أحلم بأن يجوب صالون «الجمهورية الثقافى» جميع الجامعات المصرية للمساهمة فى بناء وعى حقيقى لدى الشباب وهم أهم فئة فى المجتمع لأنها تتعرض لتشويش فكرى، واستهداف من قوى الشر والإعلام المعادى من خلال حملات الشائعات والأكاذيب والتشكيك ومحاولات ضرب الولاء والانتماء لديهم، والعمل الشيطانى على بناء وعى مزيف لديهم، واحتلال عقولهم بثقافات وأفكار ظلامية وهدامة ومتطرفة ومتشددة.
غياب الوعى الحقيقى لدى الشباب بما تبذله الدولة من جهود.. وتحققه من نجاحات وإنجازات.. وأيضا تقديم الحقائق والبيانات والمعلومات لهذه الفئة من خلال كبار المسئولين والوزراء ورؤساء الهيئات والمفكرين والمثقفين ورجال الدين.. فى هذه الحالة يصبح الوطن فىخطر حقيقى.. لأن بناء الوعى الحقيقى واللقاءات المباشرة والتواصل مع الشباب هو من يتصدى لأفكار وشائعات وأكاذيب الإعلام المعادى وما تموج به مواقع التواصل الاجتماعى من بؤر للكيانات المعادية وأجهزة المخابرات التى تتبنى مخططات ضد الدولة وتستهدف عقول الشباب بالإضافة إلى جماعات وتنظيمات التطرف والتشدد والإرهاب أو المتآمرين على الدولة والمجندين لحساب قوى الشر.
فى اعتقادى ويقينى ان بناء الوعى الحقيقى وترسيخ الولاء والانتماء لدى الشباب واطلاعهم على كافة الجهود والحقائق هى رسالة مهمة للغاية وأقوى سلاح لتحصين عقول الشباب ووجودهم فى حضن الوطن بدلا من الارتماء فى أحضان قوى الشر المعادية لمصر والساعية لتدمير شبابها وغسل عقولهم.
الشباب فى مصر يمثل تقريبا 65٪ من نسبة سكانها.. وهم الفئة الأكثر استهدافا للوعى.. وإذا نجحنا فى خلق وبناء حالة وعى حقيقى لدى الشباب.. فإننا قد نكون وفرنا على الوطن تكاليف باهظة.. ولابد أن يكون هناك كيان وطنى شبابى أكثر فاعلية يتحرك وينشط بخيال وأفق أكثر اتساعا وتحليقا.. ويضع أمامه جموع الشباب المصرى ويجعل من بناء الوعى ثقافة عامة وعقيدة شاملة وأسلوب حياة.
لدينا ملايين الشباب فى الجامعات المصرية.. لابد أن نتحرك إليهم ونخاطبهم ونتواصل معهم.. ونتحاور بشكل مفتوح ونضع بين أيديهم كافة الحقائق والتحديات والتهديدات ونشرح لهم أبعاد الأمن القومى المصرى وما ورثته الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية من كم هائل من تحديات وأزمات مزمنة ومشاكل وظواهر سلبية.. ثم نشرح ونستعرض.. كيف واجهت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية هذه المشاكل والأزمات بنجاح وما هى جهودها فى هذا المجال وما هى تكلفة هذه الجهود والإنجازات.. وما هى الرؤية المسقبلية للبلاد فالشباب هم شركاء فى بناء هذا الوطن.. وساهموا بقدر غير محدود فى أكبر عملية تنمية وبناء وأيضا دافعوا عن وجود وبقاء هذا الوطن.
الحقيقة ان الرئيس عبدالفتاح السيسى هو من يحرص على التواصل مع الشباب وتوفير الحياة الكريمة لهم والفرص الواعدة.. ويهتم بالحوار معهم واطلاعهم على كافة الحقائق ويستمع إلى رؤاهم واقتراحاتهم.. ويحولها إلى قرارات على الأرض.. ودائما يؤكد على أهمية تعظيم دورهم ومشاركتهم وتمكينهم لأنهم أمل الحاضر وقادة المستقبل.
مؤسسات الدولة أيضا والمجتمع عموما مسئول عن بناء الوعى الحقيقى لدى الشباب.. حتى لا يترك فريسة للمتآمرين ومحاولات غسل العقول أو المروجين للأكاذيب فى محاولة إلى بناء وعى مزيف لديهم والجهود والرؤى كثيرة.. لكننا يجب كمجتمع ونخب وإعلام ومسئولين أن نذهب إليهم ونعرض بالصوت والصورة والأرقام والبيانات الحقائق ولا مانع من تنظيم زيارات على أرض الواقع لاطلاعهم على الجهود والإنجازات والمشروعات العملاقة وكيف تغيرت مصر.. وكيف تسعى بدأب وجهد ورؤية لتوفير الحياة الكريمة لهذا الشعب.. وأيضا جهودها فى مجال بناء القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة.
لا يجب أن نترك الشباب فى حالة فراغ.. ولا يجب ان نعمل بشكل منفرد.. وبجهود منفصلة لابد أن نتكامل ونصل إلى رؤية شاملة وموحدة نتحرك من خلالها لبناء الوعى الحقيقى لدى الشباب.
