أكد الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن المؤتمر العربي الثامن عشر لرؤساء أجهزة المباحث والأدلة الجنائية سيبحث بناء قواعد بيانات موثوق بها تتيح مستقبلا تبادل المعطيات بين الدول الأعضاء بما يسمح بفاعلية أكثر في مواجهة الجريمة خاصة العابرة للحدود.

جاء ذلك في مستهل كلمته اليوم /الأربعاء/ أمام المؤتمر العربي الثامن عشر لرؤساء أجهزة المباحث والأدلة الجنائية المنعقد عبر الدائرة التلفزيونية بحضور كلا من اللواء الدكتور إياد عبد الحمزة بعيوي رئيس المؤتمر ورؤساء وأعضاء الوفود العربية.

وأوضح الدكتور كومان أن هذا الاجتماع يعد الأول منذ انتشار جائحة "كوفيد 19" التي اجتاحت العالم بعد المؤتمر السابع عشر الأخير وخلفت مئات الآلاف من الضحايا وتسببت في خسائر مادية بليغة وولدت تداعيات أمنية خطيرة ورتبت على عاتق أجهزة الأمن مسؤوليات جسيمة.

ونوه الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب إلى أن انعكاسات هذا الوباء على الصعيد الأمني تمثلت في مظاهر عدة منها الضريبة البشرية الفادحة التي دفعها رجال الأمن والحماية المدنية في سبيل أداء رسالتهم النبيلة ووقوفهم مع الطواقم الطبية في خطوط المواجهة الأولى إنقاذا وإخلاء وسهرا على تطبيق إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وحظر التجوال، ومن هذه الانعكاسات كذلك التحول الذي عرفته الجريمة خلال هذه الجائحة وبروز أنماط جديدة من الإجرام وليدة التغيرات التي شهدتها شتى مناحي الحياة بسبب هذا الفيروس الفتاك.

وأوضح الدكتور كومان أنه تكفي الإشارة على سبيل المثال إلى التزايد الملحوظ في الجريمة السيبرانية بفعل تزايد الإقبال على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والعمل والدراسة عن بعد والتجارة الرقمية، ناهيك عن جرائم الغش خاصة في المواد الطبية والتطهيرية.

وأضاف أنه خلال السنة الماضية، تم مناقشة كافة أوجه التداعيات الأمنية لهذه الجائحة خلال مؤتمرات قطاعية عدة وفي نطاق المؤتمر السنوي لقادة الشرطة والأمن والدورة السنوية لمجلس وزراء الداخلية العرب.

وتابع كومان أن هذه التحديات الإجرامية الصحية المرتبطة بهذه الجائحة تعيد إلى الأذهان جرائم صحية أخرى نخشى أن تكون الظروف اليوم مواتية لاستشرائها ومنها خاصة جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية التي ما تفتأ عصابات الإجرام المنظم تعمل على اقترافها في استخفاف تام بكل التعاليم الدينية والمبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية.

وأشار إلى أن المؤتمر سيبحث أيضا تصور لربط قواعد بيانات البصمات الحيوية بين الدول العربية بما سيمكن من الاطلاع على تلك البيانات ومقارنة المعطيات المتوفرة لدى كل من الدول الأعضاء.

وشدد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، على أهمية "قواعد البيانات البالستية" في الدول العربية، مؤكدا أن هذه البيانات في غاية الأهمية خاصة في حال العمليات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية التي تستخدم فيها أسلحة في بلدان متعددة، وقال إن الأمانة العامة ق سعت من قبل إلى وضع آلية لربط هذه القواعد الوطنية بما يسمح بالاطلاع السريع على المعطيات لكنها اصطدمت بعقبة كبيرة هي أن عددا من الدول لا يوجد لديها "قواعد بيانات بالستية إلكترونية يمكن ربطها مع غيرها من القواعد والاطلاع عليها عن بعد.