أقلعت مراهقة بريطانية بلجيكية إلى السماء بطائرة، اليوم الأربعاء، في محاولة لتحقيق حلمها لتكون أصغر امرأة تسافر وحيدة حول العالم.

وأقلعت زارا رذرفورد، البالغة من العمر 19 عامًا، من مهبط للطائرات في كورترايك غرب بلجيكا، وسط ظروف عاصفة ملبدة بالغيوم ومع مراقبة والديها لها.

وتهدف رذرفورد إلى تحطيم الرقم القياسي الذي حققته الطيارة الأمريكية شايستا ويز، التي كانت في الثلاثين من عمرها عندما حددت المعيار العالمي في عام 2017.

ومن خلال تضييق الفجوة بين الرقم القياسي للسيدات والرجال من 12 عامًا إلى سنة واحدة فقط، تأمل في أن تُظهر للشابات والفتيات الأخريات أن السماء هي الحد الأقصى عندما يتعلق الأمر بترك بصمتهن الخاصة في تاريخ الطيران. وتسعى رذرفورد إلى تحليق طائرتها الرياضية الخفيفة والسريعة من نوع "شارك" فوق خمس قارات و52 دولة في رحلة جوية من المحتمل أن تستغرق من شهرين لثلاثة أشهر.

وقالت زارا قبل إقلاعها لوكالة "أسوشيتد بريس": "أنا متوترة للغاية، على ما أعتقد. أنا أيضًا في حالة عدم تصديق. وأعتقد أن خطوتي التالية هي التحقق من الطقس مرة أخرى. وفي العادة، سأصل إلى اسكتلندا الليلة. لست متأكدة من أن ذلك سيحدث. لكنني سأبذل قصارى جهدي، مع البقاء في أمان بالطبع".

وتنحدر رذرفورد من عائلة طيارين، حيثُ كانت تسافر في طائرات صغيرة منذ سن السادسة، وبدأت في القفز منها - بالمظلة – في عمر الحادية عشر ثم بدأت في الطيران بنفسها في الرابعة عشر من عمرها، وسجلت حوالي 130 ساعة من الرحلات الفردية.

وقالت إنها تريد إلهام الفتيات والشابات لدخول مجال الطيران وتشجيعهن على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ المعروف أيضًا باسم «STEM».

وقال والد رذرفورد: "هذا هو حلمها وما تريد أن تفعله، وأنا فخور جدًا برغبتها في محاولة جذب المزيد من الشابات والفتيات إلى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والطيران، لأن 5٪ من الطيارين في العالم هم من النساء، وهذه في الحقيقة ليست إحصائية يجب أن نفخر بها".

وجهزت طائرة رذرفورد خصيصًا للرحلة. وإنها عادة ذات مقعدين، لكن خزان الوقود الإضافي يشغل الآن أحد المقعدين. وسيساعد ذلك أيضًا في محو أي شكوك حول ما إذا كانت تطير بمفردها.

وطائرة "شارك" بحيث لا يستطيع الطيران لمسافات طويلة فوق المحيطين الأطلسي والهادئ. وتخطط رذرفورد للعبور فوق المحيط الأطلسي، لطيران عبر أوروبا وفوق جرينلاند. وسوف تتجه عبر الولايات المتحدة، ثم تعود إلى ألاسكا لعبور المحيط الهادئ. ومن هناك، ستتوجه عبر آسيا عائدة إلى أوروبا.

ويمكن أن يمثل التعب العقلي والوحدة في مثل هذه الرحلات الطويلة تحديًا كبيرًا.

وتقول المراهقة زارا: "هذه أشياء أضعها في اعتباري، سأهاتف والدي كثيرًا والأصدقاء والعائلة فقط. وللأسف، لا يمكنني مشاهدة الأفلام. لكن لدي موسيقى محضرة، كما حضرت بودكاست أيضًا. لذلك آمل أن يبقيني ذلك مشغولة بينما أنا في الهواء لمدة خمس أو ست ساعات في كل مرة".

يُذكر أن الرقم القياسي للرجال في رحلة فردية حول العالم يحمله البريطاني ترافيس لودلو البالغ من العمر 18 عامًا.