من هذا المنطلق أتمنى وقبل بداية العام الدراسى فى الجامعات أن نصل إلى هذه الرؤية.. وننفذها فى كل الجامعات المصرية بالتعاون مع الوزراء المختصين فى جميع المجالات لعرض ما أنجزته الدولة المصرية.. وكيف كنا وماذا أصبحنا.. ونقول للشباب بشكل واضح «كنا فين.. وبقينا فين» بالأرقام والمعلومات حتى نصحح المفاهيم المغلوطة لدى البعض منهم ونبنى الوعى الحقيقى ونعرفهم بحقيقة المتآمرين الذين يستهدفون الوطن بمحاولات التدمير والتخريب والاسقاط ونمنحهم الأمل فى المستقبل الواعد الذى ينتظر مصر التى هى على مشارف جمهورية جديدة.
لا أحد ينكر على الاطلاق دور الإعلام المصرى فى بناء الوعى الحقيقى لدى المصريين بشكل عام والشباب بشكل خاص.. ولكن فى حاجة إلى رؤية تتضافر فيها جهود الإعلام مع المسئولين والمفكرين.. وتحديدا نحن فى حاجة إلى أن يخصص كل وزير ساعتين أسبوعيا لهذا الموضوع وهذه القضية المهمة من خلال لقاء مفتوح مع شباب كل جامعة أسبوعيا فى حضور الإعلام.
40 قضية وجلسة تناولها صالون «الجمهورية الثقافى» على مدار الفترة الماضية تناولت القضايا والتحديات الوطنية وقضايا الشأن العام.. والأحد القادم يناقش أخطر القضايا والتحديات التى تواجه الوطن وهى الزيادة السكانية ومستقبل مصر خاصة ان الانفلات السكانى وكثرة الإنجاب والزيادة العشوائية والمنفلتة التى تهدد موارد الدولة فى الوفاء بخدمات واحتياجات مواطنيها وجودة حياتهم وبلوغ التقدم.
«صالون الجمهورية».. يعقد مساء الأحد القادم ندوة مهمة حول الزيادة السكانية ومستقبل مصر يشارك فيها مجموعة من السادة الوزراء لعرض أبعاد التحدى الأخطر الذى يواجه مصر.. وتأثير الزيادة السكانية على المستقبل من خلال الدكتور على مصيلحى وزير التموين والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والدكتور محمد معيط وزير المالية والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية واللواء أ.ح خيرت بركات رئيس جهاز التعبئة والاحصاء والمهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة لنقف على أبعاد هذه القضية الخطيرة وسبل وآليات المواجهة والحل.
صالون الجمهورية الثقافى.. لن يكتفى بهذه الندوة ولكن هناك ندوة أخرى فى بداية سبتمبر تتحدث عن نفس القضية ولكن من خلال المواجهة الشاملة.. والرؤية المتكاملة للمثقفين والمفكرين وعلماء الدين وخبراء الاجتماع وعلم النفس والإعلام والمسئولين الرسميين فى هذا الملف الحيوى الذى يمثل تحديا كبيرا أمام مشروع التقدم الذى تتبناه الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى.
نريد أن نحول جامعاتنا إلى مراكز لبناء الوعى الحقيقى.. وفرصة للتواصل والحوار مع الشباب.. لبناء جسور من الثقة والاطمئنان والإدراك الحقيقى لمصداقية وشفافية الدولة المصرية لهدم كل أشباح الماضى.. والتأكيد على أن الدولة المصرية حريصة تماما على التواصل مع أبنائها من الشباب لأنهم الغاية والهدف.
كان من ضمن أهداف «صالون الجمهورية الثقافى» أن يجوب جميع الجامعات المصرية.. لولا جائحة كورونا اللعينة التى فرقت وباعدت بين الناس لكن الحلم مازال موجودا وينتظر تعاون الوزارات والهيئات وفق رؤية تتضمن العديد من المحاور للتواصل مع الشباب.. وهى رؤية موجودة لدينا.
أرى ان الإكثار من اللقاءات والندوات والحوارات مع الشباب خاصة بينهم وبين الوزراء والمسئولين أمر مهم للغاية.. فإذا كان الرئيس السيسى يحرص على عقد مؤتمرات وطنية للشباب.. فلماذا لا يساهم الوزراء بجهد ووقت فى بناء الوعى الحقيقى لدى الشباب وما المانع من تنظيم مؤتمرات دورية بحيث تشمل جميع المحافظات ويمثل كل محافظة عشرة شباب بالإضافة إلى الأعضاء من الشباب من مجلسى النواب والشيوخ حتى وأن كانت هذه فى الأكاديمية الوطنية للتدريب وتكون أسبوعية أو شهرية بحيث تغطى جانبا وأعدادا كبيرة من الشباب إلى جانب لقاءات الجامعات ولماذا لا يحرص كل محافظ على عقد هذه اللقاءات مع الشباب أو فى الجامعات الموجودة فى نطاق وداخل كل محافظة.