلى جانب طائرة نقل عسكرية متحركة أثناء استعدادها للإقلاع، وتشبث البعض بجانب الطائرة، وورد أن اثنين منهم على الأقل لقوا حتفهم عندما سقطوا من الطائرة بعد مغادرتها الأرض.

وقتلت القوات الأمريكية اثنين من المسلحين الأفغان كانا ضمن الحشد الذي اخترق محيط المطار، وبحسب ما ورد مات سبعة أشخاص في المجموع.

وعلقت الولايات المتحدة إجلائها من كابول لكنها استؤنفت الآن، وأظهرت صورة من يوم الأحد 640 أفغانيًا على متن طائرة شحن عسكرية أمريكية يغادرون كابول متجهين إلى قطر.

ونقل من موقع التحليل الدفاعي الأمريكيDefense One، عن مسؤولين أمريكيين قولهم "إن المدنيين المذعورين صعدوا فوق منحدر التحميل، لكن الطاقم قرر أنه من الأفضل الإقلاع بدلاً من إجبار الأفغان على المغادرة".
 
وفي تطور منفصل، أعلنت حركة طالبان ما تسميه عفوًا عامًا عن المسؤولين الحكوميين، وحثتهم على العودة إلى العمل، وقال بيان لهم "إن المسؤولين يجب أن يواصلوا واجباتهم دون أي خوف".

وفي هذا السياق، عاد بايدن يوم الإثنين إلى البيت الأبيض من منتجع كامب ديفيد الرئاسي للإدلاء بتصريحاته العلنية الأولى بشأن أفغانستان منذ ما يقرب من أسبوع.

وقال بايدن: "إذا كان هناك أي شيء، فإن التطورات التي حدثت في الأسبوع الماضي تعزز أن إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان الآن هو القرار الصحيح، ولا يمكن للقوات الأمريكية ولا ينبغي لها أن تقاتل في حرب وتموت في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها من أجل نفسها".

ويواجه بايدن الأن رد فعل سياسي عنيفًا بسبب الاضطرابات في كابول بعد قراره في أبريل، بإخراج جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر الذكرى السنوية العشرين للهجمات الإرهابية التي أدت إلى الغزو الأمريكي.

وغرد ميتش مكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ: "ما نراه في أفغانستان هو كارثة لا يمكن تخفيفها، و انسحاب إدارة بايدن سيترك وصمة عار على سمعة الولايات المتحدة".

وقال الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، الذي أذن بالتدخل العسكري في عام 2001، "إنه كان يشاهد الأحداث المأساوية التي تتكشف في أفغانستان ببالغ الحزن".

وأضاف بوش "إن الأفغان المعرضين الآن لأكبر خطر هم نفسهم الذين كانوا في طليعة التقدم داخل بلادهم، مشدداً على أن الولايات المتحدة تتمتع بالسلطة القانونية لقطع الروتين عن اللاجئين أثناء الأزمات الإنسانية العاجلة".

ورد بايدن قائلا: "إن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان لم يكن من المفترض أبدًا أن تكون حول بناء الدولة، مضيفا: "إنه عندما كان نائبا للرئيس، كان قد عارض نشر الرئيس السابق باراك أوباما عام 2009 لآلاف إضافية من القوات في البلاد".

وأشار بايدن أيضًا إلى أنه ورث اتفاقًا تم التفاوض عليه مع طالبان في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب للإنسحاب الأمريكي من أفغانستان بحلول مايو من هذا العام.

كما قال: "إنه الآن هو رابع رئيس للولايات المتحدة يترأس أطول حرب خاضتها أمريكا، ولن ينقل المسؤولية إلى خامس، ولن أضلل الشعب الأمريكي بالإدعاء أن مجرد قضاء المزيد من الوقت في أفغانستان سيحدث الفارق".

وشن بايدن حملته كخبير متمرس في السياسة الخارجية وأعلن بعد توليه منصبه هذا العام أن أمريكا عادت، وفي الشهر الماضي أكد بايدن للصحفيين أنه من المستبعد للغاية أن تغزو طالبان البلاد بأكملها، لكنه أقر يوم الاثنين الماضي، بأن هذا حدث بسرعة أكبر مما توقعنا.

كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأمريكيين يؤيدون خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، لكن بايدن يواجه وابلًا من الإنتقادات بشأن طريقة المغادرة، بعد أن انسحب القوات الأمريكية ثم أعاد الآلاف للمساعدة في الإجلاء.